رسالة حازمة من عون وسط اشتعال البلاد.. أمر أجهزة الأمن بالتصدي للمحتجين الذين يغلقون الطرقات

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/08 الساعة 12:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/08 الساعة 13:33 بتوقيت غرينتش
الرئيس اللبناني ميشيل عون/ رويترز

طالب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية بعد اجتماع رفيع المستوى، الإثنين 8 مارس/آذار 2021، الأجهزة الأمنية والعسكرية بعدم السماح "بإقفال الطرقات مع الأخذ في الاعتبار المحافظة على سلامة المواطنين والمتظاهرين"، وذلك بالتزامن مع يوم غضب تعيشه البلاد على وقع أوضاع اقتصادية وسياسية صعبة. 

جاءت هذه الأوامر بعد اجتماع الرئيس اللبناني ميشال عون ، مع رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ووزراء في الحكومة ومسؤولين أمنيين وماليين. 

بيان رئاسي حازم

البيان الذي صدر عقب انتهاء الاجتماع أوضح أن الحاضرين قرروا أيضاً "تكليف الأجهزة الأمنية بضبط جميع الأشخاص الذين يخالفون أحكام قانون النقد والتسليف وقانون تنظيم مهنة الصرافة" بما في ذلك مكاتب الصرافة الأجنبية.

في الوقت ذاته أغلق متظاهرون لبنانيون، صباح الإثنين، عدداً من الطرق الرئيسية عبر أنحاء البلاد، بينها غالبية المداخل المؤدية إلى العاصمة، وأعرب المحتجون عن غضبهم بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية والانخفاض القياسي غير المسبوق لسعر صرف الليرة الذي وصل إلى 11 ألفاً مقابل الدولار، في وقت تشهد فيه البلاد حالة من التخبط السياسي. 

كما نقلت العديد من وكالات الأنباء قيام المتظاهرين بإغلاق غالبية مداخل بيروت تحت شعارات عدّة بينها "يوم الغضب"، فيما أضرم المحتجون النيران في مستوعبات للنفايات وأشعلوا الإطارات. 

الأسوأ لم يأت بعد

وشهدت محال بيع المواد الغذائية حوادث صادمة في الأيام الأخيرة، مع التهافت على شراء سلع مدعومة، لم تمر دون صدامات، في بلد يعيش أكثر من نصف سكانه تحت خط الفقر وترتفع فيه معدلات البطالة تدريجياً.

من جانبها حذرت صحف لبنانية، الأحد، من "مخاطر حقيقية" قد تشهدها الأيام المقبلة جراء استمرار تدهور الأوضاع على مختلف الأصعدة.

هذا التحذير صدر أيضاً عن مرصد الأزمة في الجامعة الأمريكية في بيروت، وهو مبادرة بحثية تهدف إلى دراسة تداعيات الأزمات المتعددة في لبنان وطرق مقاربتها، فقد أكد في تقريره أنه "إن ظهرت تداعيات انهيار قيمة الليرة جلياً في تدهور القدرة الشرائية للبنانيين والمقيمين في لبنان، وما يرافق ذلك من تنافس محموم وأحياناً عنيف على ما يعرض من سلع وبضائع مدعومة في بعض المحلات، فإن الأسوأ لم يحدث بعد".

كما هدد رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، بالتوقف عن عمله للضغط نحو تشكيل حكومة جديدة، مؤكّداً أنّ "الظروف الاجتماعية تتفاقم والسياسية تزداد تعقيداً".

يذكر أنه جراء خلافات بين القوى السياسية، لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ استقالة حكومة دياب في 10 أغسطس/آب 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت.

ووسط استقطاب حاد، يمر لبنان بأزمة سياسية واقتصادية هي الأسوأ منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990).

تحميل المزيد