عادت قضية عائلة أفغانية أُعدم أفرادها رمياً بالرصاص على يد وحدة من القوة الجوية الخاصة البريطانية، عام 2011، إلى تصدّر المشهد القضائي في بريطانيا، بعد أن تقدم الفريق القانوني لأحد أقارب الضحايا بدعوى تشير إلى عمليات تستر وتزوير اعتمدتها جهات حكومية لإخفاء أدلة تدين القوات البريطانية.
تعود القصة إلى مداهمة ليلية نفَّذتها وحدة خاصة من القوات الجوية البريطانية في أفغانستان عام 2011، وأدت إلى وفاة أربعة أقارب رمياً بالرصاص، في قضية أثارت مخاوف بين ضباط الجيش البريطاني، إزاء أن وحدة من القوات الخاصة قد نفذت "مذابح" بحق مدنيين لا علاقة لهم بحركة طالبان.
الفريق القانوني لسيف الله يار (29 عاماً)، الذي قتل والده وشقيقاه وابن عمه في هذه المداهمة أكد في تصريح لصحيفة The Times البريطانية، الأحد 14 مارس/آذار 2021، أنه ينوي رفع قضية طعن في قانونية هذه العملية، التي يُزعم أن القوة الجوية الخاصة البريطانية قد تسترت عليها بتقارير مزورة.
إخفاء وتزوير أدلة
آخر هذه المحاولات للتستر على القضية كان من كشفته الصحيفة البريطانية من مقطع فيديو صوّره الدعم الجوي الأمريكي، ويوثق هذه العملية، وقد اختفى من الوثائق القانونية للقضية.
بحسب وثائق المحكمة، فإن هذه المقاطع "تخص السلطات الأمريكية، ولم تعد بحوزتها".
كانت الشرطة العسكرية الملكية قد فتحت تحقيقاً بعد ثلاث سنوات من عملية المداهمة، واستجوب المحققون 42 جندياً قالوا إنهم لا يمكنهم تذكُّر هذه المهمة، فيما وصفها قاض في جلسة سابقة بقضية "فقدان الذاكرة الجماعي".
كذلك رفض عدد من الجنود المساعدة، أو قرر المحققون العسكريون أنه "لا يمكن العثور عليهم"، كما تم تدمير الأسلحة التي استخدمها جنود القوة الجوية الخاصة في العام الذي بدأت فيه الشرطة العسكرية الملكية تحقيقها.
من جانبه، وصف رئيس شرطة متقاعد كُلف بمراجعة تحقيق الشرطة العسكرية الملكية عام 2016 هذا التحقيق بأنه "معيب" و"ضعيف" و"شديد البطء".
فيما أظهرت رسائل بريد إلكتروني كُشف عنها في المحكمة كيف يتشكك بعض الضباط في رواية القوة الجوية الخاصة البريطانية.
تفاصيل القصة
بحسب الصحيفة، فقد كان جنود القوة الجوية الخاصة الذين دخلوا المجمع السكني في قرية غواهارغين بإقليم هلمند، قد وضعوا سيف الله في غرفة ضيوف مع النساء والأطفال، وكان عمره آنذاك 17 عاماً، فيما فصل الرجال في مكان مختلف، وقد وضعوا أغطية سوداء فوق رؤوسهم.
وحين حلقت المروحيات مبتعدة غادر سيف الله الغرفة، ليجد والده مُلقى أمام جدار غرفة نوم وعشرة ثقوب في رأسه، ولقي ابن عمه وشقيقاه حتفهم أيضاً، وكانت أجسادهم مليئة بالرصاص.
من جانبها، قالت تيسا غريغوري، التي تعمل بمكتب Leigh Day للمحاماة: "موكلنا يريد فتح تحقيق جديد في وفاة أقاربه، ويريد معرفة إن كانت وفاتهم قد جاءت في إطار عمليات منظمة لقتل مدنيين أفغان".