اضطلعت المخترِعات بدورٍ كبيرٍ في تاريخ تطور البشرية، لكن لم يُعزَ إليهن الفضل دائماً في عملهن؛ بل كانت مساهماتهن تُهمَّش في بعض الأحيان، خاصةً ذوات البشرة غير البيضاء.
وكانت بعضهن تتقدم ببراءة الاختراع باسم أزواجهن، إذ كانت الهيئة تمنع النساء من التقدم بأفكارهن.
12 اختراعاً ابتكرتها نساء
لم تحظَ جميع المخترِعات في هذه القائمة بالاهتمام بعملهن في حياتهن، ولم يكنَّ قادرات على تسويق اختراعاتهن، لكنهن جميعاً ساهمن في ابتكاراتٍ ساعدت في تطوير التكنولوجيا بمجالات تخصُّصهن.
1- طوف النجاة
في أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر، حين كانت موجة جديدة من المهاجرين الأوروبيين تبحر إلى الولايات المتحدة، صمَّمَت مخترعةٌ من فيلادلفيا تُدعى ماريا بيسلي قارب نجاة مُحسَّناً عن ذي قبل.
عكس أطواف النجاة المُسطَّحة في سبعينيات القرن التاسع عشر، كانت طوَّافة بيسلي مُزوَّدة بقضبان حمايةٍ؛ للمساعدة في إبقاء الأشخاص بالداخل أثناء حالات الطوارئ، في حال اضطروا إلى مغادرة السفينة.
حصلت بيسلي على براءة اختراع لأول تصميمٍ لطوف النجاة في عام 1880 بكلٍّ من الولايات المتحدة وبريطانيا، كما اخترعت أيضاً جهاز تدفئة القدم، وهو مولِّد تيار كهربائي وآلة تطويق، لتحصل على إجمالي 17 براءة اختراع في حياتها.
2- السرير القابل للطيّ
في عام 1885، حصلت المخترعة التي تملك متجر أثاث في شيكاغو، سارة غود، على براءة اختراع "السرير الخزانة"، حسب ما نشره موقع History.
كانت قطعة الأثاث الجديدة عبارة عن مكتب يُطوى إلى سرير، مِمَّا يتيح للمستخدم توفير مساحةٍ في شقته الصغيرة.
ومع سريرها الخزفي، أصبحت غود -التي وُلِدَت في العبودية وحصلت على حريتها بعد الحرب الأهلية الأمريكية- واحدةً من أوائل النساء اللواتي حصلن على براءة اختراع.
3- غسَّالة الصحون
كانت جوزفين كوكران من الشخصيات الاجتماعية الثرية في مدينة شيلبيفيل بولاية إلينوي الأمريكية.
وظَّفَت خدماً لأداء الأعمال المنزلية بقصرها، لكنها بدأت في غسل الخزف الصيني الجميل بنفسها بعد أن اكتشفت أن بعض الخدم كانوا يكسرونه بالخطأ.
وجدت كوكران أن أداءها القصير للأعمال المنزلية أمرٌ غير سارٍّ، وعقدت العزم على بناء آلة يمكنها غسل الأطباق، بحسب موقع USA Today.
وكانت النتيجة أول غسَّالة صحون ناجحة تجارياً، وحصلت كوكران على براءة اختراعها عام 1886. استخدمت المحاولات السابقة لغسَّالة الصحون أجهزة تنقية الغاز، لكن تصميم كوكران كان أكثر فاعلية، لأنه استخدم ضغط الماء لتنظيف الأطباق.
4- مدفأة السيارة
كان أول شخص حصل على براءة اختراع لمدفأة السيارة هو مارغريت ويلكوكس، المهندسة بولاية شيكاغو الأمريكية.
استخدم تصميمُ ويلكوكس لعام 1893 الحرارة المنبعثة من محرِّك السيارة؛ للحفاظ على دفء السائقين والركَّاب أثناء رحلتهم. وقام المهندسون لاحقاً بتحسين الفكرة من خلال تسهيل تنظيم الحرارة.
تضمَّنَت اختراعات ويلكوكس الأخرى غسَّالة ملابس وغسَّالة أطباق.
5- أنبوب التغذية
كانت بيسي فيرجينيا بلاونت ممرضةً أمريكية ومُعالِجة فيزيائية ومخترعة وخبيرة في كتابة اليد.
في أربعينيات القرن الماضي، عملت مع قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية بمستشفى برونكس في مدينة نيويورك، حيث قامت بتعليم المحاربين القدامى الذين يعانون من بتر أطرافهم القراءة والكتابة بأسنانهم وأقدامهم.
وخلال هذا العمل، اخترعت بلاونت جهازاً بإمكان مرضاها استخدامه لإطعام أنفسهم.
اشتمل اختراع بلاونت على أنبوبٍ لتوصيل الطعام إلى فمِّ الشخص كلَّما عضَّه. وحصلت على براءة اختراع لجزءٍ من التصميم عام 1948، ثم منحت حقوق الاختراع إلى الحكومة الفرنسية عام 1951، بناءً على نصيحة زعيمٍ ديني (لم تُظهِر الحكومة الأمريكية اهتماماً كبيراً بالاختراع).
مهَّدَ اختراعها الطريق لأنابيب تغذية حديثة يمكن إدخالها في أنف الشخص أو معدته إن لم يتمكَّن المستخدم من تناول الطعام عن طريق الفم.
