قالت صحيفة The Times البريطانية، في تقرير نشرته الإثنين 8 مارس/آذار 2021، إن زعيم مافيا إيطاليّاً أُلقي القبض عليه خلال سعيه للحصول على إعانة بطالة في إسبانيا بمنطقة كوستا ديل سول الجنوبية.
إذ شوهد جوزيبي ريفريجيري، زعيم عصابة "باندا ديلا مارانيلا"، التي تتحكم بتجارة المخدرات في روما، بمكتب بطالة في بلدة إستيبونا، وقالت الشرطة إنَّ لديه أوراق هوية إسبانية.
إطلاق سراح زعيم عصابة
يُذكر أن ريفريجيري (66 عاماً)، أُطلِق سراحه في عام 2020 بعد عامين من الحبس بأحد السجون الإسبانية، لكن المسؤولين فقدوا أثره قبل أن تنجح الشرطتان الإسبانية والإيطالية في تعقُّبه إلى بلدة إستيبونا هذا العام.
في حين ينتظر الآن تسليمه إلى إيطاليا، حيث إنه مطلوبٌ القبض عليه، بسبب اتهامه بمحاولة تهريب 325 كيلوغراماً من الحشيش إلى البلاد في عام 2018.
إضافة إلى ذلك فقد تورطت عصابة "باندا ديلا مارانيلا" في تهريب المخدرات من المغرب عبر جبل طارق، وسرقة شحنات العصابات المتنافسة. وغالباً ما كانت المخدرات تُهرَّب إلى إيطاليا من خلال أزواج يتظاهرون بأنهم سائحون يقودون مركبات "كرافان".
كما قالت الشرطة الإسبانية، إنَّ المافيا الإيطالية عملت مع عصابة بريطانية لتخزين مادة راتنج القنب (أو صمغ الحشيش) بمخبأ تحت الأرض في قرية الزبال على الحدود الإسبانية من جبل طارق.
ضبط طن من الحشيش
في حين اعتُقِل ريفريجيري في فبراير/شباط 2021، أثناء مغادرته منزله. وأُلقي القبض عليه لأول مرة في إسبانيا عام 2018 مع 13 آخرين. وفي تلك المداهمة، ضبطت الشرطة نصف طن من الحشيش وست سيارات وواحدة من مركبات "الكرافان" المُستخدَمة لتهريب المخدرات عبر فرنسا إلى إيطاليا.
من ناحية أخرى ذكرت الشرطة المدنية الإسبانية، أنَّ عصابته معروفة باستخدام "العنف الشديد"، وغالباً ما يستخدمون البنادق لخطف مُهربي المخدرات من العصابات المنافِسة؛ لمعرفة أين يخبّئون مخدراتهم.
كذلك وبإحدى تلك المرات في مارس/آذار 2018، اختطف ريفريجيري وشركاء آخرون اثنين من أعضاء العصابة الإيطالية المتنافسة في وضح النهار بشوارع مانيلفا، وهي بلدة في منطقة كوستا ديل سول الإسبانية. وزُعِم أنَّ الرجال تعرضوا للتعذيب على مدار 24 ساعة، بينما حاول ريفريجيري انتزاع تفاصيل عن المكان الذي أخفوا فيه المخدرات.
مافيا كامورا المعروفة
جدير بالذكر أن عصابة مارانيلا جزء من مافيا "كامورا" في نابولي، وهي واحدة من أكبر وأقدم المنظمات الإجرامية بإيطاليا.
كما تحظى "باندا ديلا مارانيلا" بوجود قوي في إسبانيا منذ الثمانينيات، حيث وسَّعت عمليات تهريب المخدرات وغسل أرباحها بسوق العقارات.
من جانبه قال روبرتو سافيانو، الصحفي الذي ألّف كتاب Gomorrah، الذي أصبح فيما بعد، مسلسلاً تلفزيونياً، إنَّ بعض زعماء مافيا "كامورا" كانوا منخرطين بقوة في العمليات بكوستا ديل سول، لدرجة أنهم أطلقوا عليها اسم "كوستا نوسترا"، اقتباساً من اسم مافيا صقلية "كوسا نوسترا".