نقلت قناة العربية التلفزيونية، الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، عن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، قوله في مقابلة إن الحكومة الصينية تعتزم دعوة شخصيات فلسطينية وإسرائيلية لإجراء محادثات في الصين.
الصين تعرض نفسها بديلاً لأمريكا!
وانغ، الذي بدأ هذا الأسبوع جولة في الشرق الأوسط، عبَّر خلال المقابلة عن دعمه لمبادرة أعلنتها السعودية الإثنين لإنهاء الحرب في اليمن.
فيما عرضت الصين نفسها عدة مرات في السابق كبديل للولايات المتحدة فيما يتعلق بالوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بطرح مقترحات لإنهاء الصراع المستمر بينهما منذ عقود.
وقال وانغ لتلفزيون العربية ومقره دبي: "سندعو شخصيات عامة فلسطينية وإسرائيلية لإجراء محادثات في الصين" دون أن يقدم تفاصيل، ولم يتضح على الفور ما إذا كان يقصد ممثلين حكوميين.
وفيما يتعلق باليمن، قال وانغ: "ندعو لتنفيذ المبادرة السعودية للتوصل إلى تسوية في اليمن بأسرع ما يمكن".
وطرحت السعودية، يوم الإثنين، مبادرة سلام جديدة تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد وإعادة فتح خطوط جوية وبحرية مع الأراضي الخاضعة لسيطرة حركة الحوثي في اليمن، لكن الحوثيين المتحالفين مع إيران قالوا إن المبادرة لا تفي بمطالبهم.
منافسة بين بكين وواشنطن
يأتي هذا في وقت أصبحت فيه المنافسة بين أمريكا والصين هي العنوان الأبرز للقرن الحادي والعشرين والشاغل الأساسي لصانع القرار الأمريكي.
حيث إنه على مدار الأعوام الـ12 الماضية، كانت الولايات المتحدة تحاول فكَّ الارتباط مع الشرق الأوسط. استجابت القوى الإقليمية، ومن ضمنها إيران وإسرائيل وروسيا والمملكة السعودية وتركيا، لذلك بالبحث عن حلفاء جدد والتنافس بشكلٍ أكثر شراسة مع بعضها البعض. ولكن بعيداً عن العناوين الرئيسية الكبرى، كانت الصين هي الرابح الأكبر في الشرق الأوسط ما بعد الولايات المتحدة.
حيث كانت بكين بالفعل أكبر مشترٍ لنفط المنطقة، والآن، من دون ضجة، أصبحت القوة الخارجية الوحيدة التي لها علاقاتٌ سياسية وتجارية قوية مع كلِّ دولةٍ رئيسية هناك، كما يقول تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية.
أما بالنسبة لواشنطن، فهذا يعني أن الشرق الأوسط يعاود الظهور كساحةٍ لمنافسة القوى العظمى. لا يهدِّد نفوذ الصين المتزايد في الشرق الأوسط بشكلٍ مباشر أيَّ مصالح حيوية للولايات المتحدة حتى الآن.
ومع ذلك، فإن تعميق تحالف الصين مع إيران وعلاقاتها الودية مع الميليشيات الشيعية المعادية للولايات المتحدة يُعَدُّ أمراً مقلقاً ويشكِّل مخاطر طويلة الأجل على القوات الأمريكية والشراكات والوصول التجاري.
وتقول مجلة "فورين بوليسي": في الوقت الحالي، لا يهدِّد النفوذ الصيني المتنامي في الشرق الأوسط بشكلٍ مباشر أيَّ مصلحةٍ أمريكية كبرى. بمعنى ما، هذا يصف سمةً عامة للمنطقة، وهي أن الولايات المتحدة أصبح لديها في الشرق الأوسط اليوم مصالح وطنية أقل مِمَّا كانت عليه قبل عقد أو عقدين.
للولايات المتحدة أيضاً مصلحة بالغة الأهمية في منع الصين من إنشاء كتلة جيوسياسية استبدادية أو أن تصبح مُصدِّرة للأدوات التقنية الاستبدادية.