قالت الولايات المتحدة، الجمعة 5 فبراير/شباط 2021، إنها تعتزم إلغاء تصنيف جماعة "الحوثي" اليمنية، على أنها منظمة إرهابية، لتلغي بذلك أحد أكثر القرارات التي تعرضت لانتقاد، واتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبيل تسليمها السلطة لإدارة الرئيس جو بايدن، فيما قالت الأمم المتحدة إنها ترحب بقرار إدارة بايدن.
رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب
وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أمريكي -لم تسمه- قوله إنه "بعد مراجعة شاملة بوسعنا أن نؤكد أن وزير الخارجية يعتزم إلغاء تصنيفي أنصار الله (الحوثيون)، على أنها منظمة إرهابية أجنبية، وعلى أنها منظمة إرهابية عالمية".
المسؤول أضاف أن قرار الولايات المتحدة "يرجع بالكامل إلى العواقب الإنسانية لهذا التصنيف الذي اتخذته الإدارة السابقة في اللحظة الأخيرة، والذي أوضحت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية منذ ذلك الحين أنه سيعجل بأسوأ أزمة إنسانية في العالم".
كذلك أشار المسؤول الأمريكي إلى أن هذا الإجراء "لا علاقة له" برأي الولايات المتحدة في الحوثيين، و"سلوكهم المشين"، وكرر التزام واشنطن بمساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد المزيد من مثل هذه الهجمات.
في السياق ذاته، بدأ وزير الخارجيّة الأميركي، أنتوني بلينكن، رسمياً أمس الجمعة إجراءات شطب "الحوثيّين" من لائحة الإرهاب، وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية "أبلغنا الكونغرس رسميا بنيّة وزير الخارجية إلغاء هذه التصنيفات"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبها، علّقت الأمم المتحدة على قرار واشنطن، وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم المنظمة الدولية، إن الأمم المتحدة رحبت بخطة أمريكا لإلغاء تصنيف جماعة "الحوثي" على أنها منظمة إرهابية، "لأنها ستوفر إغاثة ضخمة لملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لتلبية احتياجاتهم الأساسية من أجل البقاء".
يُذكر أن الأمم المتحدة تصف ما يجري في اليمن بأنه أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يواجه 80% من سكانه عوزاً.
كان وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو قد أدرج جماعة "الحوثي" في القائمة السوداء، في 19 يناير/كانون الثاني 2021، أي قبل يوم واحد من تولي بايدن منصبه، رغم تحذيرات الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة بأن القرار سيُدخل الملايين في اليمن في مجاعة واسعة النطاق.
استثنت إدارة ترامب جماعات الإغاثة والأمم المتحدة والصليب الأحمر وتصدير السلع الزراعية والأدوية والأجهزة الطبية من تصنيفها، لكن مسؤولي الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة قالوا إن "هذه الاستثناءات غير كافية، ودعوا إلى إلغاء هذا القرار".
دعوة لإيقاف الحرب
يأتي الموقف الجديد لإدارة بايدن حول رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب، بعدما دعا الرئيس الأمريكي بايدن إلى وقف الحرب باليمن، وإعلانه إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات العسكرية التي تقودها الرياض ضدّ الحوثيين فيه.
كذلك أعلن بايدن يوم الخميس عن وضع حد لـ"الدعم" ولـ"مبيعات الأسلحة" الأمريكية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
بايدن قال في خطاب في مقر وزارة الخارجية، هو الأول له حول السياسات الدولية لإدارته: "نعزز جهودنا الدبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب أنشأت كارثة إنسانية واستراتيجية".
كما شدد الرئيس الأمريكي على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وأضاف "تأكيداً على تصميمنا، فإننا ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة".
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد تعهد بإنهاء دعم واشنطن للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في اليمن.
الحوثيون رحبوا من جانبهم بقرار إدارة الرئيس الأمريكي، معتبرين أنه قد يكون خطوة نحو إنهاء النزاع المستمر منذ سنوات.