قالت وكالة Bloomberg الأمريكية، الأحد 21 فبراير/شباط 2021، إن خلافات بدأت تطفو على السطح بين السعودية وروسيا، اللتين تقودان اتفاقية خفض الإنتاج النفطي، عبر تحالف "أوبك+"، تتمثل في تخفيضات الإنتاج المستقبلية.
مواقف متناقضة للسعودية وروسيا
الوكالة ذكرت أن السعودية ترى أن من الضروري عدم التراخي في خفض الإنتاج، على الرغم من تحسُّن أسعار النفط لمستويات ما قبل الجائحة، فيما تفضّل روسيا زيادة تدريجية في المعروض النفطي.
يأتي ذلك قبل أن يعقد تحالف "أوبك+" اجتماعه القادم في 4 مارس/آذار 2021، لبحث خفض الإنتاج الفعلي للنفط، واتخاذ قرار بشأن حجم خفض الإنتاج الحالي البالغ 7.2 مليون برميل يومياً، خلال الشهور المقبلة.
كان نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، قد قال في 14 فبراير/شباط 2021، إن "السوق متوازنة"، في إشارة إلى ضرورة البدء بزيادة الإنتاج عبر تخفيف حجم خفض الإنتاج الحالي.
لكن وزير الطاقة السعودي، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حذَّر زملاءه المنتجين من التراخي، فيما قال مندوبون، إن المملكة أشارت في جلسات خاصة، إلى أنها تفضّل أن تحافظ المجموعة على استقرار الإنتاج بشكل عام.
كانت السعودية وبشكل طوعي، قد أضافت خفضاً في إنتاجها بمقدار مليون برميل يومياً، بدأت تنفيذه مطلع الشهر الجاري، وينتهي في 31 مارس/آذار المقبل.
لذا فلدى السعوديين اليوم ورقة مساومة جديدة، تتمثل في الخفض الطوعي، "لكن البعض يرى بوادر تغيُّر في قرار السعودية بشأن الخفض الطوعي مع بدء المفاوضات الشهر المقبل"، بحسب بلومبيرغ.
يُعد خفض الإنتاج تضحية اقتصادية لعديد من المنتجين مثل العراق ونيجيريا، مع انخفاض الصادرات وتراجع مداخيلها، على الرغم من أن الخفض أسفر عن نتائج إيجابية على سعر البرميل.
وفي ختام التعاملات الأسبوع الماضي، أغلقت عقود خام برنت لأقرب استحقاق، عند 62.72 دولار للبرميل، أعلى مستوى من ديسمبر/كانون الأول 2019.
توقعات بارتفاع أسعار النفط
يُذكر أنه في أبريل/نيسان 2020، اتفقت دول التحالف على خفض تاريخي للإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً، اعتباراً من مطلع مايو/أيار 2020، وتم تقليص التخفيضات إلى 7.7 مليون برميل، اعتباراً من مطلع أغسطس/آب حتى نهاية العام.
والشهر الماضي، تم تخفيف خفض الإنتاج مجدداً إلى 7.2 مليون برميل يومياً، يستمر حتى أبريل/نيسان 2022.
تشير توقعات إلى أن أسعار النفط ستشهد ارتفاعاً هذا العام، فعلى الرغم من عمليات الإغلاق الحالية التي تقيّد حجم الطلب بسبب جائحة كورونا، فإن الطلب على النفط في صعود، بحسب ما ذكره موقع Oilprice البريطاني.
أشار الموقع إلى أنه مع تلقّي اللقاحات ستزداد أعداد السكان المحصَّنين ضد الفيروس، ويستأنف النشاط التجاري خلق الطلب على المنتجات البترولية.
كما أنه طبقاً لتوقعات "إدارة معلومات الطاقة الأمريكية" (EIA) بشأن اتجاه الطلب على منتجات البترول المكررة خلال العامين المقبلين، فإن الأسعار سترتفع بشكل كبير.