نقلت صحيفة The Independent البريطانية الخميس 4 مارس/آذار 2021 تفاصيل حادثة صادمة وقعت في الهند، إذ شوهد رجل في ولاية أوتار براديش شمال البلاد يوم الأربعاء 3 مارس/آذار وهو يسير على الطريق وقد أخذ برأس مقطوع وحمله من شعره، قبل أن يُكتشف لاحقاً أنه كان يحمل رأس ابنته، ما أثار شعوراً بالصدمة في جميع أنحاء المنطقة.
تفاصيل صادمة عن الحادثة
الرجل، الذي يُدعى سارفيش كامار، استُوقف وهو في طريقه إلى مركز الشرطة المحلي لإبلاغهم بأنه قتل ابنته المراهقة بعد اكتشافه أنها على علاقة برجل، وفقاً لتقارير إعلامية، وكان السكان المحليون قد رصدوا الرجل البالغ من العمر 45 عاماً وينتمي إلى إحدى قرى منطقة هاردوي بالولاية، واتصلوا بالشرطة فزعاً مما رأوه.
وعند وصول الشرطة قاموا بتسجيل عملية إيقاف الرجل، حيث تفاعل معهم دون بادرة تردد واعترف بقطع رأس ابنته بآلة حادة.
إذ يُسمع صوت الرجل في مقطع الفيديو الذي يثير شعوراً بالإزعاج في من يتابعه، وهو يقول: "أنا فعلتها. لم يكن معي أحد آخر. أغلقت مزلاج المنزل وفعلتها. الجثة في الغرفة".
بعد ذلك طلب منه أحد رجال الشرطة أن يضع الرأس المقطوع على الأرض وأن يجلس إلى جانب الطريق، وهو ما فعله الرجل بهدوء مريب دون أي محاولة للاعتراض أو الاحتجاج، ليُنقل بعد ذلك إلى مركز الشرطة ويُحتجز هناك.
أفادت التقارير الإعلامية أن الرجل اكتشف علاقة ابنته برجل لا يوافق عليه فاستشاط غضباً، ثم قبض عليها مع الشاب قبل الواقعة بأيام قليلة. وأعلنت الشرطة أنها ستوجه إليه الاتهامات بالقتل العمد قريباً.
ومع ذلك أثار أمرٌ آخر الاستياء بعدما شُوهد أحد رجال الشرطة وقد أخذ رأس الفتاة التي كانت تبلغ من العمر 17 عاماً، وكان يحمله داخل مقر الشرطة في إحدى الصور المتداولة على الإنترنت، لتقرر السلطات إيقاف الشرطي الظاهر في الصور عن العمل.
من جانبه، أصدر أنوراغ فاتس، قائد الشرطة في منطقة هاردوي محل الواقعة، بياناً قال فيه: "عندما كان الرجل في طريقه إلى خارج القرية ممسكاً برأس الفتاة، وردَ بلاغٌ إلى الشرطة المحلية. فتحركت قوات الشرطة فوراً وألقت القبض على الأب المتهم". وأضاف البيان: "انتشرت صورة لرجل شرطة يحمل رأس الفتاة بنفس الطريقة غير الإنسانية. فقررنا اتخاذ إجراءات بحق الشرطي على الفور".
كانت الفتاة هي الكبرى بين أربعة أطفال للمتهم، كما أن والدتها شهدت الجريمة. وأُرسلت جثة الفتاة للتشريح.
يُذكر أن عمليات القتل التي يرتكبها آباء أو أحد أفراد أسر الضحايا بسبب العلاقات المشبوهة، والتي يطلق عليها محلياً "جرائم الشرف"، تعتبر سبباً رئيسياً لجرائم القتل في الهند عموماً، وفي ولاية أوتار براديش خصوصاً. وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن "المكتب الوطني لسجلات الجرائم" (NCRB) في الهند أنه تم الإبلاغ عن نحو 385 جريمة قتل من هذا النوع في الولاية في عام 2019 فقط، وهو ما يمثل 24% من إجمالي عمليات القتل المبلغ عنها في الولاية.
كما أشارت البيانات الصادرة في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي إلى أن ولاية أوتار براديش جاءت في صدارة قائمة ولايات الهند التي سجلت أعلى عدد من الجرائم ضد النساء في عام 2019.
جرائم متكررة في الهند
ويشار إلى أن هذه الحادثة ليست الوحيدة، ففي وقت سابق تكررت مثل هذه الجرائم، إذ تعرّضت فتاةٌ مراهقة حملت بعد اغتصابها للخنق حتى الموت على يد والدها الذي مثّل بجثتها في جريمة شرفٍ بالهند. ويُعتقد أن ابنة الـ16 عاماً، التي لم يُذكر اسمها، قُتِلَت حين اختفت من القرية القريبة من شاهغهانبور شمالي الهند، وفق ما ذكرته صحيفة Daily Mail البريطانية.
وفي حادثة أخرى تعرضت فتاة في الـ19 من عمرها لاغتصابٍ جماعي وخُنقت بواسطة أربعة رجال من الطبقة العليا.
حدث الهجوم في 19 سبتمبر/أيلول داخل هاثراس، ونُقِلَت الفتاة إلى المستشفى في اليوم نفسه. ثم نُقِلَت لاحقاً إلى دلهي بسبب خطورة إصاباتها، لكنها تُوفّيت بعد أسبوعين. وألقت الشرطة القبض على الرجل الذي اتُّهِم لاحقاً بجريمة قتل.
سُجِّلت أكثر من 300 قضية جريمة شرف في الهند بين عامي 2014 و2016، وهي آخر السنوات التي توافر فيها البيانات.
لكن أصحاب الحملات المناهضة لهذه الممارسة يُحذرون من كونها أكثر شيوعاً من ذلك، وأن العديد من الجرائم تمضي دون بلاغات.
فضلاً عن أن الهند ليست لديها تهمةٌ منفصلة لجرائم الشرف، ما يعني أن الجرائم يصعب تعقّبها من البيانات الأوّلية.