في أحدث تصعيد في النزاع الحدودي بين الخرطوم وأديس أبابا، أدانت وزارة الخارجية السودانية، الأحد 14 فبراير/شباط 2021، ما وصفته بـ"اعتداء" قوات إثيوبية على أراضٍ حدودية تابعة للبلاد، مؤكدة أن هذا الأمر يُعدّ انتهاكاً مباشراً وخطيراً لسيادة السودان وسلامة أراضيه.
حيث قالت الوزارة، في بيان، إن "السودان يدين ويستنكر العدوان الذي قامت به إثيوبيا بدخول قواتها إلى أراضٍ تتبع له قانوناً"، مؤكدة أن اعتداء أديس أبابا على تلك الأراضي هو "تصعيد يؤسف له، ولا يمكن قبوله، وإنه من شأنه أن تكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة".
وحمّلت الخارجية السودانية إثيوبيا المسؤولية كاملة عما سيجر إليه عدوانها من تبعات، مطالبة أديس أبابا بالكف فوراً عن "التعدي" على أراضي السودان، وأن تعدل إلى الحوار، وتحرص على إكمال إعادة تخطيط الحدود المتفق عليها ووضع العلامات الدالة عليها.
منطقة "الفشقة" الحدودية
فيما لم يوضح البيان السوداني زمان أو مكان "الاعتداء"، لكن منطقة "الفشقة" الحدودية بين البلدين تشهد منذ أشهر، توترات واشتباكات بين الجيش السوداني وقوات إثيوبية.
يشار إلى أن منطقة الفشقة أرض خصبة يستوطنها مزارعون إثيوبيون، ويقول السودان إنها تقع على الجانب السوداني من الحدود التي تم ترسيمها أوائل القرن العشرين.
يذكر أن تلك التطورات أدت إلى تدخل الجيش السوداني نهاية العام الماضي، بهدف "السيطرة على كامل أراضيه"، وسط اتهامات ينفيها نظيره الإثيوبي بدعم عصابات تهاجم تلك الأراضي، ومفاوضات ترسيم لا تزال "متعثرة".
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الخارجية الإثيوبية أعلنت، في بيان، قبل أيام "استعدادها لقبول وساطة من أجل تسوية النزاع الحدودي، بمجرد إخلاء الخرطوم جيشها من المنطقة التي احتلتها بالقوة".
"وساطة جوبا"
كانت جوبا قد أعلنت، في 14 يناير/كانون الثاني الماضي، استعدادها للتوسط بين السودان وإثيوبيا، لترحب الخرطوم بالمبادرة بعد ذلك بيوم.
لكن الخارجية الإثيوبية قالت إن وساطة طرف ثالث ليست ضرورية فور أن "يخلي الجيش السوداني المنطقة التي احتلها بالقوة".
كما اتهمت إثيوبيا السودان بالعبور إلى داخل أراضيه.
فيما قال السودان شهر يناير/كانون الثاني الماضي إن طائرة إثيوبية عبرت الأجواء، وهو ما نفته إثيوبيا.