دافع مخرجٌ حاصل على جائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا) عن قراره بصناعة فيلمٍ وثائقي، باستخدام لقطاتٍ صوَّرها إرهابيون جهاديون، معللاً السبب بأنَّ العمل سيكون إنسانياً ولن يحاول تجميل تلك اللقطات.
سيُعرَض وثائقي Bath of Blood لأول مرّة بدور السينما الأسبوع المقبل، من دون أن يضمّ أي رواة أو مقابلات، بل يعتمد فقط على مجموعةٍ من اللقطات الأصلية التي صوَّرها الإرهابيون بأيديهم خلال التخطيط لتفجير سياراتٍ مفخَّخة في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية.
وقال المخرج جوناثان هاكر: "يقول الناس 'لا تمنحوا الإرهابيين شهرةً بعرضهم على الشاشة'، في حين أنَّه يجب عليهم أن يقولوا 'حاولوا تفهّم هؤلاء الأشخاص'. سنتمكّن من محاربتهم إذا فهمنا طبيعة عقيدتهم وطبيعة سايكولوجيتهم فقط".
قضى هاكر، الذي أخرج الفيلم الوثائقي Britain's First Suicide Bombers في العام 2006، أكثر من عامٍ في جمع لقطات الفيلم معاً، بعدما سُمِحَ له بالوصول إلى 500 ساعة من تسجيلات فيديو خاصة بتنظيم القاعدة، استولتْ عليها القوات العسكرية للملكة السعودية من معسكر تدريبٍ جهادي في الصحراء.
وقال عن ذلك: "لقد كانت مهمةً جسيمة، إذ استغرقت الترجمة وحدها 5 شهور، لأنَّ الحديث كان يحتوي على الكثير من المصطلحات واللغة العامية ولهجاتٍ غليظة على المشاهد الأجنبي".
وأضاف أنَّه، قبل السماح له بالحصول على اللقطات، كان عليه إقناع وزارة الداخلية السعودية بأنَّه محلّ ثقة ويمكن ائتمانه على المواد. وكانت الوزارة تعلم بأنَّه يخطّط لصناعة فيلم، ولكن دارت كلّ مخاوفها حول ما إذا كان ذلك سيُعرِّض أمن البلاد للخطر.
استخدم الإرهابيون كاميراتٍ محمولة باليد تهتز باستمرار، وصوّروا مقاطع فيديو تعرض مجموعةً من الإرهابيين خلال استعدادهم لشنّ هجماتٍ انتحارية على مجمّعاتٍ سكنية، وقواعد أمنية، ومصافي نفط داخل الرياض وفي المناطق المحيطة بها.
وقال هاكر: "بإمكانك ملاحظة أنَّ هؤلاء الإرهابيين أعمارهم صغيرةٌ جداً، وساذجون بشكلٍ لا يصدق، لكنَّهم مع ذلك قادرون على ارتكاب شرورٍ عظيمة".
يغطّي وثائقي Path of Blood أحداث الأعوام 2003 وحتى 2009، وبعض أهم لقطاته التي لا تُنسى هي مجرّد لقطات عادية، تعرض رجالاً يلعبون كرة القدم، ويتسابقون بالعربات اليدوية في الصحراء، ويلهون بينما يحتسون القهوة، ثم بعدها بدقائق فقط، يركبون السيارات ويتجّهون إلى هدفهم، ويفجّرون أنفسهم.
وأكمل هاكر: "إذا حوَّلت تلك الأحداث إلى فيلمٍ فلن تصدقها، وستقول إنَّها أمور غير معقولة، ولا أساس لها من الصحة".
تنظيم مقاطع الفيديو، حسب التسلسل الزمني للأحداث، كان مهمةً شاقة. لكن بدأت القصة تتبلور، عندما حصل هاري أيضاً على تسجيلات فيديو من قوات الأمن السعودية.
تصوير هذه الفيديوهات يُعدُّ مسألة بروتوكول لدى قوات الأمن، وهي تعرض ما حدث في أعقاب التفجيرات الانتحارية. وذكر هاكر: "إنَّها تعرض أيضاً لحظات وقوع ضحايا من المسلمين ومواجهة المسلمين لهؤلاء الإرهابيين، التي تعدُّ روايةً مقابلة لوجهة النظر المتمركزة حول الغرب".
وقال هاكر إنَّ بعض المشاهد بالفيلم قد تمثل تجربةً غير مريحة، واصفاً فيلمه بأنَّه "دراسة عن الشر".
ففي أحد مشاهد الفيلم الأكثر إزعاجاً، يظهر الرهينة الأميركي بول مارشال جونسون وهو مكمّم ومقيّد ويتعرّض للضرب، بينما يمرّ باستجوابٍ وحشي.
ثم تسودُّ شاشة العرض لفترةٍ قصيرة، بينما يظلّ المشاهد يسمع صوت عملية قتل جوناثان، الذي كان يعمل في المملكة العربية السعودية كمهندسٍ متخصّص في مروحيات الأباتشي واختُطف في العام 2004.
وقال هاكر: "ما شعرتُ به في هذا المشهد هو أنَّ كلّ ما يهم هو سلسلة الاستجواب. بالرغم من أنَّه مشهد مؤلم إلى درجة لا تُطاق، فإنَّه يخبرك الكثير عن عقليتهم. وهذا يُعدُّ جزءاً من القصة، ويساهم في فهم كينونة الإرهابيين".
يتقبّل هاكر فكرة أنَّه سيُثار جدلٌ كبير حول الكثير من المشاهد، لكنه يصرّ على أنَّ ما سنتعلّمه عن معتقدات الإرهابيين هو أمرٌ ذو أهميةٍ كبرى. وقال إنَّ الفيلم عرض "أنماط السلوك لشبابٍ صغار وساذجين يبحثون عن إجاباتٍ بسيطة، تسود بينهم روح الزمالة الحقيقية وتسيطر عليهم روح الانتماء، وكيف أنَّه في تلك البيئة يمكن أن يسود التعطّش للسلطة والاضطراب العقلي، ويخلقان بيئاتٍ ملائمة لنمو الشرّ".
هل تابعتَ قرار الحكم بالسجن 7 سنوات بحق المغنية المصرية بوسي؟
مرَّة جديدة – محكمة مصرية تُصدر حكماً بحبس المغنّية بوسي 7 سنوات في 11 قضية مرفوعة ضدّها من طليقها!