"غواصة روسية صينية قد تخرج للبحار في غضون سنوات"، أثارت أنباء هذا المشروع اهتماماً في الأوساط الأمريكية.
فلقد شرعت موسكو والصين في التعاون لإنشاء غواصة من جيل جديد، حسب إعلان صدر مؤخراً عن وكالة RIA Novosti الإخبارية المملوكة للحكومة الروسية.
ويبدو أن إنتاج غواصة روسية صينية لا يثير الانتباه فقط لكونها مشروع تعاون بين العملاقين، ولكن أيضاً الغواصة ستكون غير عاملة بالطاقة النووية، رغم أن البلدين لديهما غواصات نووية عديدة ذات قدرات مدمرة.
ففي حين تفضل البحرية الأمريكية بناء غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية، تواصل كل من روسيا والصين تصميم وبناء غواصات هجومية تعمل بالطاقة التقليدية، والتي تكون عموماً أصغر حجماً ومدمجة أكثر من نظيراتها النووية الأمريكية.
وفي المشروع الجديد، فإن روسيا والصين ستعملان على تصميم جيل جديد من الغواصات غير النووية، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.
تصنيع غواصة روسية صينية ليس المشروع الأول
ليست هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تعاون من هذا النوع بين موسكو وبكين.
فقد اشترت الصين منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400" S-400 عالية التطور، والتي ربما تكون الأكثر تقدماً في العالم. كما استوردت الصين مقاتلات "سوخوي سو- 35" Sukhoi Su-35 ذات الإمكانيات الكبيرة.
ولا تزال الصين تكافح من أجل تصنيع تصاميم محركات الطائرات المتقدمة، وكان يشتبه في أنها تأمل في نسخ كل من هيكل المقاتلة "سوخوي سو 35" ومحركاتها المتقدمة لإعطاء دفعة لصناعة الطيران الصينية المحلية، ما أثار ذعر موسكو، حسب وصف مجلة The National Interest.
لماذا تريد البلدان امتلاك غواصة غير نووية؟
كيف ستبدو الغواصة الصينية الروسية بالضبط؟ الاعتماد على الغواصات غير النووية يبدو منطقياً لكلا الأسطولين. فالبحرية الروسية، على الرغم من قوتها على الورق، فإنها بالأساس قوات تتركز عملياتها بالقرب من الوطن أكثر من كونها بحرية انتشار على نطاق واسع أو قادرة على القيام بعمليات تمتد إلى مناطق بعيدة عن شواطئها.
ومن ثم، فإن تصميم غواصة هجومية أصغر حجماً، لكن متطورة، هو الخيار الأنسب للبحرية الروسية، وفقاً للمجلة الأمريكية.
ومن جهة أخرى، تلبي الغواصة من هذا النوع أهداف الصين. ففي ظل الاهتمام الفعلي من البحرية الصينية بتوسيع نطاق قدراتها فيما يتعلق بالانتشار أبعد وأبعد عن المياه الصينية، فإن غواصة هجومية صغيرة من هذا النوع يمكن أن تكون مفيدة بدرجة لا تصدق في بحر الصين الجنوبي في المستقبل غير البعيد.
كما أن الغواصات الهجومية الصغيرة تستطيع القيام بعمل جيد في المياه الضحلة للمنطقة ومساحاتها الضيقة نسبياً، ومن ثم قد تعمل الصين على نشرها حول الجزر التي تسيطر عليها في المنطقة.
الصين تتفوق على روسيا في بعض المجالات والهواتف المحمولة قد تساعدها
يشير أحد الخبراء البحريين إلى أن هناك عدة مجالات قد تكون الصين أكثر تقدماً من روسيا فيها، وأنظمة الدفع البحري (propulsion) هو أحد هذه المجالات.
إذ يتزايد التحول إلى أنظمة دفع الهواء المستقلة (AIP)، وهي تقنية تتيح للغواصات إعادة توليد الأكسجين من الوقود أثناء وجودها تحت الماء، ومن ثم عدم الحاجة إلى الطفو للتزود بالوقود، وفي بعض الحالات، تتسم بتوقيع صوتي منخفض.
أحد المجالات الأخرى التي يمكن أن تستفيد فيها أحواض بناء السفن الروسية من الصين هو صناعة البطاريات؛ إذ تعد بطاريات الليثيوم-أيون الموجودة في الهواتف الذكية أعلى في كثافة الطاقة من بطاريات الرصاص الحمضية التقليدية المستخدمة في صناعة السيارات، وهو مجال تمتلك الصين خبرة واسعة فيه.
وهناك احتمال بأن يكون الهدف غواصة بمكونات صينية وأنياب هجومية روسية. فأسلحة الغواصات الروسية تعد من بين الأسلحة الأكثر تقدماً في العالم، ولا شك في أن الصين ترغب في الوصول إلى تصميمات الأسلحة الروسية، لإعادة تصميمها لصالحها.