كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، السبت 30 يناير/كانون الثاني 2021، أن المظاهرة التي نُظمت يوم اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي جرى تمويلها من مجموعة تضم أحد أكبر ممولي حملة الرئيس السابق دونالد ترامب، وأضافت أن المجموعة تضم مقدم البرامج ألكس جونز.
ما كشفته الصحيفة الأمريكية يأتي في إطار التحقيقات التي تقوم بها السلطات الأمريكية بشأن واقعة اقتحام مبنى الكونغرس يوم 6 يناير/كانون الثاني، من قبل مجموعة من أنصار ترامب، وهو الحادث الذي خلف مقتل 5 أشخاص، وسيخضع بموجبه الرئيس السابق للمساءلة في مجلس الشيوخ.
تمويل مظاهرة سبقت اقتحام مبنى الكونغرس
بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد تم ترتيب المسيرة التي سبقت أحداث اقتحام مبنى الكونغرس في 6 يناير/كانون الثاني في مبنى الكابيتول الأمريكي وتمويلها، من قبل مجموعة صغيرة تضم أحد كبار حملة جمع التبرعات لحملة ترامب ومانحها، وقام بتسهيلها مقدم البرنامج اليميني المتطرف ألكس جونز.
كما تزعم الصحيفة أن جونز تعهد شخصياً بتقديم أكثر من 50000 دولار من الأموال التأسيسية لحدث مخطط في 6 يناير/كانون الثاني مقابل الحصول على "فتحة نقاش عالية من اختياره"، وفقاً لوثيقة تمويل تحدد صفقة بين شركته ومنظم لهذا الحدث.
كما ساعد جونز في مساهمة جولي جينكينز فانسيلي، المانح البارز لحملة ترامب ووريثة سلسلة Publix Super Markets Inc، لتلتزم بحوالي 300000 دولار من خلال مسؤول كبير لجمع التبرعات لحملة الرئيس السابق ترامب لعام 2020، وفقاً للمنظمين.
ناشط يميني متطرف آخر وزعيم حركة "أوقفوا السرقة"، علي ألكساندر، ساعد في تنسيق التخطيط مع كارولين ورين، مسؤولة جمع التبرعات التي دفعتها حملة ترامب لمعظم عام 2020 والتي استغلت الأموال لتنظيمه وتمويل التجمعات التي سبقت حادث اقتحام مبنى الكونغرس.
تهم التآمر وإثارة الاضطراب المدني
من جهة أخرى، وجهت محكمة فدرالية في العاصمة الأميركية واشنطن تهماً بالتآمر وإثارة الاضطراب المدني إلى عضوين من جماعة "براود بويز" (Proud Boys) اليمينية المتطرفة عن دورهما في هجوم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكونغرس، في حين ظهرت تفاصيل جديدة بشأن الشخص المطلوب الذي زرع قنبلتين بمحيط الكونغرس.
حسب بيان لوزارة العدل الأميركية صدر في الساعات الأخيرة، وُجّه الاتهام إلى شخصين ينتسبان لجماعة براود بويز بإسقاط الحواجز في الكابيتول (مجمع الكونغرس) وسرقة المعدات من ضباط شرطة المجمع.
أيضا السطو والاعتداء
إلى جانب تهمة التآمر، يواجه كلا الرجلين تهمتي الدخول غير القانوني والسلوك غير المنضبط داخل مجمع الكونغرس، فضلاً عن تهمتي السطو والاعتداء.
إذ أشارت قناة الجزيرة إلى أن الاتهامات في أحداث اقتحام الكونغرس في السادس من يناير/كانون الثاني بدأت تأخذ منحى أكثر جدية مقارنة بطبيعة التهم التي وجّهت إلى المجموعة الأولى من المتهمين، وكان أغلبها في صورة جنح.
كما أوضحت أن القضية تشهد الآن توجيه تهم جنائية تحمل عقوبات أثقل، وتشير إلى أن المحققين الفيدراليين باتوا يعتقدون أن ما حدث في ذلك اليوم لم يكن مظاهرة احتجاجية خرجت فجأة عن السيطرة بل كان عملاً مخططاً له، وبدأ الإعداد له بعد أسبوع من انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني بمشاركة مجموعة واسعة من الجماعات اليمينية وغلاة القوميين البيض.