كشف مصدر فلسطيني مطلع، لوكالة الأناضول، أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعادت الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، انتخاب يحيى السنوار (59 عاماً)، رئيساً لها في قطاع غزة.
إذ قال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن مجلس الشورى العام (الخاص بقطاع غزة)، انتخب الأربعاء، يحيى السنوار رئيساً للحركة في القطاع، للمرة الثانية على التوالي.
وأضاف أن الانتخابات شهدت منافسة شديدة بين السنوار ونزار عوض الله، أحد قادة الحركة البارزين في القطاع.
بدأت حركة حماس انتخاباتها الداخلية في 18 فبراير/شباط لعام 2021، ومن المقرر أن تختتم نهاية شهر مارس/آذار الجاري. وهذه المرة هي الثانية على التوالي التي يترأس فيها السنوار حركة "حماس" في قطاع غزة، حيث انتخب عام 2017 لهذا المنصب.
ترقب إسرائيلي لانتخابات حماس بغزة
خلال الأيام الماضية كان الترقب يسود إسرائيل، بشأن ما ستفرزه الانتخابات الداخلية لحركة حماس في قطاع غزة.
بحسب وسائل إعلام فلسطينية، فإن حجم الاهتمام من الإعلام الإسرائيلي كان كبيراً جداً، فهذه الانتخابات الداخلية للحركة تعني تل أبيب بشكل كبير؛ لتأثيرها المباشر عليها.
كما أضافت أنها حالة غير معتادة في هذه المنطقة وبهذه الطريقة، في ظل عدم اليقين المسبق بنتائجها، "لذلك كانت المقاييس التي قاس بها وأسقطها إعلام إسرائيل على الشكل الذي ستظهر به نتائج الانتخابات، فاشلة".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصفت الانتخابات داخل حركة حماس في غزة بالزلزال السياسي، كما تصدّر العنوان الرئيس في موقع القناة 12 حول هذا الحدث: "تقارُب في السباق الانتخابي على قيادة حماس".
من هو يحيى السنوار؟
ولد يحيى السنوار عام 1962 في مخيم خانيونس للاجئين، لعائلة لاجئة، تعود أصولها إلى مدينة المجدل، الواقعة جنوب إسرائيل. وانضم منذ صغره لجماعة الإخوان المسلمين، التي تحول اسمها أواخر عام 1987 إلى حركة "حماس".
درس السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية. وخلال دراسته الجامعية ترأس "الكتلة الإسلامية"، الذراع الطلابي لجماعة الإخوان.
كما أسس السنوار الجهاز الأمني لجماعة الإخوان، الذي عُرف باسم "المجد"، عام 1985. وكان عمل الجهاز يتركز على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
23 عاماً داخل السجون الإسرائيلية
في عام 1982، اعتقل الجيش الإسرائيلي يحيى السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، ليعيد اعتقاله مجدداً في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة المشاركة في نشاطات أمنية ضد إسرائيل.
كما اعتقلت إسرائيل السنوار في 20 يناير/كانون الثاني 1988، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة 4 مرات، بالإضافة إلى 30 عاماً، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة، المعروف باسم "المجاهدون الفلسطينيون".
قضى السنوار 23 عاماً متواصلة داخل السجون الإسرائيلية، حيث أُطلق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل عام 2011، التي عُرفت باسم "صفقة شاليط".
مطلوب في أمريكا وإسرائيل
بموجب الصفقة التي نفذت في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أطلقت إسرائيل سراح 1027 معتقلاً فلسطينياً مقابل إطلاق "حماس" سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
عقب خروجه من السجن، شارك يحيى السنوار في الانتخابات الداخلية لحركة حماس عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة، وتولى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري "كتائب القسام".
فيما أدرجت الولايات المتحدة السنوار مع اثنين من قادة حماس وهما "محمد الضيف" القائد العام لكتائب القسام، و"روحي مشتهى" عضو مكتبها السياسي، في لائحة "الإرهابيين الدوليين"، سبتمبر/أيلول عام 2015.
بينما وضعت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية يحيى السنوار على قائمة المطلوبين للتصفية في قطاع غزة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.