إذا كان هوسك البسيط بالمنصات الاجتماعية مثل Facebook وInstagram وTwitter قد أعاق طريقة عيش حياتك فربما حان الوقت للتفكير في القيام "بديتوكس الوسائط الاجتماعية"، وهو مصطلح يعني الابتعاد بنفسك عن وسائل التواصل الاجتماعي.
ربما تدرك بالفعل أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست أفضل بيئة للصحة العقلية، وأن حياتك وعلاقاتك الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست حقيقية.
بالتأكيد من الرائع أن تظل على اتصال بهذه المنصات، ولكنها أيضاً قد تخلق لديك إحساساً زائفاً عن الواقع، لأنك لا ترى سوى الجزء البسيط والمشرق من حياة الآخرين.
تذكّر أن الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي لا يجب أن يكون إلى الأبد. لحسن الحظ فإن هذه المنصات لديها طرق لإلغاء تنشيطها حتى تتمكن من العودة في وقت لاحق، يمكنك ببساطة تسجيل الخروج وحذف التطبيق من جهازك.
وإذا كنت لا تستطيع أن تتخذ القرار دعنا نقدّم لك بعض الفوائد الصحية، النفسية والعقلية للقيام بديتوكس من السوشال ميديا لفترة من الزمن.
ما هو ديتوكس وسائل التواصل الاجتماعي؟
أصبح مصطلح "ديتوكس وسائل التواصل الاجتماعي" -وهو مصطلح لأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي- عبارة رنانة في مجتمعنا بشكل متزايد. ربما يرجع ذلك إلى وجود تاريخ طويل لما يمكن أن نطلق عليه "ديتوكس المشاهير من وسائل التواصل الاجتماعي".
ففي ديسمبر/كانون الأول 2015، توقف إيد شيرين إلى أجل غير مسمى عن استخدام Instagram. كما ابتعد أيضاً في ديسمبر/كانون الأول 2019، وعاد للإعلان عن ولادة ابنته، وفقاً لموقع The Guardian.
كما ابتعدت ديمي لوفاتو، التي تربطها علاقة صاخبة تاريخياً مع Twitterverse، عن وسائل التواصل الاجتماعي عدة مرات. وحذا كل من كريسي تايغن وتايلور سويفت وجاستن بيبر وحفنة من المشاهير الآخرين حذوهم في منصات مختلفة؛ سعياً وراء الراحة من عالم صور السيلفي والإشعارات المستمرة والأخبار والشائعات عبر الإنترنت. فوائد الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي النفسية والصحية ستدهشك حقاً، وسوف تقنعك بأهمية أخذ استراحة من كل تلك المواقع أو بعضها.
1. الابتعاد عن وسائل التواصل يقلل مشاعر القلق
تقوم أصوات الإشعارات المستمرة الصادرة من جهازك بخلق شعور بالتنبه المستمر. قد يكون هذا مرهقاً لأولئك الذين يعانون من القلق لأنهم يشعرون بعدم الانفصال عن العالم الخارجي باستمرار. في دراسة من جامعة بيتسبيرغ، وجد الباحثون أن "الانخراط في أنشطة ذات معنى ضئيل على وسائل التواصل الاجتماعي قد يعطي شعوراً بضياع الوقت، ما يؤثر سلباً على الحالة المزاجية".
2. يساعدك على التركيز على الأشياء التي تحبها
قد تنسى الأماكن الرائعة التي كانت موجودة حولك وفي المناطق المفضلة لديك إذا كنت تمر بمرحلة من الهوس بوسائل التواصل الاجتماعي. في الحقيقة، تمثل المنصات الاجتماعية استنزافاً كبيراً لوقتنا وطاقتنا.
اسأل نفسك، ما هواياتك؟ ما الذي يجلب لك السعادة؟ ما أنشطة تقدير الذات التي يمكنك القيام بها الآن والتي لا تتضمن جهازك المحمول؟ ثم قم بأحد هذه الأشياء بعيداً عن هاتفك.
