أثار تسجيل مُصوَّر نشره "تنظيم القاعدة باليمن وجزيرة العرب"، لزعيمه خالد باطرفي، تحدّث فيه عن اقتحام الكونغرس الشهر الماضي، الشكَّ في تقرير أممي نُشر قبل أيام، ويفيد باعتقاله منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
موقع "سايت" الأمريكي، المتخصّص في مراقبة مواقع الجماعات المتطرّفة، وشهادات مسؤولين قبليين يمنيين شككوا في تقرير الأمم المتحدة شكلاً وموضوعاً، مشيرين إلى أن من اعتُقل هو مسؤول آخر، وذلك وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، الخميس 11 فبراير/شباط 2021.
وقال زعيم تنظيم القاعدة باليمن وجزيرة العرب" خالد باطرفي، خلال التسجيل الذي نُشر الأربعاء تحت عنوان "أمريكا والأخذ الأليم" ومدّته 20 دقيقة و22 ثانية: "ما حادثة الكونغرس إلا غيض من فيض مما سيأتي عليهم بإذن الله"، في إشارة إلى الهجوم الذي استهدف الكونغرس، في السادس من يناير/كانون الثاني.
تشكيك في اعتقال القيادي بالقاعدة
من جانبه، اعتبر "سايت" أنّ التسجيل يشكّك في تقرير الأمم المتحدة، الذي أفاد باعتقال باطرفي، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في اليمن.
كما شكّك مسؤولان قبليان يمنيان في التقرير الأممي، الذي أفاد باعتقال زعيم تنظيم القاعدة باليمن وجزيرة العرب"، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
المسؤولان المحليان في محافظة البيضاء وسط اليمن، حيث ينشط التنظيم، قالا إنّ هناك احتمالاً كبيراً بأنّ باطرفي لم يُعتقل، وإنّ من أُوقف هو قيادي آخر في الجماعة. وقال أحدهما "على الأرجح لم يُعتقل، بل من أُوقف هو مسؤول آخر".
تقرير الأمم المتحدة
في 4 فبراير/شباط، أعدّ فريق مراقبة تابع للأمم المتحدة تقريراً أرسِل لمجلس الأمن، أشار إلى أنّ باطرفي، المعروف باسم أبو مقداد الكندي، والذي تولّى قيادة التنظيم قبل عام، اعتُقل خلال عمليّة، في أكتوبر/تشرين الأوّل، أدّت أيضاً إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي.
ولم يكشف تقرير الأمم المتحدة عن مكان احتجاز باطرفي. وباطرفي الذي يعتقد أنّه في الأربعينيات من العمر تولّى قيادة التنظيم، في فبراير/شباط 2020، بعد مقتل زعيمه السابق قاسم الريمي في ضربة جوية أمريكية في اليمن.
التقرير أفاد أن باطرفي اعتُقل خلال "عمليّة في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، في أكتوبر/تشرين الأوّل"، أدت أيضاً إلى مقتل نائبه سعد عاطف العولقي.
كما أن المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الجهادية "سايت" قد أشار، في أكتوبر/تشرين الأول، إلى "تقارير غير مؤكدة" عن اعتقال باطرفي على أيدي قوات الأمن اليمنية قبل أن يتم تسليمه إلى السعودية.
وتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" نشأ عام 2009، وتعتبره الولايات المتحدة أخطر فروع تنظيم القاعدة في العالم.
واستغلّ التنظيم الحرب الدائرة في اليمن منذ عام 2014 بين الحوثيين والسلطة، لتعزيز نفوذه في جنوب البلاد وجنوب شرقها، إلا أن هجماته تراجعت بشكل كبير في الفترة الماضية، بعد ضربات جوية أمريكية مكثفة وعمليات على الأرض.
وقد تبنّى هذا التنظيم هجمات في الولايات المتحدة وأوروبا، ولاسيّما الاعتداء الذي استهدف مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة، في باريس، عام 2015، وأوقع 12 قتيلاً، بالإضافة إلى إطلاق نار أوقع ثلاثة قتلى عام 2019، في قاعدة عسكرية أمريكية في فلوريدا.
وقال تقرير الأمم المتحدة إنّه "إلى جانب الخسائر التي سُجّلت في قيادته، يواجه فرع تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب تفكّكاً في صفوفه، بفعل انشقاقات قادها بشكل أساسي أحد المساعدين السابقين لباطرفي".
لكنّ التقرير حذّر من "التهديد المستمر" الذي لا يزال يشكّله هذا التنظيم.
وخلَّف النزاع اليمني عشرات آلاف القتلى، ودفع نحو 80% من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.