عودة ترامب.. الرئيس السابق يلمِّح لترشحه عام 2024 ويحسم قضية الحزب الثالث

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/01 الساعة 10:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/01 الساعة 10:42 بتوقيت غرينتش
ترامب في ظهوره الأول منذ الهزيمة أمام بايدن/ رويترز

في أول خطاب رسمي له منذ مغادرته البيت الأبيض، تحدث الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن احتمالات ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2024 وحسم قضية تأسيسه حزباً جديداً وقدم تعريفه الرسمي للترامبية، فماذا يريد ترامب؟

الظهور العلني لترامب جاء من خلال خطابه أمام مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأحد 28 فبراير/شباط، ولم يبدُ أنه قد حدث تغيير على أداء الرئيس الذي تعرض للعزل مرتين خلال فترته الرئاسية سواء من حيث الشكل أو المضمون.

مؤتمر العمل السياسي للمحافظين

فقد كرر الرئيس السابق مزاعمه حول سرقة الانتخابات التي خسرها لصالح منافسه الرئيس الحالي جو بايدن، رغم أن تلك المزاعم التي فشل ترامب وفريقه القانوني والسياسي في إثبات أي منها أمام المحاكم بدرجاتها المختلفة وصولاً إلى المحكمة العليا وصدق على نتائجها المسؤولون في حزبه الجمهوري في الولايات التي خسرها.

ماذا تعني "الترامبية"؟ ترامب يجيب

ولأول مرة تحدث ترامب عن "الترامبية" وقال إنه يسمع ذلك المصطلح يتكرر كثيراً، مضيفاً أنه لم يكن الشخص الذي ذكره من الأساس لكنه قدم تعريفاً له يشمل ما تعنيه الترامبية، بحسب تقرير لمجلة Politico الأمريكية.

"الترامبية تعني ضرائب منخفضة وإلغاء اللوائح التي تقتل فرص العمل. الترامبية تعني حدوداً قوية وعدم وجود شغب في الشوارع ودعم قوات إنفاذ القانون. الترامبية أيضاً تعني دعماً قوياً ومستمراً للتعديل الثاني من الدستور، أي حق كل أمريكي في امتلاك سلاح ناري. وتعني الدعم للرجال والنساء المنسيين على مدى سنوات طويلة والدعم لقواتنا المسلحة العظيمة وبالطبع تعني أننا نحترم علمنا الأمريكي العظيم".

علم الكونفيدرالية في أيدي أنصار ترامب في الكونغرس

وجدير بالذكر هنا أن بعضاً من أنصار ترامب الذين اقتحموا الكونغرس الأمريكي كانوا يحملون علم الكونفيدرالية وهو علم قوات الولايات الجنوبية أثناء الحرب الأهلية الأمريكية من 1861 وحتى 1865 بسبب رفض تلك الولايات الجنوبية إلغاء العبودية في البلاد. وبالتالي فإن تأكيد ترامب على أن حركته "الترامبية" تحترم العلم الأمريكي "علم الاتحاد" أو العلم الحالي هو محاولة للنأي عمن حملوا علم الكونفيدرالية.

لكن منتقدي ترامب بالطبع لديهم توصيف آخر للترامبية مناقض تماماً لما قاله الرئيس السابق في خطابه، إذ يرون أن الترامبية تعني الشعبوية البيضاء التي ترى أمريكا كدولة بيضاء وتحرض على العنصرية وكراهية المهاجرين وغيرها من الأفكار التي يعتنقها اليمين المتطرف في البلاد.

الترشح لانتخابات 2024

بالعودة إلى ما جاء على لسان ترامب بشأن احتمال الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة عام 2024، ألمح ترامب إلى أنه قد يترشح بالفعل، إذ قال: "بمساعدتكم سنسترد مجلس النواب، وسنفوز بمجلس الشيوخ ثم سينجح رئيس جمهوري في تحقيق عودة مظفرة إلى البيت الأبيض". وأضاف مبتسماً: "أتساءل من سيكون (هذا الرئيس)؟ من سيكون؟ قد أقرر الترشح حتى أهزمهم (الديمقراطيين) مرة ثالثة!".

خطاب ترامب لأنصاره
الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب – رويترز

كان ترامب قد فاز في انتخابات 2016 على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وخسر في انتخابات 2020 أمام جو بايدن، لكنه يرفض الاعتراف بالهزيمة حتى الآن ولا يبدو أنه سيعترف بها أبداً، على الرغم من أن خطابه بشأن تزوير الانتخابات قد تسبب في "فضيحة" اقتحام الكونغرس من جانب أنصاره يوم 6 يناير/كانون الثاني بهدف منع التصديق على النتيجة النهائية للانتخابات، مما أدى إلى مقتل 5 أشخاص، منهم ضابط في شرطة الكابيتول.

