كشفت مصادر إسرائيلية في وقت متأخر، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021، أن محادثات هاتفية قد جرت بين مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات ونظيره الأمريكي جيك سوليفان، تناولت "ملف الاتفاق النووي الإيراني والعديد من القضايا الإقليمية"، وزيارة مرتقبة لرئيس جهاز الاستخبارات "الموساد" يوسي كوهين لواشنطن الشهر المقبل.
موقع "واللا" العبري نقل السبت عن مسؤولين إسرائيليين، لم يذكر أسماءهم أن "هذه هي المحادثة الرسمية الأولى التي يجريها مسؤول إسرائيلي مع نظير أمريكي له بعد تولي جو بايدن منصبه كرئيس للولايات المتحدة".
وبعد تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، الأربعاء، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً قال فيه إنه "يتوقع العمل مع الرئيس (جو) بايدن لتعزيز السلام بين إسرائيل والعالم العربي، ومواجهة التحديات المشتركة، بما في ذلك التهديد الإيراني".
زيارة رئيس الموساد لواشنطن
في سياق متصل، ذكرت قناة إسرائيلية، أن رئيس جهاز وكالة الاستخبارات "الموساد" يوسي كوهين، سيلتقي الشهر المقبل الرئيس الأمريكي بايدن، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز في واشنطن.
وقالت قناة (12) الإسرائيلية الخاصة، إن كوهين سيكون أول مسؤول إسرائيلي يجتمع مع بايدن وبيرنز، بعد توليهما منصبيهما الأسبوع الماضي.
كما أشارت القناة أن مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع بالحكومة الإسرائيلية سيشاركون في اللقاءات التي سيجريها كوهين مع بايدن وبيرنز.
ومن المفترض، بحسب القناة، أن يقدم المسؤولون الإسرائيليون معلومات جمعتها بلادهم خلال الفترة الأخيرة عن الملف الإيراني، كما سيحاول المسؤولون بقيادة كوهين التأثير على إدارة بايدن، بشأن الاتفاق النووي المتوقع بين الولايات المتحدة وإيران.
وكانت إسرائيل قد عارضت بشدة الاتفاق النووي الإيراني الذي توصلت إليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والدول الكبرى (الأعضاء الدائمون بمجلس الأمن وألمانيا)، مع إيران، حول برنامجها النووي عام 2015.
وخاضت إسرائيل حملة إعلامية دولية كبيرة ضد الاتفاق، ورحبّت بانسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، عام 2018.
العودة للاتفاق النووي الإيراني
ومع تسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن مقاليد الحكم رسمياً في 20 يناير/كانون الثاني ، بعد تغلّبه في الانتخابات على الرئيس دونالد ترامب، تتعزز فرضية عودة الإدارة الجديدة إلى مسار التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، وربما العودة للالتزام بالاتفاق النووي الإيراني (5+1) الذي أبرمته إدارة أوباما 2015.
ومما يزيد من فرص تلك الفرضية هو موقف الإدارة الجديدة، الذي تبدّت معالمه في شعار "عودة أمريكا" من خلال الالتفات بشكل أكبر إلى الداخل، وإعادة ترتيب البيت الأمريكي، ومواجهة المشكلات الكبيرة وفي مقدمتها الاقتصاد، وجائحة كورونا، الأمر الذي ورد على لسان بايدن وأعضاء إدارته المحتملين منذ حملته الانتخابية، وبعد إعلانه خطاب النصر.