تجددت اشتباكات عنيفة في طرابلس، مساء الأربعاء 27 يناير/كانون الثاني 2021، بين قوات الأمن اللبنانية ومحتجين غاضبين من قرار الإغلاق وحظر التجول المفروض لاحتواء فيروس كورونا، فيما قال شهود ووسائل إعلام محلية إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على محتجين حاولوا اقتحام بلدية المدينة فيما وصل عدد الضحايا إلى 235 جريحا.
وأفاد الصليب الأحمر اللبناني عبر "تويتر"، بوجود 102 جريح، حيث تم "نقل 35 جريحًا إلى مستشفى محلي، ومعالجة 67 ميدانيًا".
فيما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن فرق جهاز الطوارئ والإغاثة تعاملت مع 124 جريحا، حيث نقلت 31 إلى مستشفيات، بينهم حالة حرجة، وأسعفت ميدانيا 93 جريحا كما أعلنت قوى الأمن الداخلي، عبر "تويتر"، "إصابة 9 عناصر، بينهم 3 ضباط، أحدهم إصابته حرجة."
الشرطة وشاهد قالا إن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وطلقات مطاطية على محتجين كانوا يقذفون الحجارة وألقوا قنابل مولوتوف وأشعلوا النار في سيارة، فيما أصيب عشرات.
ولم تعلق الشرطة على الفور على ما إذا كان قد تم إطلاق ذخيرة حية.
سمير أغا، أحد المشاركين في احتجاج طرابلس، قال: "العالم تعبانة.. فقر وتعطيل وتسكير وما في شغل… مشكلتنا في أهل السياسة".
احتجاجات متواصلة
وهذه ثالث ليلة على التوالي تشهد عنفاً في واحدة من أفقر المدن اللبنانية، حيث ثار المحتجون على قرار الإغلاق الصارم الذي يقولون إنه تركهم بلا سبيل لكسب العيش في وضع يشهد انهياراً اقتصادياً.
كما فرضت الحكومة حظر تجول كاملاً على مدار اليوم في وقت سابق هذا الشهر، في محاولة للحد من انتشار كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 2500 شخص بلبنان.
ويحذر العاملون في مجال الإغاثة من أنه في غياب المساعدات أو وصول النزر اليسير منها تزداد المصاعب على الفقراء الذين يشكلون الآن أكثر من نصف السكان. ويعتمد كثيرون على ما يجنونه من العمل اليومي.
ويشكل الانهيار المالي، الذي هوت فيه قيمة العملة المحلية، أكبر خطر على استقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي شهدها على مدى 15 سنة من عام 1975 إلى 1990.
إغلاق ضروري بعد انتشار كورونا
في وقت سابق من يوم الأربعاء، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إن الإغلاق ضروري لاحتواء الفيروس. وأقر بأن المساعدات الحكومية ليست كافية لتغطية الاحتياجات، لكنه قال إنها تساعد في تخفيف الأعباء.
كما أثار أسلوب تعامل الحكومة مع مرض كوفيد-19 غضباً في بيروت أيضاً؛ حيث بلغت العدوى واحداً من أعلى المستويات في المنطقة وامتلأت الكثير من وحدات الرعاية المركزة.
وتداولت وسائل إعلام محلية مقطع فيديو من لبنان يظهر فيه طوابير من المرضى ينتظرون خارج أحد المستشفيات ويتلقون العلاج في سياراتهم لإبراز الوضع المأساوي الذي تعيشه البلاد بعد ازدياد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وشكلت الجائحة عبئاً ثقيلاً على المستشفيات التي تعاني بالفعل مع نقص الدولار، والتي تضرر بعضها بانفجار مرفأ بيروت في أغسطس/آب. واستقالت حكومة دياب بعد الانفجار المروع الذي ألحق الدمار بالكثير من أجزاء العاصمة وأودى بحياة 200 من مواطنيها.