قالت شركة أسترازينيكا، الأحد 21 مارس/آذار 2021، إن لقاحها المضاد لفيروس كورونا لا يحتوي على مكونات مشتقة من لحم الخنزير، وذلك في رد على تأكيد في إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، بأن اللقاح يتعارض مع الشريعة الإسلامية.
كان مجلس العلماء الذي يعد أعلى مجلس ديني إسلامي في إندونيسيا، قد كتب على موقعه على الإنترنت يوم الجمعة الماضي، إن "اللقاح حرام لأن عملية التصنيع تستخدم التربسين، من بنكرياس الخنزير".
مع ذلك، وافق المجلس على لقاح أسترازينيكا للاستخدام في ضوء تلك الحالة الوبائية الطارئة.
لكن المتحدث باسم أسترازينيكا في إندونيسيا، قال في بيان "في جميع مراحل عملية الإنتاج لا يستخدم هذا اللقاح ولا يتلامس مع المنتجات المشتقة من لحم الخنزير، أو غيرها من المنتجات الحيوانية".
لم يرد المجلس ووكالة الغذاء والدواء في إندونيسيا بعد على طلبات للتعليق وجهتها له وكالة رويترز.
كانت السلطات الإندونيسية قد وافقت يوم الجمعة الماضي على استخدام لقاح أسترازينيكا بعد مراجعة تقارير، قالت إنه تسبب في حدوث جلطات دموية بين بعض من تم تطعيمهم به في أوروبا.
يأتي ذلك بينما تواجه إندونيسيا واحدةً من أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في آسيا، مع تسجيل مليون و455,788 إصابة و39,447 حالة وفاة حتى يوم أمس السبت.
أزمات تواجه اللقاح
ويمر لقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا بمرحلة صعبة، إذ يبقى استخدامه معلقاً في عدد من الدول، على خلفية مخاوف حول السلامة، فيما تواجه المختبرات حملة سياسية في الاتحاد الأوروبي، حيث تسجل تأخيراً كبيراً في تسليم الدفعات المطلوبة.
استخدام اللقاح كان قد تم تعليقه في العديد من الدول، نتيجة مشكلات في الدم، عانى منها عدد من الذين تلقوه، وأدى بعضها إلى حالات وفاة، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، كذلك رصدت ألمانيا تحديداً نسبةً غير طبيعية من الجلطات الوريدية الدماغية الخطيرة.
فهل هذه الحالات على ارتباط بلقاح أسترازينيكا؟ يبقى هذا السؤال غير محسوم، إذ لم يتم إثبات الأمر ولا نفيه، لاسيما أن الإصابات المسجلة، حتى لو كانت على ارتباط باللقاح، نادرة إلى حد أنها لا تُبرر تعليق استخدامه في العالم.
تلك كانت رسالة سلطة الأدوية الأوروبية، وكذلك قالت منظمة الصحة العالمية، يوم الجمعة الماضي، وهو أيضاً رأي قسم كبير من سلطات الصحة العامة.
لكن رغم معاودة استخدام لقاح أسترازينيكا في العديد من الدول وفي طليعتها ألمانيا، فضلت الدول الاسكندنافية التريث، فيما قررت السلطات الصحية الفرنسية استخدامه حصراً للذين تفوق أعمارهم 55 عاماً، إذ إن الجلطات سجلت بين الأصغر سناً.
من جانبهم، يرى بعض الخبراء أن مختبرات أسترازينيكا تلقت انتكاسة لن تتبدد مفاعيلها، حتى لو أن بعض المسؤولين السياسيين تعمّدوا إعطاء القدوة، وبينهم رئيس الوزراء الفرنسي الذي تلقى بنفسه اللقاح أمس الجمعة.
وقال اختصاصي المناعة جان دانيال لولييفر، الملحق لدى مستشفيات باريس، إنه "من الواضح أن الأمر سيُلحق ضرراً، سيكون هناك المزيد من التحفظ"، مبدياً أسفه لـ"الذعر" الذي أحاط باللقاح.
بموازاة هذه المشكلات، تواجه مختبرات أسترازينيكا متاعب على الصعيد السياسي، إذ يؤخذ عليها التأخير في تسليم اللقاحات المطلوبة، وهو ما أوقعها في أزمات مع دول بالاتحاد الأوروبي.