النرويجي إيرلينغ هالاند (20 عاماً) والفرنسي كيليان مبابي (22 عاماً)، نجمان يتلألآن حالياً في أفق المستديرة كأبرز مواهب اللعبة الشعبية. يرتفع سقف التوقعات والتكهنات، نظراً لإمكانياتهما الجبارة ومستواهما المميز في مثل هذا العمر الصغير، ليتوقع البعض أنهما خليفتا ميسي ورونالدو الشرعيان على عرش العالم الكروي.
لكن يبقى السؤال: هل يستحق مبابي وهالاند كل المديح الذي يكال لهما، أم أن كل ذلك يظل في خانة المبالغة فقط؟
الحقيقة دون مبالغات غير منطقية هي أن الساحة الكروية لم تشهد موهبتين تتمتعان بخاصية "الاستمرارية" بمستوى الثنائي الشاب منذ وقتٍ طويل. لذا قد تكون التوقعات الخاصة بهما ممزوجة ببعض المبالغات، لكنها مبالغات لها أساس على أرض الواقع، وتبقى تلك المبالغات احتمالات لها شواهد وعليها أدلة، وليست محض تمنيات مطلقة في فضاء المستحيل.
محارب الفايكنغ: إيرلينغ هالاند
في العصر الكروي الحالي، لم تعد هناك مفاهيم جامدة أو قوالب ثابتة، إذ أصبحت كل مفاهيم كرة القدم في طور تطور مستمر، ووصلت ذروة التطور درجة انتفاء واختفاء مفهوم "المركز" الثابت للاعب كرة قدم من الأساس. المدافع، على سبيل المثال، أصبح له دور كبير وأحياناً أهم من دوره الدفاعي في بناء الهجمة، لاعب الوسط أصبح لاعباً "وهمياً" في المساحات مع لاعبي الخط الهجومي، الأظهرة مؤخراً تطورت بجميع أشكال وفنون التطور، حتى أصبحت الركيزة الأولى في تكتيكات كرة القدم الحالية.
لكن على الرغم من كل ذلك، يظل مركز المهاجم غير قابل لأي استحداث. المهاجم كمصطلح ووظيفة يبقى ثابتاً، فمهمته الأولى والأخيرة هي تسجيل الأهداف بإسكان الفرص التي يصنعها فريقه لأهداف داخل شباك الخصوم.
لم يسلم مركز المهاجم من التطور والتحوّر بالكلية ولكن جوانب التطور تركزت في عمله خارج "صندوق العمليات" فصار منوطاً به خلق المساحات والثغرات في دفاعات الخصوم، لمساعدة فريقه في تسجيل الأهداف. لكن داخل "المنطقة" بقيت مهمة المهاجم الأولى هي تسجيل الأهداف. وإن لم يسجل من أنصاف الفرص التي تلوح له، يعد مهاجماً ساذجاً. حتى إذا كان يستطيع تأدية مهام الضغط، التحرك بالكرة وبدونها في المساحات الضيقة، أو يمتلك قدرات بدنية فائقة كالسرعة، والقوة البدنية.. إلخ.
من المنظور الكلاسيكي والحديث، إيرلينغ هالاند هو المهاجم الذي يتمناه الجميع. هو مثل الإنسان الآلي أو الروبوت، لا يفكر كثيراً أثناء حيازته للكرة، بل يفكر دائماً قبل الموقف الذي سيجمعه بها ليكون أسرع في رد فعل والتصرف من المدافعين، فقراراته سريعة وقدراته الجسدية فائقة، وسرعته عالية.
النرويجي سريع البديهة والانسجام وحسن التصرف في منطقة الجزاء؛ لأن غريزته وموهبته هي التهديف ووضع الكرة في زوايا لا يتوقعها الحراس. وفي رأيي، هالاند هو مثال لرأس الحربة الذي يناسب كل أساليب اللعب في العصر الحديث.
كيف يسجل المهاجم؟
يعتبر كل ذلك كافياً لتفسير أن هالاند أصبح أسرع لاعب يسجل 10 أهداف في تاريخ دوري الأبطال، لأن هناك ثلاث طرق لتسجيل الأهداف: الأولى هي الغريزة، من يسجلون بتلك الطريقة لا يعرفون ماذا يفعلون، وعندما تسألهم عن كيف سجلوا الهدف لن يستطيعوا تقديم إجابة، وكأنهم وُلدوا هدافين.
