قالت وكالة رويترز، الأحد 31 يناير/كانون الثاني 2021، إن ترشيحات جائزة نوبل للسلام لهذا العام قد تضمّنت المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني، ومنظمة الصحة العالمية، والناشطة الشابة المدافعة عن المناخ جريتا تونبري، وكذلك منظمات لحرية الصحافة والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وبحسب مسح أجرته رويترز، فإن المرشحين تونبري ونافالني ومنظمة الصحة العالمية وبرنامجها كوفاكس الذي يهدف لضمان نصيب عادل للدول الفقيرة من لقاحات الوقاية من كوفيد-19، ضمن أبرز المرشحين المتوقع فوزهم بالجائزة هذا العام.
"عدوة ترامب" السويدية
وطُرح اسم تونبري ضمن الترشيحات بوصفها "من أبرز المتحدثين في المعركة مع أزمة المناخ".
فقد فجرت تونبري حركة احتجاجية عالمية من أجل المناخ، بعدما نظمت احتجاجاً خارج البرلمان السويدي عام 2018، واستطاعت أن تشجع على زيادة المشاركة بين الناخبين الشبان الذين تكون نسبة المصوتين منهم في العادة أقل من كبار السن.
وسخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تونبري بعد أن اختارتها مجلة تايم الأمريكية عام 2019 شخصية العام، ووصف اختيارها بأنه "سخيف".
ترامب قال في تغريدة عبر تويتر، "أمر سخيف للغاية، يجب على غريتا أن تعمل على حل مشكلتها بالتحكم في الغضب، ثم تذهب لمشاهدة فيلم قديم جيد رفقة صديق!"، مضيفاً: "اهدئي غريتا، اهدئي!".
في المقابل، ردت تونبري بتغيير تعريفها الشخصي على تويتر، ليصبح: "مراهقة تعمل على حل مشكلتها في التحكم بالغضب. تسترخي حالياً وتشاهد فيلماً قديماً جيداً مع صديق".
كما استغلت شعبيتها لدعم الرئيس الأمريكي جو بايدن في الانتخابات التي أوصلته للسلطة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، حيث أعلنت تأييدها للمرشح الديمقراطي ودعت الناخبين المهتمين بالبيئة والقلقين على آثار التغير المناخي لأن يكون صوتهم مسموعاً في الانتخابات.
وأعلنت مجلة "تايم" الأمريكية اختيارها ناشطة المناخ السويدية للفوز بلقب شخصية العام 2019، وأفردت صورة غلافها للناشطة البالغة من العمر 16 عاماً، وعنونته بـ"قوة الشباب". وغريتا أصغر من فاز بلقب شخصية العام سناً منذ أن بدأت المجلة هذا التقليد، عام 1927.
المجلة قالت إن غريتا، "ألهمت أربعة ملايين شخص حول العالم للانضمام إلى حركة إضراب مناخي عالمي".
وأصبحت غريتا منذ ذلك الوقت رمزاً للاحتجاجات الطلابية ضد التغير المناخي في أوروبا، من خلال احتجاجات "الجمعة من أجل المستقبل"؛ للمطالبة بالحد من انبعاثات الكربون.
معارض روسي معتقل
في حين رُشح نافالني "لجهوده من أجل تحقيق الديمقراطية في روسيا بطرق سلمية"، تزامناً مع مثوله أمام القضاء، الأسبوع المقبل، وذلك بعد اعتقاله في 17 يناير/كانون الثاني، من داخل مطار في موسكو، في 17 يناير/كانون الثاني، لدى وصوله من ألمانيا، حيث كان يتعافى من حالة تسمم مفترضة بواسطة غاز أعصاب تمّ تطويره في العهد السوفييتي.
المعارض الروسي نشر قبل أسبوعين فيلماً تسجيلياً حمل عنوان "قصر بوتين"، كشف فيه تفاصيل امتلاك الرئيس الروسي قصراً خرافياً، تجاوزت قيمته مليار يورو، أعقب ذلك احتجاجات حاشدة مستمرة للأسبوع الثاني في روسيا ضد الرئيس بوتين، وللمطالبة بالإفراج عن نافالني.
فقد شهدت البلاد احتجاجات واسعة اعتقل فيها المئات من المواطنين الروس، على الرغم من تكثيف السلطات ضغوطها على المعارضة عبر اعتقالات وتحقيقات جنائيّة، وسلسلة من الإجراءات الأمنية.
وقال أليكسي نافالني، الخميس، في رسالة من ماتروسكايا تيشينا في موسكو، وهو مركز احتجاز شديد الحراسة، إنّ "الغالبيّة في صفّنا، فلنوقِظهم".
برنامج دعم الدول الفقيرة بلقاحات كورونا
كما تحتل المعركة مع فيروس كورونا مكاناً بارزاً في الترشيحات، وذلك بترشيح تحالف (كوفاكس) العالمي للقاحات.
ويهدف برنامج "كوفاكس" الدولي الذي أطلقته منظمة الصحّة العالمية بدعم من "التحالف من أجل اللقاحات"، إلى المساعدة في ضمان الحصول العادل على اللقاحات ضدّ كوفيد-19، حيث يسعى "كوفاكس" إلى تقديم جرعات كافية لتحصين 20% من السكان في كل البلدان المشاركة فيه بحلول نهاية العام.
ومنحت منظمة الصحة العالمية، في 31 ديسمبر/كانون الأول، أول موافقة طارئة لها منذ بداية جائحة كوفيد-19 على لقاح فايزر/بيونتيك، ممهدة بذلك الطريق أمام البلدان الراغبة في استخدام اللقاح بسرعة.
فيما تنال حرية الإعلام موقعاً متكرر الظهور في الترشيحات، ومن بين المرشحين هذا العام لجنة حماية الصحفيين، ومقرها الولايات المتحدة، وزينب الغزوي الصحفية السابقة في مجلة شارلي إبدو الفرنسية، إضافة إلى منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها فرنسا.
ويضم المرشحون أيضاً الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وحلف شمال الأطلسي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
آلية اختيار سرية
ويحق للآلاف، بدءاً من نواب البرلمان على مستوى العالم وحتى الفائزين السابقين بالجائزة، أن يقدموا ترشيحاتهم للفائز بنوبل للسلام. لكن الترشيحات، التي ستغلق اليوم الأحد، لا توحي بتأييد لجنة نوبل لها.
ولا تعلق لجنة نوبل النرويجية، التي تقرر من سيفوز بالجائزة، على الترشيحات وتحافظ على سرية أسماء من يقومون بالترشيح منذ خمسين عاماً، والمرشحين الذين لم يقع الاختيار عليهم.
لكن يمكن لمن يقدمون الترشيحات اختيار الكشف عن الشخصيات أو الجهات التي رشحوها.