3. انخفاض المشاعر السلبية
يكاد يكون من المستحيل تجنب مقارنة حياتك بكل ما تراه على الإنترنت، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالعزلة. بالطبع سينشر الأشخاص أفضل تجاربهم والإجازات الفخمة ومعالم الحياة الجميلة، وأفضل ما يرتدونه، وكل تلك الأشياء الجديدة التي اشتروها، لكنه ليس تصويراً دقيقاً لما يحدث بالفعل خلف الكواليس، بالإضافة إلى أنه لا يمت بأي صلة لحياتك وواقعك وظروفك.
4. يشجعك على الحديث مع الناس "الحقيقيين"
هل تذكر آخر مرة قمت فيها بمكالمة هاتفية؟ نادراً ما يستخدم جيل الألفية اليوم هواتفهم للغرض الرئيسي لها، وهو إجراء مكالمة هاتفية فعلية، وغالبا ما يتم استخدام الرسائل النصية أو الصوتية السريعة والمختصرة.
لكن لا ننصحك بذلك، لا تنس أن هناك الكثير من القوة والاتصال من خلال التفاعلات الحقيقية. اتصل بأصدقائك وعائلتك، وتوقف عن عيش حياتك بأكملها على شاشة صغيرة جداً، وسترى كيف ستزدهر علاقاتك.
5. يساعدك على النوم بشكل أفضل
يقوم العديد من الأشخاص بتصفح منصات وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني قبل النوم، لكن هذا قد يؤثر سلباً على عادات نومك، كما ذكرت مجلة SELF، يمكن أن يتداخل الضوء الاصطناعي (من هاتفك أو تلفزيونك أو شاشة الحاسوب) مع إنتاج جسمك للميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن مساعدتك على النوم؛ لذا فإن النظر إلى الشاشات المضاءة بشكل ساطع قبل النوم يمكن أن يسبب الأرق وصعوبات في النوم.
الأفضل ألا تستخدم هاتفك قبل 30 دقيقة على الأقل من النوم، يمكن أن تحتفظ بكتاب على منضدة السرير، وجرّب قراءة بعض صفحاته قبل النوم بدلاً من ذلك.
6. زيادة الإنتاجية
تخيّل احتمالات الأشياء التي يمكن أن تقوم بها في حال عدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي! من المحتمل أن تفعل شيئاً أكثر فائدة في وقتك الثمين. على سبيل المثال يمكنك أن تذهب للمشي أو الركض على شاطئ البحر، أو الذهاب للنادي، أو الخروج مع أصدقائك إلى مطعم أو كافيه في منطقة هادئة أو تعج بالحياة، أو حتى إنهاء تلك الواجبات أو المشاريع المتراكمة عليك. كل ما سبق له فوائد نفسية كثيرة، بما في ذلك انخفاض مستوى القلق، وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية.
7. يساعدك على الاسترخاء
نظر تحليل لعام 2017 نُشر في علم النفس السيبراني والسلوك والشبكات الاجتماعية في 61 دراسة لتقييم الادعاء الشائع جداً بأن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا مرتبط بأشياء مثل انعدام تقدير الذات والوحدة والاكتئاب. لكن الباحثين حذروا من أن هذه الارتباطات قد تكون مبالغاً فيها قليلاً، وحتى إذا كانت هناك علاقات بين الاستخدام والأشياء السيئة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي تسبب ذلك.
لكن، جاكوب باركلي، أستاذ علم النفس في جامعة ولاية كينت، أخبر SELF أن أخذ استراحة من التكنولوجيا يمكن أن يساعد بعض الناس في تخفيف القلق، لأنه يمكن أن يقلل من الالتزامات التي يربطها بعض الناس بالتواصل المستمر. يمكن أن يصبح الرد على الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني ورسائل Facebook مرهقاً، والابتعاد عن ذلك -حتى ليوم واحد فقط- يمكن أن يكون رائعاً.