أعلن مجلس مدينة مينيابوليس الأمريكية، الجمعة 12 مارس/آذار 2021، التوصل إلى تسوية مع عائلة جورج فلويد، الأمريكي ذي الأصول الإفريقية الذي لقي مصرعه على يد شرطي، في الحادث الشهير الذي هز مدناً أمريكية، بل عدداً من العواصم العالمية، ضد العنصرية وعنف رجال الشرطة ضد السود، وذلك وفق بيان لمجلس مدينة مينيابوليس، نقلته وسائل إعلام أمريكية.
العائلة وافقت على العرض
في بيان له، قال مجلس المدينة، إنه سيدفع "تسوية بقيمة 27 مليون دولار تُمنح لعائلة جورج فلويد تعويضاً عن قتله على يد شرطي أمريكي في مايو/أيار الماضي".
جاء القرار بناءً على تصويت من أعضاء المجلس، وينص أيضاً على دفع 500 ألف دولار لأحد جيران فلويد، والذي لجأ إليه الأخير قبل أن يتم اعتقاله.
في السياق نفسه، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن محامين، لم تسمهم، قولهم إن عائلة فلويد "وافقت على التعويض".
وتسبب الضابط السابق ديريك شوفين في وفاة فلويد يوم 25 مايو/أيار من العام الماضي، بعد أن ضغط بركبته على رقبته لمدة تسع دقائق تقريباً.
شوفين هو شرطي سابق أبيض، يبلغ من العمر 44 عاماً، ومتهم بالقتل بسبب خنقه فلويد، الرجل الأمريكي الأسود البالغ 46 عاماً، عبر الضغط على رقبته لقرابة 9 دقائق، في 25 مايو/أيار 2020.
أما زملاؤه الثلاثة السابقون ألكسندر كوينغ وتوماس لاين وتو تهاو، فهُم ملاحَقون بتهمة المشاركة في الجريمة، وعدم التدخل لإيقافها.
كما تسببت وفاته، في موجة احتجاجات عنيفة بمدينة مينيابوليس وعدد من الولايات الأمريكية، وتحوَّل الحادث أيضاً إلى قضية دولية تندد بالعنصرية ضد السود، بعد أن تم استحداث حركة "حياة السود مهمة".
هذا القرار يأتي أيضاً بعد أن رفعت عائلة فلويد دعوى قضائية فيدرالية ضد مجلس المدينة، في شهر يوليو/تموز الماضي، بينما قررت السلطات الأمريكية طرد الضابط المتسبب في وفاة فلويد، إضافة إلى ثلاثة آخرين، من الخدمة.
الأسرة اتهمت في هذه الدعوى الضباط بخرق القانون واستعمال القوة المفرطة؛ ما أدى إلى وفاته، كما اتهمت أيضاً الولاية بالسماح لرجال الأمن بالتمادي في استعمال العنف ضد السود والأقليات العرقية بالبلاد.
طريقة وحشية
فقد أقر المدعي العام، كيث إيليسون، تأكيده أن عناصر الشرطة "أساءت استخدام موقعها في السلطة"، وأن "الشرطي السابق ديريك شوفين أثبت (وحشية استثنائية)، وتسبب بـ(عنف غير مبرر) أمام كثير من الشهود، خصوصاً الأطفال".
كما أشار المدعون إلى أن "جورج فلويد الضحية كان ضعيفاً بشكل خاص، لأن الشرطيين كانوا قد كبَّلوا يديه خلف ظهره، ووضعوه مقابل الأرض"، كما أن "فلويد قال بوضوح وبشكل متكرر للشرطيين، إنه لم يعد قادراً على التنفس".
أثارت معاناة فلويد التي تم توثيقها بهواتف محمولة وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في أنحاء العالم كافة، حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ عقود في الولايات المتحدة.
ولم تتوقف مظاهر الاحتجاج، على حدود الولايات المتحدة؛ بل امتدت لتشمل دولاً أخرى شهدت مظاهرات تضامنية مع الاحتجاجات الأمريكية، ومناوئة للعنصرية.