قالت تقارير صحفية إسرائيلية، الخميس 18 مارس/آذار 2021، إن دولة الإمارات علَّقت خططها لعقد قمة كان من المقرر عقدها خلال شهر أبريل/نيسان المقبل، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكبار المسؤولين الأمريكيين، ورؤساء الدول التي طبَّعَت العلاقات مع تل أبيب.
جاءت تلك الخطوة في غمار ما وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بمشاجرة دبلوماسية حول محاولة نتنياهو استخدام أبوظبي كإحدى محطات حملته الانتخابية.
رغم أنه لم يتم الإعلان عن عقد هذه القمة بشكل رسمي، فإن نتنياهو لمَّح إلى قمة محتملة في مقابلات أجراها خلال الأيام العديدة الماضية.
فقد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، "غاضب" مما فسره باستغلال اتفاقية التطبيع مع إسرائيل في حملة نتنياهو الانتخابية، وذلك عقب تحدث الأخير في خطاباته الانتخابية عن مبلغ "بعشرات المليارات من الدولارات" ستستثمره الإمارات في إسرائيل، وأنه حصل على تعهد من محمد بن زايد بشأن استثمار فوري بهذه القيمة.
الإمارات تستثمر 10 مليارات دولار في إسرائيل
كان نتنياهو قد قال، يوم الخميس 11 مارس/آذار 2021: "تحدثت مع الشيخ محمد بن زايد، وهو زعيم عظيم، واتفقنا على ثلاثة أشياء: أولاً سأقوم بزيارة أخرى قريباً جداً (لم يحدد موعداً بعينه). وثانياً سنعمل على دفع جواز السفر الأخضر بين إسرائيل والإمارات قدماً. وثالثاً -وهذه أخبار مهمة جداً بالنسبة لمواطني إسرائيل- الإمارات تنوي الاستثمار في مشاريع مختلفة بدولة إسرائيل وبوسائل متنوعة، وذلك بمبلغ طائل قدره 10 مليارات دولار".
حينها كان نتنياهو يعتزم زيارة الإمارات، إلا أن الأردن حالت دون إتمام تلك الزيارة التي كانت ستتيح له منح موافقته الرسمية على إقامة العلاقات الإسرائيلية الإماراتية التي تأسست رسمياً العام الماضي، في الوقت الذي يسعى فيه لإعادة انتخابه يوم 23 مارس/آذار الجاري.
يُذكر أن الإمارات لم تؤكد رسمياً الزيارة التي تسرَّب نبؤها إلى وسائل إعلام إسرائيلية.
ردّ إماراتي رسمي
إلى ذلك، ذكر أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أمس الأربعاء 17 مارس/آذار 2021، على حسابه بموقع "تويتر": "من وجهة نظر الإمارات، فإن الهدف من (الاتفاقات الإبراهيمية) هو توفير أساس استراتيجي قوي لتعزيز السلام والازدهار مع دولة إسرائيل وفي المنطقة بشكل أوسع"، مستدركاً بالقول إن بلاده "لن تكون جزءاً من أي انتخابات داخلية في إسرائيل، سواء الآن أو في المستقبل".
فيما كتب الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله، المستشار السابق لمحمد بن زايد، الخميس، على حسابه بموقع "تويتر": "انتهى شهر العسل سريعاً بسبب حماقات الشريك الجديد"، الأمر الذي عدّه كثيرون إشارة للعلاقات الإماراتية – الإسرائيلية.
أول خلاف دبلوماسي
صحيفة The Times of Israel الإسرائيلية، الخميس 18 مارس/آذار 2021، أوضحت أنه على ما يبدو يعد ذلك الأمر بمثابة أول خلاف دبلوماسي بين الجانبين منذ تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات.
إزاء ما وصفه الإعلام الإسرائيلي بغضب الإماراتيين من التداعيات السياسية لزيارة نتنياهو المحتملة، نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية، يوم الأربعاء 17 مارس/آذار، إجراءه الزيارة قبل الانتخابات المقبلة، واصفاً الفكرة بأنها "حُرِفَت"، بالرغم من أن أحد أعضاء الحكومة وعضو في حزب الليكود أكد احتمالية إجراء هذه الزيارة.
فيما رأت صحيفة Yedioth Ahronoth الإسرائيلية أنه مع قرب الاقتراع، يسعى نتنياهو لصقل مقوماته باعتباره القائد السياسي للدولة ضمن محاولات الفوز بولاية جديدة.
الزيارة أُجِّلت في 4 مناسبات سابقة
يُشار إلى أنه خلال شهر فبراير/شباط الماضي، أُجِّلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للإمارات والبحرين للمرة الرابعة، إذ سبق أن أعلن نتنياهو نيته زيارة أبوظبي والمنامة في أكثر من مناسبة، لكنها غالباً ما كانت تؤجل، ويعود السبب -بحسب تل أبيب- لظروف جائحة كورونا.
فقد قال نتنياهو، يوم 4 فبراير/شباط الماضي، إنه سيؤجل زيارته المزمعة لكل من الإمارات والبحرين، بسبب إجراءات العزل والإغلاق التي تفرضها إسرائيل لمكافحة كورونا.
جدير بالذكر أن الإمارات وإسرائيل توصلتا في 13 أغسطس/آب 2020، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، تم توقيعه رسمياً في البيت الأبيض، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
منذ إعلان التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وقّعت العديد من الاتفاقيات بين إسرائيل والإمارات بمجالات عدة.