حذَّر العضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ الأمريكي، جون كورنين، السبت 23 يناير/كانون الثاني 2021، من أن محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب في المجلس للمرة الثانية قد تؤدي إلى محاكمة رؤساء ديمقراطيين سابقين، إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على المجلس بعد عامين.
كورنين، في تغريدة وجَّهها لزعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك شومر، قال: "إذا كانت مساءلة ومحاكمة رؤساء سابقين فكرة جيدة، فماذا عن الرؤساء الديمقراطيين السابقين عندما يستعيد الجمهوريون الأغلبية في 2022؟ فكر في الأمر ودعنا نفعل ما في صالح البلاد".
تحذير كورنين، جاء بعدما أصبح ترامب في وقت سابق هذا الشهر أول رئيس أمريكي يخضع للمساءلة في الكونغرس مرتين.
محاكمة ترامب ستنطلق بعد موافقة مجلس النواب ذي الأغلبية الديمقراطية، وبدعم من عشرة جمهوريين، على اتهامه بالتحريض على تمرد مسلح، بعد كلمته الحماسية لأنصاره يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021، وما أعقبه من اقتحامهم مبنى الكونغرس في هجوم أسفر عن سقوط قتلى.
في المقابل، يعارض عدد من الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ محاكمة ترامب التي قد تفضي إلى منعه من الترشح للرئاسة مجدداً، ويحظى الديمقراطيون حالياً بأغلبية بسيطة في مجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس الأمريكي.
محاكمة ترامب
وستبدأ محاكمة ترامب في الأسبوع الثاني من فبراير/شباط 2021، بعد نقل لائحة اتهام الرئيس السابق إلى مجلس الشيوخ يوم غد الإثنين.
ستسمح مهلة الأسبوعين هذه، بين تسليم لائحة الاتهام وبدء المناقشات، بألا تحتكر المحاكمة جلسات مجلس الشيوخ في بداية ولاية الرئيس جو بايدن، وبهذه الطريقة يمكن لمجلس الشيوخ عقد جلساته لتأكيد تعيين أعضاء الحكومة.
من جانبها، قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، في بيان، إن "المدعين العامين لدينا مستعدون للدفاع عن قضيتهم أمام أعضاء مجلس الشيوخ المئة الذين سيعملون قضاة خلال المحاكمة".
كان شومر قد أوضح أنه بحث مع زعيم الغالبية الجمهورية ميتش ماكونيل في "الجدول الزمني" للجلسات و"مدتها". وأضاف "ستكون هناك محاكمة في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، وتصويت حول ما إذا كان الرئيس مذنباً".
حتى الآن، امتنع جو بايدن عن التدخل في محاكمة ترامب، معتبراً أنه يعود إلى الكونغرس تحديد طرق محاكمة الرئيس السابق.
يُذكر أن المحاكمة الأولى لترامب في المجلس جرت في نهاية 2019، لأنه طالب أوكرانيا بالتحقيق بشأن نجل جو بايدن، لكن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون قام بتبرئته.
لكن هذه المرة، يبدو بعض الجمهوريين المنتخبين أكثر ميلاً لانتقاده، حتى ميتش ماكونيل الذي كان أحد أقوى حلفائه خلال فترة رئاسته، أعلن أنه لا يستبعد إدانته.
ويفرض الدستور تحقيق أغلبية الثلثين لإدانة رئيس، أي أنه ينبغي أن ينضم 17 سيناتوراً جمهورياً في مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين الخمسين لتحقيق تلك الأغلبية المؤهلة، وهو أمر غير مؤكد في هذه المرحلة.
أما في حال ثبتت إدانة دونالد ترامب فلن تتم إقالته، لأنه غادر البيت الأبيض فعلياً، لكنه سيصبح غير مؤهل لينتخب، بعدما طرح فكرة ترشحه مجدداً للرئاسة في 2024.