أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس 4 فبراير/شباط 2021، أن واشنطن ستواصل دعم السعودية ومساعدتها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها، وذلك عقب إعلانه قرار إيقاف أي دعم ممكن لما وصفها بـ"الأعمال العدائية في اليمن، وضمن ذلك صفقات بيع السلاح المتعلقة بها"، مشدداً على أنه قد آن الأوان لوضع حد للحرب في اليمن.
تصريحات ساكن البيت الأبيض الجديد تأتي عقب إعلانه أيضاً تعيين تيم ليندركينغ مبعوثاً أمريكياً خاصاً إلى اليمن، وذلك من أجل "الدفع باتجاه حل دبلوماسي في اليمن"، الذي يشهد حرباً طاحنة منذ سنوات، أدت إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
ووصف بايدن الرياض بكونها حليفة هامة لواشنطن، مشددا على استمرار تمتين علاقاتها معها.
وتابع: "السعودية حليف لنا وتواجه تهديدات وسنواصل دعمها لحماية أراضيها من هجمات مجموعات تدعمها إيران".
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الخميس، أن السعودية رحبت بما ورد في خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة في التعاون مع المملكة في الدفاع عن سيادتها والتصدي للتهديدات التي تواجهها.
كما نقلت الوكالة عن بيان القول إن المملكة "تؤكد على موقفها الثابت في دعم التوصل لحل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وترحب بتأكيد الولايات المتحدة على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية، لحل الأزمة اليمنية، بما في ذلك جهود المبعوث الأممي مارتن جريفيث".
في وقت سابق من الخميس، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، إن الرئيس جو بايدن يعتزم إعلان انتهاء الدعم الأمريكي لـ"العمليات" العسكرية الميدانية في اليمن، حسب ما ذكرته وكالة فرانس برس.
المسؤول الأمني الأمريكي صرح أمام الصحفيين في البيت الأبيض، قبيل الخطاب الأول للرئيس الأمريكي حول السياسة الخارجية، قائلاً: "اليوم، سيُعلَن انتهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن".
دور واشنطن في حرب اليمن
منذ بداية الحرب في اليمن بين الحوثيين والحكومة اليمنية المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية عام 2015، ظل التدخل الأمريكي فيها محدود التأثير نسبياً، وحاولت واشنطن أن تكون قريبة من الأطراف كافة، وفق مراقبين.
إلا أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، اعتمدت في نهاية ولايتها، قراراً يقضي بتصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على عدد من قادتها، وهو القرار الذي أعلنت إدارة بايدن، في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، أنها بصدد مراجعته.
وقدَّمت الولايات المتحدة الأسلحة ودعماً استخباراتياً ولوجيستياً إلى التحالف العربي، فيما تقول الأمم المتحدة، إن الحرب باليمن أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.
ترحيب من الحوثيين
من جانبهم رحب الحوثيون في صنعاء، مساء الخميس، بقرار إدارة الرئيس الأمريكي، معتبرين أنه قد يكون خطوة نحو إنهاء النزاع.
وقال المسؤول في صفوف الحوثيين حميد عاصم: "نتمنى أن يكون مقدمة لاتخاذ قرار وقف الحرب على اليمن، وأن يكون مقدمة لاتخاذ موقف قوي في مجلس الأمن لصالح وقف العدوان"، مضيفاً: "نحن نتفاءل بذلك".
من جهته قال وزير الخارجية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دولياً)، هشام شرف، في تصريحات متلفزة نقلتها قناة "الميادين" الفضائية المقربة من إيران: "نرحب بأي جهود أمريكية لوقف الحرب العدوانية العبثية ورفع الحصار عن اليمن".
كما نقلت القناة عن مصدر في حكومة الحوثيين (لم تسمه)، أن "هناك تواصلاً قائماً منذ أسبوع، بين صنعاء والإدارة الأمريكية الجديدة"، دون تفاصيل أخرى.
جدير ذكره، أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد تعهد بإنهاء دعم واشنطن للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية دعماً للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في اليمن.
تعليق صفقة أسلحة للإمارات
الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، إن إدارة الرئيس جو بايدن فرضت تعليقاً مؤقتاً على بعض صفقات السلاح لحلفاء الولايات المتحدة؛ من أجل مراجعتها.
وارتفعت في أمريكا العديد من الأصوات المناهضة لهذه الصفقة، بسبب مشاركة الإمارات في الحرب باليمن.
ومن المعتاد إجراء مثل هذه المراجعات عند تولي إدارة جديدة، لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، كانت تعقد صفقات في اللحظات الأخيرة، من ضمنها بيع 50 مقاتلة إف-35 التي تصنّعها شركة لوكهيد مارتن، كصفقة على هامش اتفاقيات أبراهام التي جرى توقيعها قبل لحظات من أداء بايدن اليمين.
ومقاتلات إف-35 مكون رئيسي في صفقةٍ قيمتها 23 مليار دولار، لبيع أسلحة متقدمة من شركات جنرال أتوميكس ولوكهيد وريثيون تكنولوجيز للإمارات.