تعتزم وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) إثبات إمكانية طيران مركبة على كوكب آخر غير الأرض. وذلك بعد مرور أكثر من قرن لأول رحلة طيران بمحرّك على كوكب الأرض التي كانت في عام 1903.
تجربة تاريخية لناسا
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، أنها تستعد للقيام بأول رحلة جوية على كوكب المريخ من خلال طائرة مروحية بدون طيار سوف تحلق وتهبط من مطار صغير على سطح الكوكب الأحمر في أوائل أبريل/نيسان المقبل.
"ناسا" قالت إن الرحلة ستكون أول عملية طيران لمركبة بمحرّك على كوكب آخر غير الأرض، إذ ستجري محاولة لإقلاع مروحية "إنجينيويتي" الصغيرة في أجواء المريخ.
فيما لا تزال "إنجينيويتي" ذات الوزن الخفيف جداً والتي تشبه طائرة مسيّرة كبيرة، مطوية ومثبتة تحت الروبوت الجوال "برسفيرنس" الذي هبط على سطح الكوكب الأحمر الشهر الماضي.
كبير مهندسي "إنجينيويتي" بوب بالارام قال في مؤتمر صحفي، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، إن "أفضل تقدير متوافر في الوقت الراهن (للرحلة الأولى) هو 8 نيسان/أبريل"، لكنه أوضح أنه من الممكن أن يطرأ تغيير في شأن اليوم المحدد لإجرائها.
وفي حال نجاح الاختبار، سيشكّل إنجازاً كبيراً، إذ إن كثافة جو المريخ لا تتعدى 1% من كثافة غلاف الأرض الجوي.
وستتلقى المروحية توجيهاتها من الأرض قبل بضع ساعات، لكنها ستتولى بنفسها تحليل موقعها بالنسبة إلى سطح المريخ أثناء طلعتها، من خلال التقاط 30 صورة في الثانية، وسبق لوكالة "ناسا" أن حددت المنطقة التي ستطير فوقها المروحية وتقع شمال موقع هبوط الروبوت الجوّال.
كما سيكون هذا الحدث المريخي في مستوى أهمية الإنجاز الذي مثّلته أول رحلة طيران بمحرّك على كوكب الأرض عام 1903، وأفادت "ناسا" بأن قطعة قماش صغيرة من طائرة الأخوين رايت التي أقلعت قبل أكثر من قرن في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية وُضعت على "إنجينيويتي" في تحية لرحلة الطيران الأرضية الأولى، وبالتالي هي موجودة حالياً على كوكب المريخ.
ومن المتوقع أن تكون هذه الطلعة الأولى بسيطة جداً، إذ ستقلع المروحية عمودياً، ثم سترتفع إلى علو ثلاثة أمتار وتحوم على هذا المستوى لمدة 30 ثانية ثم تدور على نفسها قبل أن تهبط مجدداً.
"إنجينيويتي" بطلة ناسا الجديدة
وتتألف المروحية إنجينيويتي من أربع قوائم وهيكل ومروحتين متراكبتين ويبلغ طولها 1,2 متر من أحد طرفي النصل إلى الطرف الآخر. كما تعمل المراوح بسرعة 2400 دورة في الدقيقة، أي أسرع بخمس مرات من طوافة عادية.
وكلّف برنامج هذه المروحية وكالة "ناسا" نحو 85 مليون دولار. وفي المستقبل، يمكن لمثل هذه المركبات أن تؤدي دوراً بالغ الأهمية في استكشاف الكواكب بفضل قدرتها على الوصول إلى أماكن لا يمكن للروبوتات الجوالة بلوغها (فوق الأخاديد مثلاً).
فيما تعمل وكالة الفضاء الأمريكية على مشروع مركبة طيّارة أخرى كجزء من مهمة "دراغون فلاي" (اليعسوب) التي سترسل سنة 2026 طائرة مسيّرة إلى تايتن، أكبر أقمار زُحل، على أن تصل إليه سنة 2034.
وذكّرت "ناسا" بأن تجارب طيران لمركبات من دون محرّكات على كوكب آخر سبق أن أجريت في الماضي من خلال إرسال بالونات الطقس عام 1985 إلى كوكب الزهرة كجزء من برنامج "فيغا" الذي تعاون فيه الاتحاد السوفييتي مع دول أخرى.