قالت صحيفة Politico الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 9 فبراير/شباط 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن بات يستطيع الاطلاع على المكالمات السرية الـ12 والاجتماعات غير الرسمية التي تمَّت بين الرئيس السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
اطلاع بايدن على مضمون الاتصالات والاجتماعات التي تمت على مدار السنوات الـ4 الماضية ربما يكشف الألغاز ويوضح ما إذا كان ترامب قد كشف معلوماتٍ حسَّاسة أو أبرم أيَّ صفقاتٍ مع زعيم الكرملين قد تُفاجئ إدارة بايدن الجديدة.
بايدن يستطيع معرفة مضمون مكالمات ترامب وبوتين
مسؤولٌ سابق بالبيت الأبيض كان يعمل في ظلِّ إدارة ترامب، قال مشيراً إلى فريق بايدن للأمن القومي، إنهم لا يحتاجون موافقة إدارة ترامب لمعرفة مضمون سجلات المكالمات بين ترامب وبوتين، وأضاف: "لدى بايدن جميع أكواد الاتصالات، ولا يوجد سوى رئيسٍ واحد في كلِّ مرة".
من جانبها لم تعلِّق إدارة بايدن على ما إذا كانت قد اطَّلعت على محتوى المكالمات. لكن حتى الآن، لم يسجِّل مجلس الأمن القومي أيَّ شكاوى، بالوضع في الاعتبار قدرته على الوصول إلى سجلات المكالمات من الإدارة السابقة.
مسؤولٌ سابق بالأمن القومي مُقرَّبٌ من الرئيس الجديد جو بايدن، قال في تصريحات صحفية، إن من أولويات الأمن القومي معرفة ما قاله ترامب لبوتين على مدار السنوات الأربع التي قضاها في منصبه.
وأشار إلى أن التفاصيل التي قيلت في اجتماعات لم يكن فيها مترجم، أو مُدوِّن ملاحظات، قد لا تكون معروفةً تماماً.
ترامب يحرس محادثاته الخاصة مع الأجانب
في المقابل حرص ترامب على حماية محادثاته الخاصة مع القادة الأجانب في أثناء وجوده بمنصبه، ووصل إلى حدِّ إخفاء بعضها في نظام الكلمات المُشفَّرة السرية للغاية التابع لمجلس الأمن القومي؛ للحدِّ من وصول الموظَّفين وحتى أعضاء مجلس الوزراء ومن أجل منع التسريبات.
غالباً ما تأتي قراءات مكالمات ترامب مع بوتين من الكرملين أولاً، أو من خلال ما كان ترامب يقوله بصورةٍ موجزة على منصة تويتر. لكن حين لم تكن المكالمات تُسجَّل، كان المساعدون لا يزالون على الخط ويدوِّنون ملاحظاتٍ حول ما قيل.
أيضاً، ذهب ترامب إلى أبعد الحدود للحفاظ على سرية محادثاته الشخصية مع الزعيم الروسي، من مصادرة ملاحظات المترجم إلى التخلي عن المترجمين والمدقِّقين الأمريكيين تماماً في اجتماعاتهما.
محادثات بوتين وترامب يجب أن لا يعرفها بايدن!
إذ امتدت هذه الرغبة في السرية حتى بعد فترة وجوده بالمنصب، حيث جادَلَ مسؤولٌ سابق بإدارة ترامب، في الأيام القليلة الماضية، بأن سجلات محادثات ترامب مع بوتين لا ينبغي أن تكون متاحةً لخليفته.
في حين قال مسؤولٌ ثانٍ بالبيت الأبيض في عهد ترامب: "هناك أشياء معينة يجب أن يكون الرئيس وموظَّفوه المباشرون قادرين على منحها امتيازاً لأداء عمل الحكومة".
مسؤولٌ سابق في البيت الأبيض أشار إلى أن مذكرات المحادثات، ومن ضمنها مكالمات ترامب مع بوتين، تعتبر سجلاتٍ رئاسية، ولم تُشطَب قبل مغادرة الرئيس الخامس والأربعين منصبه، حيث نُقِلَت إلى إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية في نهاية ولاية ترامب، كما هو معتاد مع نهاية ولاية كل رئيس، ويمكن الوصول اليها بسهولة.