عينت منظمة الأمم المتحدة، اللاعبَ الدولي الكندي الشاب ألفونسو ديفيس، الظهير الأيسر لفريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، سفيراً خاصاً لمساعدة اللاجئين، ليصبح بذلك ابن الـ20 ربيعاً أول لاعب كرة قدم تعيّنه منظمة الأمم المتحدة في هذه المهمة، وذلك وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء 24 مارس/آذار 2021.
دوافع شخصية
تم تعيين ديفيس، الذي وُلد بمخيم للاجئين في غانا قبل أن يهاجر إلى كندا، سفيراً للنوايا الحسنة بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
في أول تصريح له بعد هذا القرار، قال ديفيس في بيان على الموقع الرسمي للنادي البافاري: "تجربتي الخاصة تجعلني أرغب في التحدث نيابة عن اللاجئين، ومشاركة قصصهم، والمساهمة في إحداث فارق".
كما تابع: "يحتاج اللاجئون دعمنا للبقاء على قيد الحياة، وأيضاً الحصول على حق التعليم وممارسة الرياضة، لكي يتمكنوا من إظهار إمكاناتهم وتحقيق النجاح".
بدأ ديفيس دعم المنظمة الدولية في عام 2020 عندما شارك في بطولة كرة قدم عبر البث التدفقي، كما ساهم الشهر الماضي، في حملة أطلقتها الحكومة الكندية للترويج لحق اللاجئين بالتعليم على مستوى عالٍ.
قصة ديفيس المؤثرة
وراء تألق النجم الكندي في عالم المستديرة تختفي معاناة كبيرة عاشها اللاعب الشاب بطفولته، حيث وُلد بأحد مخيمات اللاجئين في غانا عام 2000، بعد هروب والديه من الحرب الأهلية في ليبيريا، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف.
عن ذلك تقول والدته فيكتوريا: "كان علينا عبور الجثث للذهاب والعثور على الطعام، الأمور كانت صعبة للغاية".
بعد بلوغه من العمر 5 سنوات، انتقلت عائلة ديفيس إلى كندا، بعدما اجتازت مقابلة لبرنامج إعادة التوطين، واستقرت في مدينة إدمونتون.
أولى خطواته نحو النجومية
شغف ديفيس بكرة القدم اتضح منذ الصغر، بعدما التحق ببرنامج "فوتي" المجاني، وهي مبادرة للأطفال داخل المدينة، الذين لا يستطيعون تحمُّل رسوم التسجيل في الأندية والأكاديميات.
لحسن حظ ديفيس، فإن كشافة نادي فانكوفر وايتكابس كانوا في ذلك المكان، إذ تم رصده، والتحق بالنادي الكندي في سن 15 عاماً، وحصل على مكان مباشر في الفريق الثاني للنادي.
بعد شهر واحد، سجّل ديفيس أول أهدافه مع الفريق الثاني، وبدا أن مستواه أكبر بكثير من الوجود مع هذه المجموعة؛ ما دفع إدارة النادي إلى ترفيعه للفريق الأول عقب ذلك بـ5 أشهر فقط.
مع تولي كارل روبنسون تدريب فريق فانكوفر، منح ديفيس الفرصة للظهور في الدوري الأمريكي، ليصبح ثاني أصغر لاعب بالمسابقة، بعد فريدي أدو.
وعندما بلغ 16 عاماً، نال ديفيس الجنسية الكندية، وأصبح أصغر من يمثل المنتخب الكندي للكبار، ولديه حتى الآن 17 مباراة دولية، و5 أهداف.
مع سطوع نجوميته واهتمام مانشستر يونايتد، وتشيلسي، وليفربول وبايرن ميونيخ بضمه، وافق اللاعب الكندي على عرض الأخير، ولعب معه هذا الموسم 36 مباراة، سجّل فيها ثلاثة أهداف، وصنع 9 أهداف أخرى في جميع المسابقات.
كما ساهم في تتويجه بالسداسية الموسم الماضي، أبرزها دوري أبطال أوروبا، ليصبح واحداً من أبرز اللاعبين بالفريق، وأبرز المواهب الصاعدة في العالم.