مركبات بحرية روسية جديدة غير مأهولة لكشف الغواصات، وأمريكا تردُّ بزورق آلي مزود بأجسام طائرة.. فمن يتفوق؟

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/02/17 الساعة 21:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/02/17 الساعة 21:54 بتوقيت غرينتش
غواصة كوزباس النووية الروسية/رويترز

احتدم التنافس الروسي الأمريكي بمجال المركبات البحرية غير المأهولة، في محاولة من الطرفين لتحقيق ثورة بهذا المجال بعد تجربة الطائرات بدون طيار. 

ويبدو أن البلدين يتوقعان أن تلعب المركبات البحرية غير المأهولة دوراً في الحروب البحرية المستقبلية، ولذا يستثمران بكثافة في هذا المجال.

ثورة المركبات البحرية غير المأهولة

ويشهد العالم اتجاهاً نحو مجال السفن والزوارق غير المأهولة ضمن الثورة في إنتاج وتوظيف الآليات العسكرية المسيّرة آلياً.

فلقد أطلقت تركيا مؤخراً أول زورق حربي بدون قائد "ULAQ"، مكلف بتنفيذ عمليات هجومية بحرية، حيث وُضع قيد الاختبار وقد يكون من بين مهامه كشف الغواصات.

كما بدأت البحرية البريطانية، العام الماضي، تجربة نظام جديد أطلقت عليه اسم MAST-13، يتيح التحكم في القوارب العسكرية غير المأهولة عن بعد، للعثور على الألغام أو التجسس على سفن العدو.

وتهتم روسيا وأمريكا بهذا المجال مع التركيز على استخدام المركبات البحرية غير المأهولة بالأخص في مجال كشف ومواجهة الغواصات، وهي عملية من أصعب العمليات البحرية. 

إذ تعمل روسيا على حيلة جديدة لتتبُّع الغواصات الأمريكية: روبوتات مجهزة بالسونار.

ولكن في المقابل، طوّرت الولايات المتحدة بالفعل مركبة آلية بحجم اليخت مصممة لتتبُّع غواصات الديزل، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية.

روسيا تُطور مركبات آلية مربوطة بأسلاك

بدأت روسيا اختبار مركبات الأعماق غير المأهولة المجهزة بالسونار. 

قال مسؤول بالبحرية الروسية لصحيفة Izvestia الروسية: "من الخارج، يشبه الروبوت غواصة صغيرة بعارضة والعديد من دفّات التوجيه العميقة".

اللافت أن أجهزة إرسال واستقبال السونار المحملة على هذه المركبات ترتبط بالسفنية الأم عبر أسلاك طويلة ومرنة، يبلغ طولها أكثر من كيلومترين، حتى تبتعد عن تشويش السفينة التي تقطرها للحد من تداخل الموجات. 

لكنَّ عيبها أنها مثل المقطورة التي تجر السيارة تماماً، حيث ينبغي أن تتحرك السفينة بسرعة بطيئة وتصبح قدرتها على المناورة محدودة؛ لتجنُّب انقطاع الأسلاك، وفقاً لصحيفة Izvestia الروسية.

 وذكرت صحيفة Izvestia: "أثناء المناورات، ينثني الهوائي، وهو ما يعني إمكانية فقدان أو التشويش على الإشارة الموجهة من السفينة الأم للمركبة. كما أن الذيل الطويل للهوائي يحد من سرعة السفينة وقدرتها على المناورة، مما يمنعها من شن أي هجوم".

ولكن لماذا لا يُستخدم روبوت أعماق يعمل بالتحكم عن بعد وبشكل منفصل عن السفينة الأم كي لا يعيق قدرتها على المناورة؟

قال الخبير البحري ألكساندر موزغوفوي لصحيفة Izvestia، إن البحرية الروسية لطالما أرادت تصميم مصفوفة سونار بحرية مقطورة أقل غرابة. وقال: "ميزة الهوائي المقطور أنه حساس للغاية، خاصة في الوضع السلبي. ونظراً إلى طوله الكبير، يُصبح أقل تأثراً بالتشويش والاهتزازات الناتجة عن محرك طاقة السفينة الناقلة. 

وفي السابق، كانت هناك سفن خاصة، بها نوع من أنظمة الإنذار والتحكم الصوتية المائية المحمولة جواً (AWACS)، ولها هوائيات ضخمة. وكانت مصممة للبحث عن الغواصات النووية وتوجيه القوات الجوية والقوات المضادة للغواصات إليها. ولكن بسبب حجمها الكبير، لم يكن من الممكن استخدام الهوائيات إلا في البحار المفتوحة، والمحيطات على الأخص، حيث تتوافر للغواصات مساحات وأعماق كافية للمناورة. لذا، غالباً ما كانت تعمل السفن المضادة للغواصات في أزواج أو مجموعات؛ سفينة تتبع وترصد بيئة الأعماق، بينما السفن الأخرى تهاجم الأهداف المرصودة".

وبإمكان السفن الحربية الروسية المجهزة بمصفوفات السونار الجديدة المحملة على المركبات البحرية غير المأهولة، رصد الغواصات المتحركة على أعماق 15 إلى 20 كيلومتراً، وسفن السطح على مسافة 30 إلى 100 كيلومتر، والطوربيدات المقبلة على مسافة 15 إلى 30 كيلومتراً، بحسب ما ذكرته صحيفة Izvestia.

وأمريكا تلجأ إلى بناء زورق بدون قائد مزود بأجسام طائرة 

في المقابل، خضعت أجهزة الاستشعار للاختبار بسفينة Sea Hunter التابعة للبحرية الأمريكية (في مشروع ACTUV السابق التابع لوكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية)، وهي سفينة روبوت سطحية بطول 40 متراً مصممة للقيام بدوريات مستقلة في المحيطات بحثاً عن غواصات ديزل ساكنة بدون قيادة بشرية. 

 لكن في حالة سفينة Sea Hunter، كان الأمر أشبه بالتزلج الهوائي، إذ رُبطت طائرة شراعية مجهزة بأجهزة استشعار على مسافة 300 متر فوق السفينة.

المركبات البحرية غير المأهولة
زورق آلي أمريكي من نوع Sea Hunter USV/ويكيبيديا

وقالت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة الأمريكية، إن أول حمولة تم نشرها بواسطة السفينة غير المأهولة ASW كانت مجموعة مستشعرات والتي تحمل أجهزة استشعار استخباراتية ومراقبة واستطلاع تصل إلى ارتفاعات تتراوح بين 150 و1500 قدم.

الهدف من جهود مشروع DARPA البحثية هو إثبات أن مجموعة محمولة جواً يمكن أن توسع نطاق مستشعر ISR إلى ما هو أبعد من موقع السفينة.

كانت البحرية الأمريكية مهتمة بروبوتات السونار منذ عام 2005 على الأقل، وعملت شركتا Boeing وLockheed Martin على تطوير تصميمات لمركبة الأعماق غير المأهولة وكبيرة الحجم (ORCA)، التي تعدُّ بشكل أساسيٍّ غواصة ديزل غير مأهولة.

وفي وقتنا الحالي، ما تزال الغواصات أكثر المركبات العسكرية قدرة على التخفّي بأعماق المحيطات الشاسعة في صمت. لكن في أفق المستقبل، نرى كثيراً من روبوتات السونار تغطي أعماق المحيطات، وهي رخيصة مقارنة بالسفن والطائرات المأهولة، ويُمكن استبدالها بسهولةٍ أيضاً.

تحميل المزيد