الطريقة الثانية هي التخيل، أي أن يقوم اللاعب بتخيل ماذا يفعل قبل أن تصل له الكرة، وبعد حصوله عليها يقوم تلقائياً بتنفيذ ما تخيله، وكأنه عاش الموقف نفسه سابقاً، لكن في الحقيقة هو قرر ماذا سيفعل قبل أن تصل الكرة له.
أما الطريقة الثالثة فعبارة عن تحليل اللاعب للموقف ووضعيته في كل شيء على أرض الميدان، عن طريق المسح المرئي للملعب لتحديد من أين تؤكل الكتف، ومن هنا يبني المهاجم قراره حين تصله الكرة.
حسناً، لندرك حجم الموهبة والغريزة التهديفية التي يمتلكها هالاند بالفعل، يجب ذكر أنه سجل أول 10 أهداف في مسيرته الاحترافية بعد 14 تسديدة فقط. لماذا تكفيك تلك المعلومة وما دلالاتها؟
حسناً:
- سجل مهاجم إنتر ميلان لاوتارو مارتينيز أول 10 أهداف له بعد 102 تسديدة.
- سجل جناح مانشستر سيتي فيران توريس أول 10 أهداف بعد 92 تسديدة.
- سجل محمد صلاح أول 10 أهداف له بعد 84 تسديدة.
- سجل ساديو ماني أول 10 أهداف له بعد 67 تسديدة.
- سجل مهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد أول 10 أهداف له بعد 60 تسديدة.
- سجل كيليان مبابي أول 10 أهداف له بعد 35 تسديدة.
سُئل تييري هنري ذات مرة عن طرق وكيفية تسجيل الأهداف، وفي نفس اللقاء تم سؤاله هل يُولد اللاعب هدافاً؟ حينها كان رده سريعاً، أنا لم أولد هدافاً.
يقول هنري إنه من الممكن تطوير اللاعبين ذهنياً بالتدريبات ليصبحوا هدافين حتى لو لم يُولدوا كهدافين. وهؤلاء غالباً يتبعون الطريقة الثانية والثالثة في تسجيل الأهداف. أما من يسجلون بالغريزة، أي وُلدوا هدافين، فتظهر غريزتهم في لمستهم التي أسكنت الكرة الشباك. تشعر بينما تشاهد بأن الكرة تحبهم، تترك جميع اللاعبين في تكدس عشوائي وتذهب لهم عن دونهم؛ لأنه يبحث عنها، أقدامهم تعرف طريق الشباك جيداً.
أغرب ما في أمر النرويجي، الذي وضع هالاند في سقف التوقعات حالياً، أن المهاجم تحديداً في المطلق يكون أنضج ممن حوله، يحدث ذلك دائماً بتراكم الخبرات ونمو الثقة. في الوقت الحالي، هناك الكثير من المواهب التي يصفها البعض بصفات كثيرة لكنها ليست كاملة، والمهاجم المتمرّس الخبير أصبح عملة نادرة في العالم حالياً، لذا ما يميز هالاند هو ما لا يوصف به أحد من المهاجمين في عمره.
بالإضافة إلى تلك الغريزة، يمتلك إيرلنج براعة فنية وكفاءة تقنية مبهرة، يسرق الخطوات من المدافع الذي يراقبه بخفة وليونة حتى لا يشعرن به أحد، وهو يتمركز ويموّه بجسده وكأن لديه جهاز استشعار يخبره بموقع الكرة، فهو أسرع من المدافعين في كل موقف يلزم التفكير والتنبؤ.
تلك هي أساسات شمولية هالاند، هناك الكثير من المهاجمين الذين يسجلون من وضعيات أكتر ثباتاً، ينتظرون تحركات الجناحين وصانع اللعب والوسط وتمريراتهم. لكن هناك النوع الأكثر شمولية وأفضلهم هالاند، وهم الذين يتوفرون على مهارة التوقع والإحساس أو الحدس، أين ستنتهي العرضية أو تمريرة صانع اللعب، ويبدأ دائماً التحرك على أساس هذا الحدس وتلك الرؤية.
