قالت شركة "فيسبوك"، الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، إن "قراصنة من الصين استخدموا حسابات وهمية؛ في محاولة لاقتحام حواسيب وهواتف ذكية يمتلكها أفراد من مسلمي الإيغور"، كما أكدت الشركة أن "عملية القرصنة السرية والمعقدة استهدفت نشطاء وصحفيين ومعارضين من الإيغور يعيشون في تركيا وكازاخستان والولايات المتحدة وسوريا وأستراليا وكندا ودول أخرى".
في بيان لها، أوضحت شركة أكبر موقع للتواصل الاجتماعي بالعالم، أن القراصنة حاولوا اختراق الحواسيب والهواتف عن طريق إنشاء حسابات وهمية على "فيسبوك" لصحفيين ونشطاء افتراضيين، إضافة إلى إنشاء مواقع وتطبيقات مزيفة تهدف إلى جذب مسلمي الإيغور وداعميهم.
روابط خبيثة
أوضحت الشركة أن القراصنة أسسوا أيضاً مواقع إلكترونية شبيهة بالمواقع الإخبارية المعروفة لدى الإيغور.
كما احتوت الحسابات والمواقع على روابط خبيثة، بمجرد النقر على أحدها، يتم تحميل برنامج على جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي، حيث يتمكن القراصنة من خلاله اختراق الجهاز.
من خلال البرنامج، يمكن معرفة معلومات تتضمن موقع الشخص المستهدف، وجهات الاتصال في هاتفه، وفقاً لشركة "فاير آي" الرائدة بمجال الأمن السيبراني الأمريكية، والتي قامت بالتحقيق، وفق فيسبوك.
فيما لم يصدر على الفور تعليق من جانب بكين على الموضوع.
فيسبوك يكشف العملية
إذ أشارت شركة فيسبوك إلى أن المخترقين استهدفوا نحو 500 شخص بين عامي 2019 و2020.
كما لفتت إلى أنها كشفت شبكة القراصنة في أثناء عملها الأمني الروتيني، وقامت بتعطيل الحسابات الوهمية، وأبلغت الأشخاص الذين ربما تعرضت أجهزتهم للاختراق.
وتمكن تحقيق فيسبوك من إيجاد روابط بين القراصنة وشركتين تقنيتين مقرهما في الصين، دون الوصول إلى روابط مباشرة مع الحكومة الصينية.
مع ذلك، قالت شركة "فاير آي" في بيان: "نعتقد أن هذه العملية أجريت لدعم الحكومة الصينية".
بكين تحتجز نحو مليون من مسلمي الإيغور
إذ تسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ عام 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
في أغسطس/آب 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريراً كشف وثائق حكومية صينية مسربة، احتوت على تفاصيل قمع بكين لمليون مسلم من الإيغور، ومسلمين آخرين في معسكرات اعتقال بتركستان الشرقية.
رغم ذلك، نفت الصين مراراً وتكراراً، أنها تدير معسكرات اعتقال، وبدلاً من ذلك تدَّعي أنها "تعيد تأهيل" الإيغور.
فيما تفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليوناً من الإيغور، فيما تقدّر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون.