كشف تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 13 فبراير/شباط 2021، أن أحد عمال الإغاثة السعوديين المعتقلين في المملكة لم يستطع التواصل مع عائلته إلا بعد 23 شهراً من حبسه، فيما لم تستغرق المكالمة مع أسرته سوى دقيقة واحدة.
كانت السلطات قد ألقت القبض على عبدالرحمن السدحان في 12 مارس/آذار 2018، من مكان عمله في الصليب الأحمر السعودي، وذلك دون مذكرة رسمية أو تُهم موجهة ضده، تقول أريج، أخت المعتقل عبدالرحمن: "كان مذهلاً أن يصل إلينا أخيراً خبر من أخي، إذ عرفنا على الأقل أنه على قيد الحياة".
الكشف عن مصير شاب سعودي معتقل
ورغم أن السلطات السعودية قد أخبرت العائلة باعتقال عبدالرحمن، بعد شهر من توقيفه، فإن عائلة المواطن السعودي فشلت في الوصول إلى معلومات عنه قرابة عامين، حتى وصلت إليهم المكالمة القصيرة معه.
في المقابل، لم يعرفوا منه سوى أنه مسجون بسجن الحاير، وهو سجن سيئ السمعة يخضع لحراسة مشددة، على بُعد 25 كيلومتراً جنوب الرياض، به عددٌ من المعتقلين السياسيين، حسبما قالت أخته التي تعيش بالولايات المتحدة الأمريكية.
أريج قالت: "سمعنا خلال المكالمة صوتاً يقول له إن الدقيقة انتهت، وقُطع الاتصال على الفور، وعمّ الصمت. ومن الطريقة التي جرت بها المكالمة، شعرت بأنه في ظروف قاسية".
في السياق ذاته لم توجَّه اتهامات إلى عبدالرحمن، لكن في المقابل يُعتقد أن اعتقاله ذو صلة بحساب مجهول كان يديره على تويتر، حيث كان يعلّق من خلاله على قضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
كشف أسماء وهمية في تويتر بالسعودية
من ناحية أخرى ينتشر استخدام حسابات التواصل الاجتماعي من دون اسم في المملكة؛ وذلك خوفاً من تتبُّع السلطات لهم، ففي عام 2015، وُجِّهت إلى عليّ الزبارة وأحمد أبو عمو، الموظفين السابقين لدى شركة تويتر، اتهامات بالوصول إلى معلومات أكثر من 6000 مستخدم وتسليمها إلى مسؤول سعودي على صلة وثيقة بالعائلة المالكة.
من جانبها ذكرت وكالة Bloomberg الأمريكية، في أغسطس/آب 2020، أن اختفاء عبدالرحمن كان نتيجة مباشرة للتجسس المزعوم من جانبي المتَّهَمين.
من ناحية أخرى حاول نشطاء حقوقيون تعريف الناس بقضية عبدالرحمن، فلجأت كل من منظمة "منا لحقوق الإنسان" و"القسط لدعم حقوق الإنسان" إلى نشر هاشتاغ #أين_عبدالرحمن_السدحان بالعربية والإنجليزية.
إيناس عصمان، مؤسِّسة ومديرة مجموعة منا لحقوق الإنسان، قالت لموقع Middle East Eye: "في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، كتب فريق الأمم المتحدة العامل المعنيّ بحالات الاختفاء القسري رسالة إلى السلطات السعودية يطلب فيها معلومات عن مصير عبدالرحمن ومكان وجوده، لكن السلطات لم تستجب قَط".
روايات للانتهاكات في المملكة
من جهة أخرى فإن روايات تعرُّض المعتقلين للانتهاكات في السجون السعودية تثير كثيراً من المخاوف لدى عائلة عبدالرحمن السدحان، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال وليد الهذلول إنه حينما تحدثت شقيقته لجين سابقاً مع عائلتها من السجن، وُضع صاعق كهربائي في أذنها، إذ هُددت بالتعذيب إذا تحدّثت عن تعرضها لتعذيب أو سوء معاملة.
أريج تعلّق على حديث عائلة لجين الهذلول بالقول: "تعليقات وليد جعلتني أفكر، هل يتعرض أخي للأمر نفسه؟ هل وضعوا صاعقاً إلى جانب أذنه كي لا يتحدث بحرية؟ لا يسعني إلا أن أتصوّر التوتر والخوف الذي يعيشه. فحينما يتمكن شخص ما من الحديث عبر الهاتف، هذا لا يعني أنه بخير!".
في المقابل نقلت أريج عما قالت إنه مصدر مجهول، أن شقيقها أضرب عن الطعام مرتين على الأقل، وتعرض للتعذيب وسوء المعاملة، واحتُجز في الحبس الانفرادي، مضيفة: "تجب محاكمة أولئك الذين أخفوا أخي وعذَّبوه. وهم لم يعذبوه وحده، بل عذبوا عائلتي أيضاً. لقد تعرضنا للتعذيب النفسي لمدة ثلاث سنوات. إنه كابوس لا نهاية له"، على حد وصفها.