اعترفت كوريا الشمالية الجمعة 26 مارس/آذار 2021، بإطلاقها صواريخ قالت إنها "تكتيكية موجهة" وقد تم تطوريها في الآونة الأخيرة، وذلك بعد تأكيدات نشرتها واشنطن وطوكيو وسيول عن تجربة صواريخ باليستية أجرتها بيونغ يانغ أمس الخميس في عرض البحر، وهو ما أثار تنديداً أمريكياً وحذراً في اليابان وكوريا الجنوبية.
وكالة الأنباء المركزية الكورية أكدت الجمعة هذه الأنباء المتداولة، وقالت في بيان إن كوريا الشمالية أطلقت "نوعاً جديداً من الصواريخ"، يعتمد على تكنولوجيا خضعت لتحسينات، ليتسنى له حمل رأس حربي وزنه 2.5 طن.
وقالت الوكالة إن الصاروخين أصابا بدقة هدفاً على بعد 600 كيلومتر قبالة ساحل كوريا الشمالية الشرقي، وهو ما يتعارض مع تقديرات السلطات الكورية الجنوبية واليابانية التي قالت إن الصاروخين قطعَا مسافة 420 إلى 450 كيلومتراً.
وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام رسمية صاروخاً مطلياً بالأسود والأبيض ينطلق من مركبة إطلاق عسكرية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن الزعيم كيم جونغ أون لم يحضر حفل الإطلاق.
تنديد أمريكي وحذر في طوكيو وسيول
الخميس، قالت القيادة الأمريكية لمنطقة المحيط الهادئ إنها تراقب الوضع وتتشاور مع الحلفاء بعد تأكيدات أطلقتها واشنطن وطوكيو وسيول بأن كوريا الشمالية قد أطلقت مقذوفتين يعتقد أنهما صاروخان باليستيان.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس إن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للدبلوماسية مع كوريا الشمالية رغم تجاربها الصاروخية هذا الأسبوع، لكنه حذر من ردود فعل إذا صعّدت كوريا الشمالية الأمور.
فيما نددت وزارة الخارجية في وقت لاحق بإطلاق الصواريخ الباليستية ووصفتها بأنها مزعزعة للاستقرار. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "عمليات الإطلاق هذه تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي وتهدد المنطقة والمجتمع الدولي الأوسع".
من جانبه، أعرب مجلس الأمن القومي في كوريا الجنوبية عن قلقه البالغ إزاء الخطوة التي أقدمت عليها الجارة الشمالية.
كذلك قال رئيس وزراء اليابان يوشيدي سوغا إن إطلاق بيونغ يانغ صاروخين باليستيين "يشكل تهديداً لأمن اليابان والمنطقة".
بدورها، قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية إن ما لا يقل عن "مقذوفين غير محددي النوع" أُطلقا في البحر من مقاطعة هامغيونغ الجنوبية على ساحل كوريا الشمالية الشرقي.
فيما حذر خفر السواحل الياباني في وقت سابق السفن من الاقتراب من أي أجسام سقطت، وطلب منها بدلاً من ذلك أن تمدّه بأي معلومات ذات صلة بالواقعة.
تحدٍّ لإدارة بايدن
ويعدّ هذا أول اختبار من هذا القبيل ترِد أنباء بشأنه منذ تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، علماً بأن إطلاق كوريا الشمالية صواريخ باليستية محظور بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.
حيث قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن كوريا الشمالية لم تردّ على محاولات تواصل دبلوماسي سرية من الإدارة الأمريكية، منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، كان بعضها مع بعثة بيونغ يانغ في الأمم المتحدة.
المسؤول الأمريكي الكبير تحدث لوكالة رويترز، السبت 13 مارس/آذار 2021، دون أن يتم الكشف عن اسمه، وكشف تفاصيل قليلة عن المسعى الدبلوماسي الأمريكي، لكنه أوضح أن الإدارة بذلت جهوداً للتواصل مع حكومة كوريا الشمالية "من خلال عدة قنوات بدءاً من منتصف فبراير"، وأضاف قائلاً: "حتى اليوم، لم نتلق أي رد من بيونغ يانغ".
يأتي ذلك، بينما تلتزم إدارة بايدن حتى الآن الحذر بشأن وصف طبيعة نهجها مع كوريا الشمالية علناً، وتقول إنها تجري مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية تجاه البلد الآسيوي، في أعقاب الانخراط غير المسبوق بين الرئيس السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وأحرزت بيونغ يانغ تقدماً سريعاً في مجال تطوير قدراتها الصاروخية في عهد الزعيم كيم جونغ-أون، إذ إنها اختبرت في 2017، في ذروة التوتر بينها وبين واشنطن، صواريخ قادرة على الوصول إلى البر الأمريكي بأسره.