قبل موسمين، كان هالاند ضمن صفوف فريق "ريد سالزبورج"، وقبل مباراة حاسمة في الدوري النمساوي ضد فريق "ستورم غراتس"، ذكرت صحيفة Kleine Zeitung النمساوية أن هالاند شاهد قبل تلك المباراة طرق ونظم الرقابة لدفاع الخصم لأكثر من 4 ساعات متواصلة. نعم، قرر ذو الـ18 عاماً حينها تحليل تحرك كل مدافع في الخصم، وكيف يستطيع الانتصار عليه في المواجهات الثنائية. وبلا عجب بعد ذلك المجهود، سجل هالاند 4 أهداف وصنع هدفين في تلك المباراة!
صرّح هالاند في الموسم الماضي لقناة بوروسيا دورتموند بأنه يحب اللعب مع الجناح الإنجليزي جادون سانشو لأنه يفهم تحركاته، وهالاند يفهم تحركات سانشو. لكن حتى في غياب سانشو، هالاند قادر على التسجيل، فحسب موقع SofaScore المتخصص في تحليل المباريات، هالاند يسجل في وجود سانشو بمعدل 2.5 هدف في المباراة الواحدة هذا الموسم، أما في غيابه فهو يسجل بمعدل 1.5 في المباراة الواحدة.
من هنا تعرف أن جادون لديه وعي تكتيكي مبهر أيضاً لأنه يعرف التوقيت المناسب لتحريك اللاعب الذي يشكل معه ثنائي الهجوم.
سجل هالاند 42 هدفاً وصنع 7 أهداف في أول 42 مباراة مع دورتموند. الأكثر غرابة، أنه في أول 13 مباراة له في دوري أبطال أوروبا (شارك في مباراتين كبديل) سجل 18 هدفاً وصنع 4 أهداف.
بطل الفوضى: كيليان مبابي
في العصر الحالي من كرة القدم أصبح الذكاء ومعدل القرارات الصحيحة للمجموعة هو الذي يناسب التطور المبهر في قوانين كرة القدم وتكتيكاتها وتقنياتها. لا يتواجد الكثيرون ممن يتميزون بكل شيء، في كرة القدم بشكل عام، تجد الكثيرين ممن شملت موهبتهم فردياً كل شيء في عالم المستديرة، بسرعة فائقة وبتحرك جسدي وتمويه من طراز عالٍ، لكن لا يوجد الكثيرين ممن يتميزوا بكل المميزات الفردية مع معدل ذكاء عالٍ يجعلهم مناسبين لكل أساليب وتنوعات اللعب.
جناح ريال مدريد فينيسيوس جونيور مثال حي على ذلك، لاعب يتميز بخواص فردية عديدة، كالسرعة وترويض الكرة، مع قدرة على المراوغة والتفوق في موقف 1 ضد 1، لكنه ساذج وقت اتخاذ القرار. على العكس من الموهبة الشابة في برشلونة بيدري، لا يتمتع بالموهبة العالية فردياً، لكنه أذكى لاعب في فئته العمرية في العالم أجمع، يعرف متى يستخلص الكرة ومتى يروّضها، أين يتمركز خصوصاً بين الخطوط في المقدمة.
كيليان مبابي واحد من هؤلاء الذين تميزوا بكل شيء في العصر الحالي، موهبة مميزة فردياً؛ سريع، مهاري، له قدرة مميزة على الإنهاء، ذكي في توقيت القرار، يلعب للمجموعة بشكل مبهر.
علاوةً على ذلك، فهو لاعب صغير جداً، ويمكن أن يلعب بهذا المستوى لما يزيد على 10 سنوات قادمة، كما أنه شامل، لعب كجناح ومهاجم ثانٍ ومؤخراً رأس حربة وجناح أيسر "إنسايد"، فعّال للغاية، يستلم الكرة ثم ينطلق مباشرة نحو المرمى، يمكنه أن يدخل سباق سرعة مع أي مدافع بالعالم، وأخيراً جائع جداً لتحقيق المجد.
كيليان من اللاعبين المعدودين الذين لا يمتلك أي نادٍ في العالم رفاهية أن يرفضهم.
