بينما تركت الولايات المتحدة بصمات رائدة في العديد من المجالات العلمية والطبية والتكنولوجية وحتى الفضائية، إلا أنها كانت الساحة التي شهدت بعضاً من أبشع الجرائم على الإطلاق.
صاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي مصطلح "القاتل المتسلسل" لأول مرة خلال السبعينيات، بسبب كلِّ عمليات القتل التي كانت تحدث في جميع أنحاء البلاد، وما زالت.
أشهر القتلة المتسلسلين
نستعرض في هذا المقال بعضاً مِمَّا ارتكبه أشهر القتلة المتسلسلين في الولايات المتحدة وربما العالم.
7- تيد بوندي
لم يكن تيد بوندي كأي قاتل متسلسل يتخيله الإنسان، كان مثقفاً ووسيماً، ووصفه الكثيرون بأنه ساحرٌ بشكلٍ لا يُصدَّق، ما جعل عمليات القتل الوحشية التي ارتكبها أكثر إثارةً للدهشة.
نشأ بوندي في عائلةٍ غريبة، دون أب، وكان يعتقد طوال حياته أن جدته هي والدته، وأن والدته هي أخته. وكانت طفولته ومراهقته صعبةً، لكنه تمكَّن من التخرُّج في جامعة واشنطن، وبعد ذلك بدأت فورة القتل.
كان معظم ضحاياه من الطالبات الجذَّابات، وارتكب جريمة القتل الأولى في سياتل عام 1966، حسب ما نشر موقع World Atlas.
قتل العديد من النساء خلال السنوات القليلة التالية، وأُلقِيَ القبض عليه في النهاية. ومع ذلك لا يتوقَّف الأمر عند هذا الحد، فقد تمكَّن من الفرار من حجز الشرطة مرتين، وانتقل إلى فلوريدا، واستمرَّ في القتل هناك.
قتل العديد من عضوات نادٍ نسائي هناك، وجريمته الأخيرة كانت مُروِّعةً بشكلٍ خاص، فقد اغتصب وقتل فتاةً تبلغ من العمر 12 عاماً. وأُلقِيَ القبض عليه أخيراً بشكلٍ نهائي، وأصبح محور ضجَّة إعلامية لأن محاكمته بُثَّت على التلفزيون بالكامل، وهي المرة الأولى في التاريخ التي يحدث فيها ذلك. حُكِمَ عليه بالإعدام وأُعدَم عام 1989.
6- جيفري داهمر
وقعت أول جريمة قتل ارتكبها داهمر في عام 1978. كان عمره آنذاك 18 عاماً فقط، لكن عمليات القتل استمرَّت حتى عام 1991، حين أُلقِيَ القبض عليه أخيراً.
اعتُقِلَ بعد أن تمكَّن رجلٌ من الفرار منه في ويسكونسن وأبلغ الشرطة، فداهم رجال الشرطة شقة داهمر وصُدِموا بما وجدوا.
صورٌ عديدة لجثثٍ مُشوَّهة، ورؤوس، وأعضاء تناسلية مقطوعة، وحوض استحمام مليء بالحمض الذي استخدمه للتخلُّص من الجثث. قتل داهمر 17 شخصاً في الإجمالي.
ومن الغريب أن داهمر أُدين بالاغتصاب قبل ثلاث سنوات من اكتشاف الشرطة أنه قاتلٌ متسلسل. قضى سنةً في السجن على هذه الجريمة، لكنه استمرَّ في القتل حتى اعتقاله
عام 1991.
كانت محاكمته مثيرة، وجذبت اهتمام العالم بالقتلة المتسلسلين. حُكِمَ عليه بالسجن 957 عاماً، لكن نزيلاً بالسجن قتله بعد عامين.
5- بيلي جونيس
سافرت سيدة عُرِفَت لاحقاً باسم Lady Bluebeard أو "سيدة اللحية الزرقاء" إلى الولايات المتحدة من النرويج عام 1881، وعاشت في شيكاغو. وأثناء وجودها هناك تزوَّجَت رجلاً، لكنها سرعان ما قتلته.
لم يُعثَر على أيِّ دليل، لذا سارت بحريةٍ وتلقَّت أموال بوليصة التأمين التي سمحت لها بشراء مزرعة في إنديانا. وهناك تزوَّجَت مرةً أخرى وقتلت زوجها الثاني أيضاً.