وبعد حصولها على براءة الاختراع، واصلت بلاونت الابتكار وأصبحت مُحلِّلة خط يد في الطب الشرعي.
6- ألياف كيفلار
كانت ستيفاني كووليك عالِمة كيمياء صنعت أليافاً اصطناعية أثناء عملها في مختبر الأبحاث الرائد التابع لشركة DuPont بولاية دويلاوير. أشهر هذه الألياف كانت ألياف كيفلار الصناعية القوية خفيفة الوزن والمقاومة للحرارة.
حصلت كووليك على براءة اختراع لعملية تصنيع ألياف كيفلار عام 1966. وتُستخدَم هذه الألياف في السترات الواقية من الرصاص وغيرها من معدَّات الحماية، وأصبحت بديلاً أيضاً لمادة الإسبستوس منذ السبعينيات، حين بدأت الشركة تقليص استخدام المواد المُسبِّبة للسرطان.
7- نظام الأمن المنزلي
كانت ماري فان بريتان براون ممرضةً ومخترعةً سوداء في مدينة نيويورك، وقد حصلت مع زوجها ألبرت براون على براءة اختراع أول نظام أمن منزلي عام 1969. خطرت لها فكرة النظام الأمني، لأنها عملت فنيةً إلكترونيةً مع زوجها، وغالباً ما وجدت نفسها تعود إلى المنزل وتكون بمفردها في وقتٍ متأخِّرٍ من الليل.
تضمَّن النظام الذي اخترعته براون كاميرا متحرِّكة يمكنها التقاط الصور من خلال أربعة ثقوب مختلفة، وشاشات تلفزيون لعرض صور الكاميرا، وميكروفونات ثنائية الاتجاه تسمح لها بالتحدُّث مع أيِّ شخصٍ خارج باب منزلها.
كان هناك أيضاً جهاز تحكُّمٍ عن بُعد لفتح الباب من مسافةٍ لتنبيه الشرطة أو الأمن. مهَّد هذا النظام الطريق لأنظمة الأمان الحديثة، وقد استُشهِدَ به في 32 طلب براءة اختراع على الأقل بعده.
8- علاج عتامة العين
باتريشيا باث هي أول أمريكية سوداء تكمل إقامةً في طب العيون وأول طبيبة سوداء تحصل على براءة اختراع لجهاز طبي بالولايات المتحدة. كان الجهاز الذي اخترعته هو المعروف باسم Laserphaco Probe، الذي أزال إعتام عدسة العين، وهو غيوم في العين قد تؤدِّي إلى فقدان البصر.
كانت طرق باث الجديدة لإزالة إعتام العين أسرع وأدق وأقل توغُّلاً من الطرق السابقة.
حصلت على براءة اختراعها الأولى في الولايات المتحدة عام 1988، وحصلت على أربع براءات اختراع أمريكية أخرى تتعلَّق بابتكاراتها في إزالة المياه البيضاء.
9- عزل الخلايا الجذعية
أثناء عملها في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1991، كانت العالمة الأمريكية الآسيوية آن تسوكاموتو جزءاً من الفريق الذي حصل على براءة اختراع لأول طريقة لعزل الخلايا الجذعية المُكوِّنة للدم عام 1991.
ولدى تسوكاموتو 12 براءة اختراع لأبحاث الخلايا الجذعية التي أجرتها، مِمَّا ساعد على تطوير علاجات السرطان.
10- حوض السمك
كانت عالمة الطبيعة الفرنسية جين فيلبرو باور تحاول إثبات تأثير نبات نوتيلوس البحري على الكائنات الحية الأخرى في عام 1832.
ولمراقبة المخلوق فترة طويلة ودراسة الحياة البحرية، اخترعت حوضاً زجاجياً للأسماك اجتاح العالم في العقود المقبلة.
11- خوارزمية الحاسوب
أثناء ترجمة ملاحظات أستاذ الرياضيات تشارلز باباج لاختراعه النظري المحرك التحليلي عام 1843، أضافت البريطانية أدا لوفليس ملاحظاتها الخاصة، وضاعفت النص الأصلي ثلاث مرات، ويُنسب إليها كتابة أول خوارزمية كمبيوتر في العالم.
كانت أول من أدرك أن الآلة لها تطبيقات تتجاوز الحسابات البحتة، ونشرت أول خوارزمية تهدف إلى تنفيذها بواسطة مثل هذه الآلة.
نتيجة لذلك، غالباً ما يُنظر إليها على أنها واحدة من أوائل مبرمجي الكمبيوتر.
12- كاتم صوت الطائرة
لُقبت الأمريكية الدورادو جونز بـ"المرأة الحديدية"، إذ امتلكت جونز مصنعها الخاص لتشغيل المعادن، حيث كانت توظف النساء فوق سن الأربعين فقط.
وعلى الرغم من أنها لم تتلقَّ التمويل لتصنيعه، فقد اخترعت كاتم صوت محرك الطائرة عام 1917، بحسب ما نشرته صحيفة New York Times.
كما طورت أيضاً مكواة كهربائية خفيفة الوزن، وطاولة كيٍّ بحجم السفر، ورف قبعة قابلاً للطي، وحافظة مِلح مضادة للرطوبة.