كشفت كاثلين ماكفرلاند، المستشارة السابقة في إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن الأخير أراد اغتيال رئيس النظام في سوريا، بشار الأسد، قبل أن يقوم مسؤولون بإقناع ترامب بالعدول عن مخططه.
هجوم السارين في سوريا
جاءت تصريحات ماكفرلاند، التي تولت منصب نائبة مستشار الأمن القومي سابقاً، خلال حديثها في مسلسل وثائقي جديد بعنوان "ترامب في مواجهة العالم"، الذي تنتجه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
أشارت ماكفرلاند إلى أنه لم تمر أسابيع على وصول ترامب للحكم في 2017 حتى أصر على اغتيال الأسد، عقب مشاهدة صور لهجوم بغاز السارين على المدنيين.
كان نظام الأسد قد شنَّ هجوماً بغاز السارين على مدينة خان شيخون في محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، في إبريل/نيسان من العام 2017، ما أثار موجة استنكار عالمية، حيث أسفر الهجوم عن مقتل 83 شخصاً، وفقاً للأمم المتحدة، ورداً على ذلك قصفت أمريكا أهدافاً عسكرية لنظام الأسد.
تحدثت ماكفرلاند- وهي مسؤولة سابقة في وزارة الدفاع- عما قالته حينها لترامب، وقالت: "قلت له: سيدي الرئيس، لا يمكنك فعل ذلك. وتساءل: لماذا؟ فأجبته: لأنَّ هذا بمثابة إعلان حرب".
أضافت ماكفرلاند: "حدَّق ترامب بي عاقداً يديه بجدية بأسلوبه المعتاد. أعرف أن ما أراده هو معاقبة الأسد بطريقة ما، وألا يسمح له بالإفلات بفعلته".
بعد أشهر قليلة من هذه المحادثة مع ترامب، أُقِيلَت ماكفرلاند من منصبها بسبب مخاوف من انحيازها الحزبي، حسبما أفادت صحيفة The New York Times.
كان ترامب قد تحدث في سبتمبر/أيلول 2020 لقناة Fox News الأمريكية، عن أنه ناقش اغتيال الأسد، كرد على الهجوم على المدنيين في خان شيخون، لافتاً إلى أن وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس عارض الخطة.
كذلك كان الصحافي في "واشنطن بوست" بوب وودوارد، قد ذكر في كتابه "الخوف: ترامب في البيت الأبيض"، أن ترامب قال إن "على القوات الأمريكية أن تدخل وتقتل الأسد".
قرارات ترامب الخارجية
يكشف مسلسل BBC الوثائقي، الذي يُعرَض الأسبوع القادم، تفاصيل جديدة من داخل إدارة ترامب عن قرارات السياسة الخارجية للرئيس السابق.
وبحسب صحيفة The Independent البريطانية، يلقي مسؤولون سابقون الضوء على عملية صنع القرار في الإدارة في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
في هذا السياق أفيد بأنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقنع الرئيس ترامب بتهميش الفلسطينيين والتركيز على توحيد الدول العربية المتعاطفة ضد عدو مشترك في إيران.
كذلك قال رون ديرمر، السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، لشبكة BBC: "بذل رئيس الوزراء قصارى جهده لإقناع الرئيس ترامب بأنَّ هناك إمكانية حقيقية لتحقيق طفرة استراتيجية مع الدول العربية".
على الجانب الآخر، يقول القادة الفلسطينيون إنَّ التصدع في العلاقات مع إدارة ترامب له سبب آخر؛ هو: القدس المحتلة.
حسام زملط، رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة، قال لـ BBC، إنَّ إدارة ترامب نكثت وعدها بعدم نقل سفارتها من تل أبيب إلى منطقة القدس المحتلة، وهو ما اعتبره البعض تأييداً رسمياً لمزاعم إسرائيل بشأن المدينة.
يُذكر أن إدارة ترامب ساعدت في تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب والبحرين وإسرائيل، وهو ما قوبل برفض فلسطيني واسع.