انطلقت منذ حوالي 3 أيام بجنيف برعاية الأمم المتحدة، فعاليات التصويت على عضويتي المجلس الرئاسي ورئاسة الوزراء في ليبيا، وسط ترقبٍ وتخوف من المواطن الليبي الذي فقد الأمل ولا يتوقع الكثير من المرشحين لعضوية المجلس والحكومة، خصوصاً أن أغلب المترشحين لهم تجارب سياسية ومناصب سابقة؛ يصفها الشارع الليبي بـ"الفاشلة". الجميع كان يترقب ما سيسفر عنه الحوار الليبي.
آلية التصويت على المجلس الرئاسي وحظوظ المترشحين
يتم الترشح من قبل الراغبين في الرئاسة والإنابة بالمجلس الرئاسي من شرق وغرب وجنوب البلاد، ويتم التصويت لكل مرشحٍ من قبل أعضاء المجمع الانتخابي المرشح عنه، وفي اليوم الأول تحصل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح في المجمع الانتخابي عن إقليم برقة على 9 أصوات، فيما تحصل خالد المشري في المجمع الانتخابي عن إقليم طرابلس على 8 أصوات، وتحصل عبد المجيد سيف النصر في المجمع الانتخابي عن إقليم فزان على 6 أصوات.
وبما أن كل المرشحين عن المجمعات الانتخابية الثلاثة لم يحصلوا على نسبة 70% المطلوبة بالتالي فلن يتم الانتقال للمرحلة الثانية، فقد تم الانتقال إلى الاختيار على أساس القوائم والتي سيتم الإعلان عليها لاحقاً من قبل الأمم المتحدة، وفي حال لم تحصل أي قائمة على 60%، تعتمد القائمتان الأعلى أصواتاً في جولة ثانية وتفوز منها القائمة التي تحصلُ 50 بزيادة واحدٍ من الأصوات.
ويبدو أن اللجوء إلى الانتخاب عن طريق القوائم هو الحل الأمثل في ظل المنافسة الشديدة بين المترشحين وقلة عدد أعضاء المجمعات الانتخابية.
آلية التصويت على رئاسة الوزراء
بعد أن عرض كل مترشح لرئاسة الحكومة برنامجه الحكومي خلال الفترة الانتقالية حتى موعد الانتخابات المقبلة شهر ديسمبر/كانون الأول القائم، تغير الوضع بعد أن تغير نظام الترشح من الأفراد والمجمعات الانتخابية إلى نظام القوائم والتي تتضمن في داخلها رئيساً للمجلس الرئاسي ونائباً أول وثانياً. إضافة إلى رئيس الوزراء، بصرف النظر عن كون المرشحين في القائمة من مجمعٍ أو إقليمٍ واحد، أو من مجمعاتٍ انتخابيةٍ أخرى.
الشارع الليبي بين تفاؤلٍ وتشاؤم
مر الشعب الليبي بالكثير من الأحداث الجسام في سنواته الأخيرة، تجعله مرتبكاً ومذبذباً بين الكثير من الآراء والاختيارات. إلا أن كل مواطن يرجو الخير لهذه البلاد ويتمنى حياة مليئة بالاستقرار والأمل في مستقبل أكثر أماناً وهدوءاً.
يختلف الشارع الليبي شرقاً وغرباً بين متفائلٍ ومتشائم، فمنهم من يرى أن المرشحين لعضوية المجلس الرئاسي ورئاسة الحكومة ضعفاء وغير أكفاء، خصوصاً بعد التجارب السابقة للمرشحين سواء في الحكومات المتعاقبة أو المؤتمر الوطني السابق والبرلمان ومجلس الدولة الحالي، فيما يرى أشد المتفائلين أن هناك أفرداً معينين هم القادرون على قيادة دفةِ البلاد في المرحلة المقبلة؛ وإذا لم يفز هؤلاء المرشحون فإنهم يرون أن البلاد تسير إلى طريقٍ مسدود.
وبين متفائلٍ ومتشائم ومرشحٍ وآخر يأمل المواطن الليبي وضع حدٍّ للخلاف السياسي والعسكري، حتى تستقر البلاد واقتصادها وتعود إلى سابق عهدها، الذي أصبحَ صعباً في ظل طول أمد هذه الأزمة.
مقالات الرأي المنشورة في “عربي بوست” لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.