تُعد البذور من جميع الأنواع مغذية للغاية عندما تنبت براعم طازجة، إذ إنها قبل أن تصل إلى هذه المرحلة، يحافظ مثبط النمو أو حمض الفيتيك على الفيتامينات والألياف والعناصر الغذائية الأخرى داخل القشرة، مما يمنعنا من امتصاصها كلها.
وهذا هو السبب في أن العدس المجفف المطبوخ لا يحتوي إلا على عُشر فيتامين سي الموجود في الحبوب النيئة.
لذا للحصول على كل قدرات الحبوب المغذية، كل ما يتطلبه الأمر لإذابة حمض الفيتيك والسماح للنباتات بالنمو هو نقعها قليلاً في الماء، حسب ما نشره موقع Popular Science العلمي.
بمجرد رؤية براعم طازجة خضراء، تأكد أن البذور حبلى بالعناصر الغذائية التي ستستفيد من إمكاناتها بالكامل.
بقليل من التخطيط والصبر، يمكنك زراعة البراعم في المنزل بسهولة تام، دون بذل كثير من الجهد أو المعدات.
كيف أزرع براعم طازجة داخل المنزل؟
ابدأ بكوبين من أي بذور أو بقوليات مجففة؛ مثال: الحمص والعدس والفول الأسود الصغير أو بذور عباد الشمس.
انقعها في الماء لمدة 8 إلى 12 ساعة أو بين عشية وضحاها.
في اليوم التالي، قم بتصفية البقوليات بالكامل تقريباً، تاركاً القليل من قطرات الماء.
انقلها إلى وعاء زجاجي أسطواني، وغطِّ الفتحة العليا بقطعة قماش قطنية مثبتة بشريط مطاطي أو خيط.
ضع الوعاء على جانبه على صفيحة خبز، على أن يكون قاع الحاوية مستنداً إلى حافة صينية الخبز بحيث تنحدر برفق إلى الأسفل وتسقط البقوليات بشكل طبيعي في طبقة ضحلة ومستوية بالحاوية.
دع البقوليات على هذا الوضع لمدة 12 ساعة على الأقل ثم املأ الحاوية بالماء مرة أخرى، وصفّها على الفور، وأعِد وضع الحاوية على صفيحة الخبز (لضمان بقاء البقوليات رطبة).
اترك البقوليات مرة أخرى لمدة 12 ساعة، وبحلول ذلك الوقت من المفترض أن تكون قد نبتت ذيول صغيرة أو براعم صغيرة.
يمكن استخدام البقوليات المنبثقة على الفور أو نقلها وهي لا تزال مغطاة بقطعة من القماش القطني تسمح لها بالتنفس، إلى الثلاجة وتخزينها لمدة 5 أيام تقريباً.
ما هي فوائد التبرعم؟
تعتبر البراعم من أسهل الأطعمة التي يمكن زراعتها داخل المنزل، فهي لا تحتاج مساحة، بل مجرد وضع برطمان يوضع على منضدة المطبخ.
كما أنها لا تحتاج أي معدات خاصة أو حتى نافذة مشمسة.
وبصرف النظر عن حقيقة أن البراعم الطازجة هي خضراوات سهلة ورخيصة ولذيذة يمكن لأي شخص زراعتها، فإن فوائدها الغذائية كفيلة بتشجيع الراغبين على تجربتها والاستفادة منها.
ويعد نبت البقوليات والحبوب والبذور سهل الهضم عن طريق تكسير مضادات المغذيات الشائعة في تلك الأطعمة.
وإذا كنت تواجه مشكلات في هضم نوع حبوب أو بقوليات معين، فعليك بمحاولة تناوله في حالة الإنبات قبل أن تلغيه كلياً من حميتك.
فالحبوب ذات البراعم لا تزعج الجهاز الهضمي، بل تضاعف مدخول فيتامين C وB والألياف.
هل كل الحبوب آمنة؟
يمكنك أن تنبت أي بقوليات أو بذور أو حتى مكسرات؛ سواء الحمص إلى البرسيم واللفت والبصل.
هناك بعض الاستثناءات بالتأكيد ولكن ليس لأنها لن تنمو براعم، ولكن لأن الجهد المطلوب للحصول عليها "بشكل صحيح" لا يستحق العناء.
من الصعب مثلاً إنبات بذور الشيا والكتان والبذور الصمغية الأخرى (تلك التي تصنع اللزوجة) بشكل صحيح.
وعلى صعيد آخر، تجنب إنبات الفاصوليا للأكل النيء، لأنها تحتوي على مادة سامة تسبب الغثيان والقيء والإسهال لدى العديد من الأشخاص.
إذا اخترت إنبات الفاصوليا، فتأكد من غلي البراعم النهائية لمدة 10 دقائق على الأقل قبل تناولها.
أما الكينوا مثلاً، فيحتوي على تركيز عالٍ من مادة السابونين، التي تسبب رد فعل تحسسياً قوياً لدى بعض الناس يجعلهم يشعرون بالغثيان.
والمكسرات مثل اللوز لا تنبت براعم، بل يمكن نقعها، لكونها لا تنتج جذراً أثناء عملية الإنبات.
تساعد عملية النقع في تكسير مضادات المغذيات وتجعلها خياراً صحياً ولذيذاً، ويمكن بعد النقع تجفيفها إذا كنت ترغب في تناولها مقرمشة.
توظيف البراعم في الوجبات
يمكن إضافة البذور أو الحبوب التي تم إنباتها في الشطائر أو السلطات أو حتى مع وصفات الدجاج واللحوم التي لا تتطلب القلي العميق والنودلز والمكرونة وغيرها الكثير.