فكر في الأمر عزيزي القارئ، تذكر أي فريق في العالم وسَل نفسك: هل سيحجز مبابي مكاناً أساسياً في صفوفه لو انتقل إليه؟
أياً كان الفريق ستكون الإجابة بنعم، إلا إذا كنت قد فكرت بريال مدريد وعندها الإجابة هي بكل تأكيد نعم.
ليس السر أنه هدّاف الدوري الفرنسي وبفارق مريح عن أقرب ملاحقيه في السنوات الأخيرة، ولكن لمدى فاعليته أمام المرمى، إذ يمتلك دقة تصويب جاوزت 70% في آخر عامين مع باريس سان جيرمان. وهذا يعني أن أكثر من ثلثي تسديداته تهدد الخصوم، رقم مذهل. الأغرب هو أن نسبة الأهداف المتوقعة لمبابي حسب إحصائيات Xg، تبلغ 1.14 هدف بالمباراة، فيما يسجل كيليان 1.36 هدف؛ أي أنه يسجل أكثر من المتوقع.
هذا يعني أنه مبتكر ويسجل من فرص صعبة، أو شرس ويستخلص كرات خطيرة من المدافعين، أو كليهما. في كل الحالات، فإن صاحب الـ22 عاماً هو اللاعب الذي يحتاجه الملكي الآن أكثر من غيره، بما في ذلك هازارد وماني، وسيوفر عليهم التعاقد مع مهاجم لسنوات، العائق الوحيد سيكون رفض إدارة باريس، أو الرقم الخرافي الذي قد يطلبونه في أفضل حال.
لم يكتفِ كيليان مبابي بدوره الأساسي فقط كهداف، بل هو صانع ألعاب مميز أيضاً وله جانب كبير في الإنتاج للمجموعة، يمتلك هذا الموسم معدل تمريرات مفتاحية Key-passes يصل لـ2.6 تمريرة/المباراة. وتلك أرقام لاعب يمنح أفضلية كبيرة لفريقه في الثلث الهجومي، أرقام أعلى من معدلات صناع لعب حقيقيين في ريال مدريد، مثل إيسكو أو فينيسيوس جونيور أو رودريغو أو فالفيردي، لكن هل تكفي لحل مشكلة الفريق الهجومية؟
تخبرنا الخرائط الحرارية لمبابي عن حرية الحركة التي يتمتع بها بعرض الملعب، يتسلم الكرة ثم يبدأ بالتوغل دون قيود. يساعده في ذلك مراوغاته الناجحة وقدرته على جذب زملائه قريباً منه، كما حدث على سبيل المثال في مباراة برشلونة في ذهاب دور الـ16 في دوري الأبطال هذا الموسم، بربطه بين الثلاثي الهجومي معه وسرعتهم المميزة، مويس كين وماورو إيكاردي وأنخيل دي ماريا، بعد ذلك يقوم بتوزيع التمريرات لصاحب أفضل تمركز من المهاجمين والأجنحة، إذا لم يكن هو الجهة التهديفية عكس ما يحدث في أغلب الأوقات.
مبابي ليس مهاجماً صريحاً، وليس جناح أيمن أو أيسر، وليس مهاجم ثانٍ، هو كل ذلك في نفس الوقت، وتلك هي نقطة قوته الأولى، اللامركزية، والتي تصعب المهمة على المدافعين في مراقبته طيلة 90 دقيقة في كل مباراة أو تحجيم بعض خطورته.
هالاند أم مبابي لريال مدريد؟
هل هالاند أصلح من مبابي لريال مدريد أم العكس؟ هل هالاند مناسب للمنظومة المدريدية أكثر أم مبابي؟ هل مبابي أشمل أم هالاند؟
في البداية يجب التوضيح أن كليهما لم يصل لقمة مستواه حتى الآن، هم في بداية العشرينات فقط، لذا وبالتأكيد ستجدّ بعض الأمور حول الثنائي. لكن قياساً بالوضع الحالي، هالاند وبلا شك "مشروع" أفضل مهاجم في العالم، لكنه الآن ليس أفضل مهاجم في العالم. لكن المثير في مشروع هالاند الجاري ليس مستواه الحالي، بل استطاعته الذهاب بعيداً إذا حصل على التطوير المناسب. حالياً هو نسخة مقاربة لرونالدو من 2016 إلى 2020، بالإضافة لسرعته الجسدية.
