كل البراكين خطيرة، فهي ما إن تنفجر حتى تحرق الأخضر واليابس، لكن هناك براكين أخطر من غيرها، كما يصنفها العلماء المتخصصون بمراقبة الثورات البركانية.
وفي مشهد تقشعر له الأبدان شاهدنا ثوران بركان قرب ريكيافيك عاصمة آيسلندا، يوم الجمعة 19 مارس/آذار 2021، إذ أطلق البركان حمماً بركانية في السماء بعد وقوع آلاف الزلازل الصغيرة في الأسابيع السابقة، وتفجرت الحمم البركانية في جبل فاغرادالسفيال عبر شق في قشرة الأرض تراوح طوله بين 500 و750 متراً.
ورغم هذا المشهد المخيف، وحرق البركان لآلاف الكيلومترات، لكنه ليس أخطر بركان مرت به الأرض. وهنا؛ اخترنا أخطر براكين في العالم من قائمة طويلة استعرضها موقع Listverse الأمريكي، وسنعرف سوياً لماذا قد تكون هذه البراكين أخطر من غيرها.
أخطر براكين في العالم
1- فيزوف – إيطاليا
السكان المعرضون للخطر: أكثر من 6 ملايين شخص
آخر ثوران معروف: 1944
هذا ما سيبدو عليه ثوران بقوة 5 عن قرب. والأسوأ أن الأخطار البركانية المعتادة مثل الحمم البركانية والغازات وأمواج تسونامي، والتي لم تظهر في هذه الرسوم المتحركة هي ما أوقع ضحايا في ذلك اليوم، كما تسببت التدفقات البيروكلاستيكية والحمم البركانية والغاز في مقتل أفراد وتسببت في أضرار جسيمة أثناء ثوران بركان فيزوف الأخرى، بما في ذلك آخرها في الأربعينيات.
وما يزيد خطورة البركان هو احتمالية حدوث انهيارات أرضية تسبب حدوث تسونامي في خليج نابولي. ولهذا وُضعت خطط طوارئ للتعامل مع ثوران البركان مرة أخرى، بعد ثوران بومبي وثوران قوي آخر حدث في عام 1631، خصوصاً أنه لا يعد أمراً سهلاً أن يتم إخلاء نابولي والمناطق المحيطة بها، من ملايين السكان.
2- أونزين – اليابان
عدد السكان المعرضين للخطر: 7.3 مليون نسمة
آخر ثوران معروف: 1996
قتل هذا البركان علماء البراكين هاري جليكن، وكاتيا كرافت، وموريس كرافت، إلى جانب 40 شخصاً آخر في عام 1993. أونزين ليس بركاناً واحداً بقدر ما هو مزيج من ثلاثة براكين كبيرة والعديد من قباب الحمم البركانية، تحتل معظم شبه جزيرة شيمابارا شرق ناغازاكي.
تشكل تدفقات البيروكلاستيك خطراً كبيراً هنا، وأحياناً تسقط المواد المنحدرة في البحر، ما أدى إلى حدوث موجات تسونامي مثل التي حدثت في عام 1792 وأودت بأكثر من 14 ألف ضحية من أونزين في ذلك العام.
نشط أونزين في عام 1990، ما تطلب عمليات الإخلاء ودمر أكثر من ألفي مبنى بالقرب من مدينة شيمابارا، لكن لم يسجَّل نشاط آخر له منذ أكثر من 24 عاماً.
3- سانتوريني – اليونان
السكان المعرضون للخطر: 67,500
آخر ثوران معروف: 1950
يشعر علماء البراكين بالفضول تجاه تاريخ الثوران الذي أعطى سانتوريني، المعروفة أيضاً باسم ثيرا، مظهره الدرامي. وقد حددوا ما لا يقل عن أربعة أحداث أدت إلى تشكيل الكالديرا على مدى 180 ألف سنة ماضية. وكان أحدثها، منذ ما يقرب من 3.600 عام، ثوران بقوة 7 على مؤشر التفجر البركاني.
هذا هو الذي ربما يكون قد قضى على الحضارة المينوسية، التي تركزت في جزيرة كريت القريبة. لكن بفضل برنامج "براكين العقد"، تمتلك سانتوريني الآن أول مرصد بركاني حديث، لم يكتشف سوى أسراب عرضية من الأنشطة الزلزالية، دون إشارات على انفجار وشيك.
4- سانتا ماريا/سانتياغويتو – غواتيمالا
عدد السكان المعرضين للخطر: 6.2 ملايين نسمة
آخر ثوران: 2019
هذا ليس بركانين منفصلين، بل يعد بركاناً طبقياً. وقد شهد سانتياغويتو ثورات طفيفة متكررة، ربما تنهار معها القباب بين الحين والآخر، ما يؤدي إلى تدفقات الحمم البركانية. ومن الممكن أيضاً حدوث انفجارات وتدفقات طينية أكبر.
ومع ذلك، لا يزال الكثير من الناس يستمتعون بتسلق سانتا ماريا البالغ ارتفاعه 12.300 قدم حتى يتمكنوا من إلقاء نظرة على الثوران البركاني والتقاط الصور.
وقد ظلت مجموعة القباب هذه موجودة منذ عام 1929، بعدما أنهى سانتا ماريا 27 عاماً من الانفجارات العنيفة التي أودت بحياة أكثر من 7000 شخص. ورغم هذا لا توجد خطط جادة للتعامل مع انفجار جديد.