مرةً أخرى لم تعثر الشرطة على أيِّ دليل. ثم بدأت في وضع إعلاناتٍ في الصحف بحثاً عن زوج.
جاء عدة رجال لزيارة مزرعتها، لكنها قتلتهم جميعاً، نجا واحدٌ فقط وتمكَّن من الفرار ليروي الحكاية.
لم يُلقَ القبض عليها قط، واشتعلت النيران في مزرعتها، ومن المُفتَرَض أنها ماتت فيها. وعُثِرَ أخيراً على العديد من جثث ضحاياها في حطام المزرعة، حسب ما نشر موقع History.
4- ألبرت فيش
اشتهر ألبرت فيش بالعديد من الألقاب: "مصاص دماء بروكلين"، و"مجنون القمر"، و"الرجل الرمادي".
كان رجلاً مختل العقل أُدين بالاغتصاب وقتل 3 أطفال صغار وأكلهم في أوائل القرن العشرين.
تفاخَرَ بأنه ارتكب ذلك مع مئة طفل على الأقل. ومع ذلك، لا شيء يمكن إثباته. وقد أرسل رسالةً إلى والدة إحدى ضحاياه، ووصف بالتفصيل كيف قتل الفتاة الصغيرة.
3- جون واين جاسي
كان جون واين جاسي محبوباً في مجتمعه في شيكاغو، وعُرِفَ بأنه الشخص الذي أدَّى دور المهرِّج في حفلات أعياد ميلاد الأطفال. ما لم يعرفه جيرانه هو أنه قضى بالفعل فترةً في السجن بتهمة الاعتداء الجنسي على صبي مراهق، وسرعان ما اكتُشِفَ سر أكثر إثارةً للصدمة.
في العام 1978، اختفى أحد أبناء الحي، وأفاد الناس بأنه شوهِدَ آخر مرة مع جاسي.
وبمجرد حصول الشرطة على مذكرة تفتيش منزل جاسي، وجدوا في البداية بعض الملابس التي تخص الأولاد والتي فُقِدَت في وقتٍ سابق.
لكن بعد التحقيق، وجدوا مساحةً صغيرة يمكن الزحف من خلالها تحت المنزل، في الغالب بسبب الرائحة التي انبعثت منها. وهناك، وجدوا جثثاً متحلِّلة لضحاياه الآخرين.
كان هناك 29 فتى في الإجمالي، اغتصبهم جاسي وقتلهم جميعاً، حسب ما نشر موقع موسوعة Britannica.
أُعِدَم العام 1994.
2- إد جين
من المُفتَرَض أن إد جين كان مصدراً لإلهام أفلام شعبية مثل Psycho وSilence of the Lambs وThe Texas Chainsaw Massacre.
ترعرع في ولاية ويسكونسن، وعاش حياةً منعزلة. كان والده مدمناً على الكحول، بينما كانت والدته تقليديةً للغاية، وغرست في جين الخوف من النساء والجنس.
ماتت عائلته بأكملها في غضون خمس سنوات، وبقي وحده في مزرعة عائلته، حيث قرَّرَ إنشاء ضريح مُخصَّص لأمه. وبعد 13 عاماً من العيش وحيداً هناك، ظهرت الشرطة ذات يوم بعد تلقِّي معلوماتٍ عن امرأةٍ مفقودة.
لم يعثروا على جثة تلك المرأة فحسب، بل ذُهِلوا من الرعب الذي وجدوه. استخدم إد جين جثثاً مُشوَّهة لأشخاصٍ قُتِلوا وحوِّلها إلى أثاثٍ منزلي وملابس أيضاً.
معظم هذه الأشياء صُنِعَت من الجثث التي نبشها من المقابر، وبعضهم قتلهم بنفسه. كان يعتقد أنه كان يستخدم هذه الأجزاء لإحياء والدته، واكتُشِفَ أنه مصابٌ بالفصام، لذا أمضى ما تبقى من سنوات عمره في مستشفى للأمراض النفسية.
1- ريتشارد راميريز
كان ريتشارد راميريز مسؤولاً عن ترويع سكان لوس أنجلوس لأكثر من عام في الثمانينيات.
كان يقتحم منازل الناس ويقتل كلَّ من يعيش فيها، ويغتصبهم أحياناً. استخدم أسلحةً متعدِّدة، من البنادق إلى السكاكين، ولم يعرب عن أيِّ ندمٍ على ارتكاب هذه الجرائم.
مات في السجن قبل تنفيذ قرار إعدامه.