في تقرير لها نشرته يوم الثلاثاء 9 فبراير/شباط، قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن عائلات مسلمة في سريلانكا تقدموا بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد سياسة حرق الجثث التي تتبعها حكومة بلادهم لمن تأكدت وفاتهم بكوفيد.
العائلات قالت في الشكوى إن حرق جثث المسلمين ممن توفوا جراء الإصابة بفيروس كورونا، انتهاك للحقوق الدينية لهم وتسبب في "بؤس لا يوصف".
تقديم شكوى ضد حكومة سريلانكا
في المقابل سوف يتولى المجلس الإسلامي البريطاني مسؤولية تقديم الشكوى ورفع قضية نيابة عن العائلات المسلمة، وذلك بدعم من مكتب المحاماة البريطاني Bindmans.
جدير بالذكر أن الحكومة السريلانكية تحرق مئات الجثث من موتى المسلمين رغم وجود تقارير طبية تقول إن الفيروس لا ينتقل من جثث الموتى للأحياء.
من ناحية أخرى تُقِّر المجموعة المكونة من ثمانية شاكين أنه من الضروري اتخاذ إجراءات صعبة من أجل مكافحة الفيروس، لكنهم يقولون إن الحكومة تفرض حرق الجثث دون أي اعتبار لرغبات العائلات أو معتقداتهم الدينية.
مناشدات أممية للحكومة السريلانكية
في المقابل كتب مقررون في الأمم المتحدة مرتين إلى الحكومة السريلانكية- في إبريل/نيسان 2020 ويناير/كانون الثاني 2021 مطالبين باحترام رغبات من يريدون دفن موتاهم، وإدراك أن تجاهل مشاعر المسلمين قد يدفعهم إلى الامتناع عن تقديم الجثث لهم خشية حرقها.
التقارير الصحفية قالت إنه تم حرق ما يصل إلى 200 جثة من جثث المسلمين في سريلانكا. وفي يناير/كانون الثاني 2021، وافقت لجنة خبراء سريلانكية على السماح بدفن جثث مصابي كوفيد، لكن الحكومة لم تتخذ أي إجراء.
مقدمو الشكوى، وجميعهم تربطهم صلة قرابة بجثث تعرضت للحرق، قالوا إن هذه الإجراءات تمت دون موافقتهم أو رضاهم.
حرق جثث لموتى من المسلمين
في الشكوى المشتركة المقدمة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره جنيف، زعمت العائلات أن جميع عمليات حرق الجثث تمت بطريقة قسرية وتعسفية، وهو ما حرم أفراد العائلات من أي فرصة لإكبار معتقداتهم الدينية والثقافية. ولم يؤدِّ ذلك إلا إلى تفاقم الحزن الرهيب
كذلك قالوا: "إن الدفن، والشعائر الدينية المرتبطة به، من المبادئ الأساسية في العقيدة الإسلامية، التي يدين بها أقلية مضطهدة في سريلانكا".
من ناحية أخرى تشير الدعوى إلى أنه في الأول من يناير/كانون الثاني عام 2021، أصدرت الجمعية الطبية السريلانكية (SLMA) بياناً يؤكد أنه يمكن دفن ضحايا كوفيد-19 لأنه من المستبعد أن يظل الفيروس معدياً داخل جثة ولا يوجد دليل علمي على أن الدفن يشكل خطراً.
فيما يشار إلى أن سريلانكا من الدول الموقعة على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، لذلك من المحتمل أن تنفذ توصيات الأمم المتحدة.