مشكلة هالاند الحالية مع بروسيا دورتموند تكمن في تصوره للهجمات، ليست في الإنهاء بالطبع، إذ يملك كل طرق التسجيل في قدميه ورأسه، لكن مشكلته في تفكيره الهمجي في "التهجم" على الحراس والمدافعين، هذا هو سبب الإحصائية الغريبة التي ظهرت منذ فترة، بأن هالاند لا يسجل ضد الفرق الصغيرة ويسجل فقط ضد الفرق الكبيرة! الإحصائية كانت في شهر ديسمبر الماضي، وتذكر أنه فقط 4 من كل تسديدات هالاند في هذا الموسم جاءت من وضع منظم، بمعنى أنه في الفترات التي يسيطر فريقه فيها على الكرة، وتضغط الخصم في مناطقه، وتدور الكورة، هالاند لا يجيد التمركز داخل الصندوق مثلما يتصور الناس.
بالطبع أيضاً كل ذلك يفسر سبب أن مهاجم يبلغ من الطول حوالي 194 سم، ورغم ذلك يملك أقل معدل تسديدات بالرأس من اللعب المفتوح، بمعدل تسديدة واحدة بالرأس لكل 12 محاولة على المرمى، لأنه لا يتحرك بشكل مناسب في الصندوق كي يقابل الرأسيات.
المفارقة هنا في معدلات تسجيله الخرافية، فهو أفضل مهاجم "تحولات" في العالم، التجسيد الحرفي لكل تصورات جيسي مارش ورالف رانجنيك عن مهاجم التحولات، نتاج مدرسة سالزبورغ، لاعب يعيش على التحولات وتمثل نقطة قوته. شاهد كل أهدافه مع النرويج وريد سالزبورغ وبوروسيا دورتموند، ستجد أن ما لا يقل عن 90% منها من التحولات.
الفكرة الرئيسية لا تكمن في السرعة الجسدية المفرطة، أو سرعة اتخاذ القرار فقط كما هو مذكور في الأعلى، بل جرأته في التحرك مبكراً بناءً على قراءته لمسار اللعب، لذا يبدو جريئاً، حاسماً، وناجعاً.
هالاند هو النقيض لروبيرت ليڤاندوڤسكي وزلاتان إبراهيموڤيتش في التكوين تقريباً، هو لاعب لا يعاني ضد أي وضع في أسلوب اللعب، لكنه لا يجد السهولة في التكتلات وفي الصندوق، عكس السهولة المفرطة في المساحات أثناء التحولات، لكنه أفضل مهاجم يملك تصور للتحولات في العالم. المهاجم 60% تصور للهجمة، مع 40% قدرة فنية على الإنهاء، لذلك رونالدو هو أعظم هداف في التاريخ (رقمياً).
لذا، في اللحظة الحالية بعيداً عن الإطراءات التي قد تحدث مستقبلاً، مبابي أشمل من هالاند، أنضج من هالاند تناسباً مع جميع أوضاع اللعب، أفضل وأنسب لأفكار زيدان، لكن هالاند أفضل بكل المقاييس كمهاجم ورأس حربة، وأسهل تكتيكياً في بناء مشروع عليه.
شعرت بالحيرة؟ بالطبع، هذا هو المتوقع لموهبتين على طريقة أفلام الرعب. لكن بالفعل، كيليان مبابي يتحرك بشكل أفضل من هالاند في الصندوق، يملك أكثر من تصور للهجمات، لا يعاني ضد التكتلات، أيضاً زيدان ليس مدرب تحولات هجومية، لأنه يميل للسيطرة على الكرة أغلب الوقت. لكن هالاند حتى إذا كان يعاني ضد التكتلات فالأمر نسبياً مع قوته في التحولات فقط، هو لا يعاني بشكل ضعيف بالمعنى الحرفي في التكتلات مقارنةً بأغلب من في جيله.
إيرلينغ هالاند، كيليان مبابي، هل يستطيعان السير على خطى ميسي ورونالدو؟ أم أنهما سيكونا مميزان على خطاهم بعيداً عن أسطورة "ميسي ورونالدو"؟
أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال مقالاتكم عبر هذا البريد الإلكتروني: opinions@arabicpost.net
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.