أعلن جيسون ميلر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الخميس 4 فبراير/ شباط 2021، أن الأخير لن يدلي بشهادته في إطار محاكمته التي ستنطلق الأسبوع المقبل في مجلس الشيوخ، وذلك بعد أن طالبه فريق الادعاء الديمقراطي بأداء شهادته "تحت القسم".
وقال ميلر في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية إن الرئيس لن يدلي بشهادة في محاكمة وصفها بـ"غير الدستورية".
من جانبه، كشف موقع "Business Insider" الأمريكي عن مصادر مطلعة أن ترامب يخطط للقيام بحملات انتقامية ضد أي سناتور جمهوري سيصوت لصالح إدانته في المحاكمة الموجهة ضده بتهمة التحريض على العنف في أحداث اقتحام مبنى الكونغرس.
اقرأ أيضاً
دعوة للشهادة "تحت القسم"
يأتي تصريح المستشار تعقيباً على استدعاء فريق الادعاء الديمقراطي، ترامب، للإدلاء بشهادته "تحت القسم" في محاكمة عزله، على خلفية الاعتداء الذي شنه حشد من أنصاره على مبنى الكونغرس، يوم 6 يناير/كانون الثاني الماضي.
حيث قال رئيس فريق الادعاء جيمي راسكين في رسالة إلى ترامب تأتي قبل بدء محاكمة ترامب في 9 فبراير/شباط الجاري: "أكتب إليك لأدعوك للإدلاء بشهادة تحت القسم، إما قبل أو أثناء محاكمة العزل في مجلس الشيوخ، بشأن سلوكك في 6 يناير/كانون الثاني 2021".
وأضاف: "نقترح أن تدلي بشهادتك التي ستتضمن بالطبع استجواباً، بين الإثنين 8 والخميس 11 فبراير/شباط"، حيث "سنكون مسرورين بتنظيم الأمر في زمان ومكان يناسبان الجميع".
فيما رد محاميا ترامب على الرسالة بمثلها، معتبرين أنّ الطلب من موكّلهما الإدلاء بشهادته يندرج في إطار "حيلة علاقات عامة".
وأضاف المحاميان بروس كاستور وديفيد شوين في ردهما على رسالة فريق الادعاء الديمقراطي أن "رسالتكم تؤكد فحسب ما هو معروف للجميع: لا يمكنكم إثبات مزاعمكم" ضد الرئيس السابق.
يشار إلى أن ترامب أول رئيس أمريكي يواجه العزل مرتين في تاريخ البلاد، بعد أن صوَّت مجلس النواب في 13 يناير/كانون الثاني لصالح الموافقة على عزله، بعد سابقة خطيرة عاشتها الحياة السياسية الأمريكية، حينما شهدت واشنطن، في 6 يناير/كانون الثاني، مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس، أسفرت عن مقتل 5 أشخاص بينهم ضابط شرطة، واعتقال 52 آخرين.
اقرأ أيضاً
هل يمكن معاقبة ترامب بعد انتهاء رئاسته؟
لا توجد سابقة في تاريخ الولايات المتحدة لعزل رئيس بعد انتهاء رئاسته بالفعل، لكن بما أن بدء إجراءات محاكمة ترامب في الكونغرس بهدف العزل يمثل عقوبة في حد ذاتها، كما يشير خبير القانون مايكل بولسين في تقرير لموقع ياهو نيوز: "لا يوجد في الدستور الأمريكي نص يقيد العزل على وجود المسؤول الفيدرالي في منصبه".
إذاً من الناحية النظرية لا يوجد ما يمنع المضيّ قدماً في إجراءات العزل بحق ترامب بعد أن تنتهي رئاسته، ومن ثم من الممكن أن تصل محاكمة ترامب إلى مجلس الشيوخ بالفعل بعد أن تنتهي رئاسته، لكن إدانته تتطلب موافقة أغلبية الثلثين في المجلس، وحالياً المجلس منقسم تماماً بين الديمقراطيين 50 عضواً ومثلهم 50 عضواً للجمهوريين، وهو ما يعني أن الموافقة على إدانة ترامب قد لا تتم، إلا إذا قرر 17 عضواً جمهورياً التصويت مع الإدانة عندما يحين وقت التصويت.
وفي حال إدانة ترامب، يعقد مجلس الشيوخ تصويتاً لمنعه من تولي أي منصب رسمي مرة أخرى، وهو ما يعني أيضاً أنه سيفقد المزايا الممنوحة له كرئيس سابق بموجب قانون الرؤساء السابقين لعام 1958 والتي تشمل معاشاً وتأميناً صحياً وفريق حراسة من أموال دافعي الضرائب، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.