أظهر بحثٌ جديد أن حظر انقطاع المياه على الصعيد الوطني في الولايات المتحدة كان من شأنه أن يمنع ما يقرب من نصف مليون إصابة بفيروس كورونا، وينقذ ما لا يقل عن 9 آلاف شخص من الوفاة.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، نُشر الجمعة 26 مارس/آذار 2021، فإن النظافة الجيِّدة ضرورية لمنع انتشار فيروس كورونا المُستجد شديد العدوى، إذ تخطت الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة 30 مليون حالة، في حين سرعت الولايات عملية التطعيم بخفض القيود المتعلقة بالعمر.
انقطاع المياه كلف آلاف الأرواح
وسط ضغوطٍ من خبراء الصحة العامة وجماعات حقوق الإنسان، علَّقَت المئات من المرافق والولايات الأمريكية عمليات قطع المياه بسبب الفواتير المتأخِّرة، لضمان استمرار الأسر في الحصول على المياه الجارية لغسل اليدين والصرف الصحي.
لكن الكثير من الولايات رفضت ذلك، وأنهت ولاياتٌ أخرى تعليق انقطاع المياه بعد بضعة أشهر فقط، ورفض الكونغرس التدخُّل بحظر قطع المياه على المستوى الوطني.
بحلول نهاية العام الماضي، واجَهَ 211 مليون أمريكي -بما في ذلك عدد كبير بصورةٍ غير متناسبة من الأسر المُلوَّنة- خطر انقطاع المياه عن صنابيرهم خلال أسوأ أزمة صحية واقتصادية في التاريخ الحديث.
كلَّفَ ذلك آلاف الأرواح الأمريكية بين أبريل/نيسان وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وفقاً لبحثٍ أجرته جامعة كورنيل ومجموعة مراقبة الغذاء والماء.
انخفاض الوفيات بعد حظر قطع المياه
وَجَدَ الباحثون أن الولايات التي أوقفت عمليات قطع المياه قلَّلَت بشكلٍ كبير من معدَّلات تفشي عدوى الفيروس والوفيات الناجمة عنه، مقارنةً بالولايات التي لم يكن فيها أوامر مماثلة. وقد لوحِظَ أكبر انخفاضٍ في حالات العدوى في الولايات التي فرضت حظراً شاملاً على انقطاع خدمات جميع المرافق الخاصة والعامة.
إذا كانت سياسةٌ مماثلة قد اتُّبِعَت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإن نموذج الدراسة يُظهِر أن حالات الإصابة بكوفيد-19 ربما كانت قد انخفضت بنسبة 4%، والوفيات بنسبة 5.5% في 41 ولاية دون قطعٍ كاملٍ للمياه.
قالت وينونا هووتر، المديرة التنفيذية لمجموعة مراقبة الغذاء والماء: "يُظهِر هذا البحث بوضوح أن الألم والمعاناة الناجمين عن الجائحة قد تفاقما بسبب القادة السياسيين الذين فشلوا في إجراءات الحفاظ على تدفُّق المياه للأسر المتعثِّرة".
27 مليون أمريكي مهددون بسبب الفواتير غير المُسدَّدة
تأتي هذه النتائج وسط ضغوطٍ متزايدة على مسؤولي ولاية ميشيغان ونيويورك لتمديد حظر انقطاع المياه في الولايتين، وكلاهما ينتهي بحلول نهاية الشهر الجاري مارس/آذار.
سيؤدي انقطاع المياه في الولايتين إلى ترك 27 مليون شخص آخرين مُعرَّضين لخطر فقدان إمدادات المياه الخاصة بهم بسبب الفواتير غير المُسدَّدة، في وقتٍ تتزايد فيه المخاوف بشأن موجة ثالثة مُحتَمَلة من الجائحة.
كما يحثُّ المناصرون لتدفُّق المياه للأسر المتعثِّرة الرئيس الأمريكي جو بايدن على فرض حظرٍ وطنيٍّ على انقطاع المياه وجعل المياه أولويةً في مشروع قانون البنية التحتية القادم.
فيما وَجَدَ تقريرٌ أجرته صحيفة The Guardian البريطانية العام الماضي أن ملايين الأمريكيين كانوا يواجهون فواتير باهظة حتى قبل اندلاع الجائحة، حيث أدَّى تقادم البنية التحتية، وعمليات التنظيف البيئية وتغيير التركيبة السكَّانية، وحالة الطوارئ المناخية، إلى ارتفاع الأسعار بشكلٍ كبير في كلِّ ركنٍ في الولايات المتحدة تقريباً. وانخفض التمويل الفيدرالي لأنظمة المياه منذ أن بلغ ذروته في عام 1977.