قالت السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، إنّها ترى أن دونالد ترامب لم يعد قادراً على الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024، مضيفة في مقابلة نُشرت الجمعة 12 فبراير/شباط 2021، أنّ الجمهوريين أخطأوا في دعم حملته لإبطال نتائج الاقتراع الرئاسي الأخير.
وقالت نيكي هايلي، التي كانت حتى فترة قريبة من أشد المؤيدين للرئيس السابق، لمجلة بوليتيكو الأمريكية: "نحتاج إلى الاعتراف بأنه خذلنا (ترامب)، لقد سار في طريق لم يكن عليه أن يسلكه، ونحن كان يجب علينا ألّا تبعه، ولم يكن علينا أن نصغي إليه"، مضيفة: "لا يمكننا أن ندع هذا يحدث مرة أخرى".
وأضافت هايلي، التي شغلت منصب سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة بين 2017 و2018: ترامب "لن يترشح لمنصب فيدرالي مرة أخرى"، قائلة "لا أعتقد أنه يستطيع، لقد انحدر كثيراً".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت تحدثت إلى ترامب، منذ اقتحام الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني، أجابت هايلي: "إذا قلت إنني غاضبة فهذا استخفاف بما أشعر به، مايك (بينس، نائب ترامب) كان صديقاً ومخلصاً له، أشعر بخيبة أمل كبيرة، وأشعر بالاشمئزاز منه (ترامب)".
كما رأت هايلي أن "الحزب الجمهوري لن يعود إلى ما كان عليه قبل دونالد ترامب، ولا أعتقد أن ذلك يجب أن يحصل، ما يتعين علينا القيام به هو أخذ الخير الذي بناه وترك الأشياء السيئة التي قام بها، والعودة إلى مكانة يمكننا أن يكون الحزب فيها جيداً وفعالاً".
انتقادات للحزب الجمهوري
كما انتقدت هايلي الحزب الجمهوري لدعمه حملة ترامب لإبطال نتائج الانتخابات، التي أدت إلى اعتداء أنصاره المروع، في 6 يناير/كانون الثاني، على مبنى الكونغرس في واشنطن.
واعتبرت هايلي أن جلسة محاكمة ترامب هي "مضيعة للوقت"، مضيفة: "مع مرور الوقت ترامب سيجد نفسه معزولاً أكثر وأكثر. أعتقد أن عمله يعاني في هذه المرحلة، وأنه فقد أي نوع من الجدوى السياسية التي كان سيحصل عليها، وفقد وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، أعتقد أنه فقد الأشياء التي كان من الممكن أن تجعله يتحرك".
وكشفت هايلي لبوليتيكو أنّها تفكّر في الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024، موضحة أنّها لم تتحدث إلى ترامب منذ 6 يناير/كانون الثاني.
ورأت أنّ مؤيدي الرئيس السابق الذين صدّقوا مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات، والذين يلقون باللائمة على اليسار في اعتداء الكابيتول، بحاجة إلى إعادة تأهيل.
وتأتي هذه التصريحات بينما دخلت محاكمة ترامب في مجلس الشيوخ يومها الرابع، وسط استعداد محاميه لدحض الأدلة التي قدّمها فريق الادعاء الديمقراطي، حول أنّ اعتداء 6 يناير/كانون الثاني، مثّل تتويجاً لحملة تعمّدها الرئيس السابق لإثارة العنف.
وفي ظل تأثير ترامب الكبير داخل الحزب الجمهوري، يُتوقع ألّا يدينه معظم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بيد أنّ ثمة اهتماماً واسع النطاق لمعرفة عدد الأعضاء الذين سيقبلون الأدلة ويصوّتون إلى جانب الديمقراطيين لإدانة الرئيس السابق.
استقالتها من منصبها
في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قال دبلوماسيون إن السفيرة نيكي هايلي، مندوب واشنطن في الأمم المتحدة، تقدمت باستقالتها من منصبها الأممي إلى الرئيس دونالد ترمب.
وذكرت المصادر أن مندوب واشنطن في الأمم المتحدة طلبت من الرئيس الأمريكي قبل 6 شهور الموافقة على استقالتها من منصبها. وأوضحت أن ترمب وافق على استقالتها، اعتباراً من نهاية العام الماضي، فيما قال الدبلوماسيون إنهم "يشعرون بالمفاجأة من إعلان استقالة السفيرة الأمريكية، ولا يعرفون سبباً لتلك الخطوة".
وأشاد الرئيس دونالد ترامب حينها بهايلي خلال حديثه للصحفيين في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، قائلاً إنها قامت بعمل رائع، وإنه يأمل أن تعود إلى الإدارة في منصب آخر.
تاريخ سياسي
يشار إلى أن نيكي هايلي عضو بارز في الحزب الجمهوري، وعملت محاسبة، واختيرت حاكمة لولاية كارولاينا الجنوبية مرتين متتاليتين، قبل أن يرشحها الرئيس دونالد ترامب لشغل منصب سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة.
ونيكي هايلي هي ابنةٌ لأبوين مهاجرين هنديين، وهي أول أمريكية من أصول هندية تتولى حكم ولايةٍ من ولايات أمريكا، هاجر والداها إلى كندا بعد أن تلقَّى الوالد منحةً دراسيةً من جامعة كولومبيا البريطانية.
وبعد أن حصل على الدكتوراه عام 1969 انتقل مع عائلته إلى ولاية كارولينا الجنوبية، ليصبح أستاذاً في كلية فورهيس، كما حصلت والدتها على الماجستير في التعليم والتدريس.
وحظيت نيكي هايلي باهتمام إعلامي في أعقاب مذبحة كنيسة للسود في تشارلستون عام 2015. وكانت من أشد المنتقدين لسلوك ترامب خلال حملته الانتخابية.
لكن بعدما عيَّنها الرئيس السابق دونالد ترامب سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة تحسَّنت العلاقة بينهما، وعلَّقت هايلي على تعيينها قائلة إنها قبلت عرض ترمب لأنها شعرت بالرضا عن الوضع الاقتصادي لولاية كارولينا الجنوبية، وأن الانتخابات الأخيرة في البلاد أحدثت "تغييرات مثيرة في أمريكا".