5- ساكوراجيما – اليابان
عدد السكان المعرضين للخطر: 2.6 ملايين شخص
آخر ثوران معروف: 2019
يقع هذا البركان في جزيرة جبل فوجي اليابانية. وفي هذا المقطع من عام 2013 يُظهر أحد المخاطر التي يواجهها غالباً مواطنو مدينة كاجوشيما، على بعد أقل من 8 كيلومترات من ساكوراجيما. فقد اعتاد بركان ساكوراجيما أن يكون جزيرة في خليج كاجوشيما حتى عام 1914، عندما أطلق أحد الانفجارات البركانية أيضاً تدفقات حمم بركانية ربطته بالبر الرئيسي.
والآن يعيش الآلاف في المنطقة في حالة تأهب مستمرة، فالأطفال هناك يرتدون قبعات صلبة، احترازاً من هطول الحجارة كالأمطار وهم في طريقهم إلى المدرسة!
6- نيراغونغو – جمهورية الكونغو الديمقراطية
عدد السكان المعرضين للخطر: ما يزيد قليلاً عن تسعة ملايين.
يعيش السكان على مساحة 100 كيلو متر. ويقطن مليون شخص منهم على مسافة تقل عن حوالي 30 كيلومتراً من القمة.
آخر انفجار معروف: عام 2019
هذا البركان الإفريقي له قمة مسطحة، جعلته يشهد سلسلة من بحيرات الحمم لقرون عديدة، ويشكل هذا البركان خطراً فتاكاً لأن هذه البحيرات تصرف نفسها بنفسها كل بضعة عقود وتكون الحمم شديدة السيولة، ما يعني أنها تسافر لمسافات طويلة إلى داخل مدينة غوما القريبة.
حدث هذا مؤخراً مرتين: عام 1994 أثناء الحرب الأهلية، ومرة أخرى عام 2002، عندما مات حوالي 150 شخصاً بعد ثورانه، إضافة إلى إحداث أضرار جسيمة شهدتها المنطقة. ولسوء الحظ، قيدت الحروب والمشكلات الاجتماعية، ما يمكن لعلماء البراكين أن يفعلوه هنا لتقليل أخطار ثوران جديد محتمل.
7- جبل ميرابي، إندونيسيا
عدد السكان المعرضين للخطر: قرابة 25 مليون نسمة
آخر انفجار معروف: 2019
صب الكثير من التعاون الدولي تركيزه على ميرابي أثناء مشروع البراكين العقدية، وهو واحد من أنشط البراكين في إندونسيا ويقع في منطقة مكتظة بالسكان، وتتسم انفجارات ميرابي بأنها عنيفة أيضاً مع تدفقات بركانية تدوم لمدة طويلة.
وفضلاً عن الغيوم الرمادية المرعبة القاتلة، تشمل مخاطر ميرابي اللاهار (وهي كلمة إندونيسية تعني تدفقات الطين) والانهيارات الأرضية الكبيرة. وقد أسفر أسوأ انفجار لميرابي عن مقتل ما يزيد على 100 شخص، وقد حدث هذا مؤخراً عام 2010.
8- موانا لوا – الولايات المتحدة الأمريكية
عدد السكان المعرضين للخطر: 175 ألف شخص
آخر ثوران معروف: 1984
ماونا لوا هو في الواقع أطول بركان نشط على الأرض، ويرتفع ما يقرب من 14 كيلومتراً فوق قاع المحيط الهادئ. وقد شهد ثورات بركانية متكررة أيضاً. ففي عام 1984، حدث تدفق من الحمم البركانية على بعد 5 كيلومترات من مدينة هيلو.
الحمم البركانية هي الخطر الرئيسي هنا، مع أن مواونا لوا شهدت أيضاً بعض الانهيارات في جوانبه في الماضي البعيد جداً، لحسن الحظ، لا تقع جزر هاواي في أي مكان بالقرب من منطقة الاندساس، وعادة ما تكون الانفجارات هنا ليست متفجرة. ويراقب علماء البراكين ماونا لوا عن كثب، حيث يبدو أنه يقترب ببطء من ثوران بركاني آخر.
9- غاليراس – كولومبيا
عدد السكان المعرضون للخطر: نحو مليوني شخص
آخر ثوران معروف: 2014
حدثت مأساة عند هذا البركان ذي القمة المسطحة في عام 1993، حينما قُتل بعض السياح بالإضافة إلى 6 علماء براكين، الذين كانوا يشاركون في ورشة عمل "براكين العقد"، بسبب ثوران غير متوقع.
وقد رُوقب نشاط غاليراس قبل وأثناء تلك الرحلة الميدانية المحفوفة بالمخاطر بالطبع، لكن لم يرَ أحد من قبل الإشارات الزلزالية المسماة "تورنايلوس" التي جاءت قبل الانفجار مباشرة.
ثم في 2008 أضاءت ألعابه النارية سماء مدينة باستو القريبة، لكنها نيران خطرة ساهمت في حدوث انهيارات بالبركان، حيث تدفقت الحمم البركانية وسقط الرماد الكثيف.
تورنايلوس يطلق علامات تحذيرية لنشاط انفجاري وشيك، وهو اكتشاف علمي جاء بتكلفة باهظة، خصوصاً أنه بركان يعد من أحد أنشط البراكين في كولومبيا.