وتعليقاً على تلك النقطة، قال جيم أكوستا مراسل CNN من مقر مؤتمر العمل السياسي للمحافظين في فلوريدا إن إصرار ترامب على تكرار "مزاعمه الكاذبة حول تزوير الانتخابات" يمثل تهديداً مستمراً بتكرار ما حدث من جانب أنصاره المتحمسين، فيما جاء تقرير CNN حول خطاب ترامب بعنوان "ترامب يطلق تهديداً جديداً يمثل خطراً على الديمقراطية الأمريكية".

وأظهر استطلاع رأي غير رسمي للمشاركين في المؤتمر أن 95% من المستطلع رأيهم يؤيدون استمرار سياسات ترامب، بينما أعرب 70% منهم عن رغبتهم في ترشحه مرة أخرى في عام 2024. لكن مراقبون يرون أن تلك النتيجة منطقية في ظل عدد من الأسباب أولها أن التيار الرافض لسياسات ترامب أو بمعنى أدق للترامبية والذي يترأسه الآن- بصورة غير رسمية زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل- قد غابوا عن الحضور من الأساس، وثانيها أن الحدث السنوي الذي يقام عادة في العاصمة واشنطن تم نقله إلى أورلاندو هذا العام بسبب قيود كوفيد-19 المخففة في فلوريدا.

ماذا عن حزب ترامب الجديد؟

وتحدث ترامب كذلك عن التقارير التي كانت تحدثت عن اعتزامه تأسيس حزب سياسي جديد، واصفاً تلك التقارير بأنها "أخبار زائفة"، مضيفاً: "لن نؤسس أحزاباً جديدة. لدينا الحزب الجمهوري. سيكون متحداً وأقوى من ذي قبل. لن أؤسس حزباً جديداً".

كانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أول من نشر قصة تفكير ترامب في تأسيس حزب سياسي جديد وذلك قبل أيام قليلة من مغادرته البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، ناقلة عن مصادر مقربة منه أن السبب في ذلك التفكير يرجع إلى غضب الرجل من عدم اتحاد الحزب الجمهوري خلفه ومساندته في مزاعم تزوير الانتخابات وتوجيه البعض منهم هجوماً عنيفاً ضده في أعقاب اقتحام الكونغرس الدامي.

التطبيع مع إسرائيل بومبيو
وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو – رويترز

وتحدثت مصادر متعددة داخل الحزب ومقربون من ترامب عن أنه يريد تسمية الحزب الجديد "الحزب الوطني" وهو ما يشير إلى أن القصة لم تكن زائفة كما قال ترامب، ويرى محللون أن تراجع ترامب عن فكرة تأسيس حزب جديد سببه المباشر هو الدعم الذي ما زال يتمتع به داخل الحزب الجمهوري رغم وجود تيار منتقد له بقيادة ماكونيل.

ولم يفوت ترامب فرصة خطابه الرسمي الأول أمام مؤتمر المحافظين في فلوريدا، إذ شن هجوماً لاذعاً ضد خصومه داخل الحزب الجمهوري وخص منهم بالذكر عضوي مجلس الشيوخ ميت رومني وبات تومي وعضوي مجلس النواب آدم كينزنغر وليز تشيني، وأشار إلى أنه سيدعم المرشحين الذين سينافسونهم في انتخابات الحزب، قائلاً: "تخلصوا منهم جميعاً".

كما اختص ترامب ماكونيل بهجوم عنيف، إذ وصفه بالسياسي الضعيف الذي كان على وشك أن يخسر مقعده في مجلس الشيوخ في الانتخابات الماضية لولا دعم الرئيس السابق، وهو ما يشير بوضوح إلى أن الفترة المقبلة ستشهد استمرار الحرب داخل أروقة الحزب الجمهوري بين جناح ترامب وجناح الرافضين لترامب.

الخلاصة أن ترامب قد يترشح للانتخابات المقبلة عام 2024 وقد لا يترشح، لكن على الأرجح يريد ترامب أن يلعب دور "صانع الملوك" داخل أروقة الحزب الجمهوري من خلال دعمه لمرشحين بعينهم يشاركونه مزاعمه حول تزوير الانتخابات التي خسرها، وفي الوقت نفسه الانتقام من التيار الرافض لهيمنته على الحزب.

وعبر السيناتور بيل كاسيدي الجمهوري عن لويزيانا عن ثقته بأن سيطرة الرئيس السابق على الحزب الجمهوري سوف تخف حدتها مع الوقت، قائلاً لشبكة CNN: "لو قمنا بتأليه شخص واحد، سوف نخسر. وهذا الأمر أوضحته الانتخابات الأخيرة بشكل لا يقبل الجدل".

كاسيدي واحد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لصالح إدانة ترامب في محاكمته الثانية للعزل في الكونغرس والتي تمت تبرئته منها على غرار محاكمته الأولى، وهو ما يطرح السؤال بشأن مدى دقة توقع كاسيدي، في مقابل توقعات أبرز داعمي ترامب وهو السيناتور ليندسي غراهام الذي يعتقد أن تأثير ترامب على الحزب حالة ثابتة وستستمر.

تحميل المزيد