أثار معلم في في مدرسة "باتلي" بمقاطعة يوركشاير شمالي بريطانيا، الخميس 25 مارس/آذار 2021، غضب المسلمين في البلاد، وأخرج آباء وأولياء أمور التلاميذ إلى الاحتجاج؛ وذلك بسبب عرضه صوراً كاريكاتيرية مسيئة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، خلال إحدى حصص التربية الدينية.
وبعد إبلاغ الطلاب أهاليهم بالأمر، تظاهر أولياء الأمور أمام المدرسة، مطالبين المعلم بالاستقالة، كما انتشرت عشرات المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تُظهر مدى الغضب العارم الذي أحدثته الواقعة في نفوسهم.
في تصريحات أدلى بها، قال أحد المتظاهرين ويدعى إمام محمد أمين باندور: "أصابتنا الدهشة، بسبب ما حدث في المدرسة، إنه أمر غير مقبول إطلاقاً".
وأوضح أنهم طالبوا بفتح تحقيق، مؤكداً أنهم سيعملون مع المَدرسة لمنع وقوع أحداث مماثلة مستقبلاً.
المَدرسة تعتذر وتوقف المدرس
من جهته اعتذر مدير المدرسة غاري كيبل، في رسالة بعث بها عبر البريد الإلكتروني، إلى أولياء الأمور بشأن "مصادر غير لائقة" استُخدمت في الحصة الدرسية.
وأفاد بأن الرسوم الكاريكاتيرية أُزيلت من المصادر المستخدمة، مبيناً أنهم سيدققون في منهج درس التربية الدينية؛ لتجنب أي محتوى آخر غير لائق.
في تصريح نقلته شبكة "بي بي سي" البريطانية، قال المتحدث نفسه: "لقد توقفنا فوراً عن التدريس في هذا الجزء من الدورة، ونراجع كيف نمضي قدماً بدعم من جميع المجتمعات الممثلة في مدرستنا".
وأضاف أيضاً: "من المهم للأطفال أن يتعلموا عن الأديان والمعتقدات، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة دقيقة".
كما أكد أنه تم إيقافه في انتظار التحقيق.
الوزارة تدعم المدرس
إذ نقلت الشبكة نفسها تصريحاً لمتحدث باسم وزراة التعليم، قال فيه: "من غير المقبول أبداً تهديد أو ترهيب المعلمين".
في الوقت الذي أكد فيه المتحدث نفسه حرصه على الحوار بين المدارس وأولياء الأمور، فإنه انتقد في المقابل الاحتجاج عليه، بسبب ما اعتبره "تهديدات وانتهاكاً لقيود فيروس كورونا، والتي هي غير مقبولة تماماً"، على حد تعبيره.
بل إن المتحدث باسم الوزارة ذهب أيضاً إلى تأكيد أن "للمدارس الحرية في تضمين مجموعة كاملة من القضايا والأفكار والمواد في مناهجها الدراسية، وضمن ذلك عندما تكون صعبة أو مُثيرة للجدل، مع الحفاظ على التوازن".