يعيش سكان ولاية تكساس الأمريكية أوضاعاً صعبة جداً، بسبب الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، التي وصلت إلى درجة التجمد، بالإضافة إلى استمرار انقطاع التيار الكهربائي لعدة أيام في المدينة، بالإضافة إلى ذلك فقد تعطّلت الطرق بسبب الجليد، وانقطعت معها معدات الحرارة، كما أن الأنابيب لم تعد تنقل المياه، ما حدا بالسكان إلى تغيير سلوكهم والقيام بالعديد من الإجراءات غير المألوفة من أجل البقاء.
حسب تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الخميس 18 فبراير/شباط 2021، فإن أكثر من سبعة ملايين من سكان تكساس أصبحوا مضطرين لتسخين الماء بعد أن حرم انقطاع الكهرباء المرافق من قدرتها على ضخ المياه، ما سمح للضغط بالهبوط إلى مستويات تسمح بانتشار البكتيريا. وأفسدت درجات الحرارة المتجمدة سباكة المنازل المبنية لتحمّل حرارة الصيف.
ومن المنتظر أن تستمر الأزمة في ثاني أكبر ولاية أمريكية، إذ لا يزال ملايين السكان غير قادرين على الحصول على الماء، ويواجه كثيرون صعوبة في إيجاد الطعام، ويُتوقع أن تستمر موجة البرد القارس حتى مطلع الأسبوع المقبل.
حلول غير مألوفة
بعد قضاء عدة أيام بدون كهرباء في إحدى ضواحي هيوستن، بدأت الكاتبة والمعلمة (35 عاماً) كيسي مور ترى آثار ذلك على منزلها.
إذ أوشكت نباتاتها على الموت، لذا قرّرت هي وزوجها بناء خيمة باستخدام ستائر غرفة المعيشة أمام مدفأة الغاز، وناموا بالتناوب في الليل وسط كلابهم لمشاركة حرارة أجسامهم.
فرغم أن كيسي تقر بأن هذا الخيار لم يكن آمناً تماماً، ولكنّه كان الخيار الوحيد بدلاً من التجمّد داخل المنزل، وتقول بهذا الخصوص: " في مثل هذه المواقف يجب أن تعتمد على نفسك، وجميع من تحدّثت إليهم يعيشون في وضعية النجاة".
وتختبر موجة البرد القارس وانقطاع الكهرباء التي أصابت سكان تكساس حدود النزعة الفردية القاسية في الولاية، إذ أجبرت العديد من السكان على التكفّل باحتياجاتهم الأساسية دون مساعدةٍ من أحد.
نقص المياه
انقطعت المياه في منزل داني سورمان منذ صباح الإثنين، 15 فبراير/شباط، حين استيقظ ليجد الأنابيب متجمدة في هيوستن، وحين فرغت أباريق المياه التي اشتراها، أعاد تعبئتها من منزل شقيقة زوجته قبل أن تنقطع المياه لديها أيضاً.
هذا المدرس المدرس البالغ من العمر 29 عاماً يؤكد أنه من المرهق أن تضطر لنقل المياه حول المنزل من أجل تنظيف المرحاض، وغسل يديك وكل شيء، كما أنه لم يدرك فعلاً كم الأشياء التي يعتمد عليها وجود الماء باستمرار حول المنزل.
بينما قالت ريتشيل ريسكيند إنّها بدأت "تعبئة كل الفوارغ التي يُمكنها العثور عليها" يوم الأربعاء 17 فبراير/شباط، بعد انتشار التقارير حول احتمالية انقطاع المياه: "لم أُرِد أن ينتهي بي المطاف لشرب مياه المرحاض".
تفريغ الغضب
ليس من الواضح بعد متى قد تعود هذه الخدمات، إذ طلبت شركة Oncor، التي تُوزّع الكهرباء في شمال تكساس، من عملائها أن يستعدوا لحالات انقطاع مُطوّلة للكهرباء في ظل محاولة الجهات المسؤولة إعادتها.
وانتشر الغضب العام على المسؤولين عن إدارة منظومة الكهرباء، المنفصلة عن مثيلتها في الولايات الأخرى لإبعادها عن طائلة الرقابة الفيدرالية. إذ تعرّض عمال مرافق البلدية في أوستن لتهديدات أثناء عملهم على استعادة البنية التحتية المتضررة للطاقة.
ضحايا من الحيوانات
كان الدمار مميتاً، إذ تحمّلت العاصفة المسؤولية عن عدد من الوفيات، لكنّها لم تقتصر على البشر فقط.
إذ قال ملجأ حيوانات Primarily Primates غير الربحي، إنّ 12 حيواناً على الأقل قد ماتت بعد انقطاع الكهرباء عن الملجأ في وقتٍ مبكر من صباح الإثنين، وبينها قرود ونمور وحيوان شمبانزي.
كما اضطر العاملون والمتطوعون لاستخدام السخانات ومولدات الكهرباء من أجل الحفاظ على سلامة الحيوانات، كما نقلوا بعضها إلى حديقة حيوان سان أنطونيو، وفقاً لبيانٍ على موقع الملجأ.
أخبار مفرحة أخيراً!
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، الخميس، فإن الأجهزة المعنية قد أحرزت تقدماً في إعادة التيار الكهربائي، وتحركت العاصفة الثلجية التي عطلت شبكة الكهرباء إلى خارج تكساس.
إذ قالت الجهة المسؤولة عن 90% من إمدادات الكهرباء في الولاية، في بيان، إنها أحرزت "تقدماً كبيراً" في إعادة الكهرباء إلى المنازل، دون الكشف عن أرقام.
في السياق نفسه، أفاد موقع (باور أوتدج) الإلكتروني الذي يتابع انقطاعات التيار الكهربائي أن الكهرباء مقطوعة عن حوالي 504 آلاف أسرة في تكساس، انخفاضاً من نحو 2.7 مليون أسرة يوم الأربعاء 17 فبراير/شباط.
جدير بالذكر، أن مستشفيات في هيوستن، كبرى مدن الولاية، أعلنت انقطاع المياه، كما توفي نحو 24 شخصاً بسبب الموجة شديدة البرودة، بينما يقول مسؤولون إنهم يخشون وفاة المزيد لكن لم يتم العثور عليهم حتى الآن.