قال موقع Middle East Eyes البريطاني، الجمعة 22 يناير/كانون الثاني 2021، إن الإعلان عن خطط مصر لبناء مَعلَم "عين القاهرة" في قلب حي الزمالك الراقي بالقاهرة، أثار انتقادات واسعة؛ إذ يأتي وسط أزمة غير مسبوقة في مستشفيات مصر مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يصفها البعض بـ"الطاحنة".
كان محافظ القاهرة خالد عبدالعال، ورئيس مجلس إدارة شركة هاواي للسياحة والاستثمار أحمد متولي، قد أعلنا، الخميس 21 يناير/كانون الثاني الجاري، أن المشروع الذي يستهدف خلق سياحة مستدامة في المنطقة، تُقدر تكلفته بنحو 500 مليون جنيه مصري (32 مليون دولار).
حيث توقع عبدالعال أن تشييد عجلة "عين القاهرة" سيجتذب نحو 2.5 مليون زائر سنوياً، يسعون للحصول على إطلالة بانورامية على المدينة من عجلة دولاب الهواء.
وفيما احتفت وسائل الإعلام المؤيدة لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمشروع الجديد، الذي قالوا إنه سيكون الأولَ من نوعه في إفريقيا والخامس بالعالم، انتقد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر خطط المَعلم الجديد، منوهين إلى أنه كان من الأجدر إنفاق هذه الأموال على المستشفيات التي تكافح للتعامل مع جائحة كورونا أو على المدارس.
كما أن البعض رأى أن الهيكل المقترح للمشروع لن يلائم الهندسة المعمارية التاريخية للقاهرة، وسيتنافر مع المباني والمعالم الموجودة بالفعل.
فيما أثار آخرون مخاوف من أن الإضافة الجديدة لن تؤدي إلا إلى تفاقم الازدحام في المنطقة وتقليل المساحات الخضراء المتاحة للسكان.
لم يتوقف انتقاد المشروع على بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، كان رجل الأعمال المعروف نجيب ساويرس قد شنّ هجوماً على المشروع، قائلاً على حسابه بموقع "تويتر": "مشروع كويس (جيد) في المكان الغلط (الخطأ)، وهيوقّف (سيوقف) المرور تماماً في مدخل الزمالك! يكون كويس (مفيد) جداً في العاصمة الإدارية (الجديدة)".
يشار إلى أن المشروع المقرر افتتاحه في عام 2022، شارك عدد من المسؤولين المصريين في وضع حجر الأساس له، يوم الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021.
كان من بين هؤلاء المسؤولين خالد العناني وزير السياحة، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، وآخرون.
غضب سكان الحي الراقي
فيما يبدو أن أكثر الناس غضباً ورفضاً لهذا المشروع السياحي هم سكان منطقة الزمالك.
إلا أن هذا المشروع ليس الأولَ الذي يُغضب أهل الزمالك، حيث اشتكى كثير منهم سابقاً من تداعيات المشروع القومي لمترو الأنفاق الذي سيمر عبر الحي الراقي.
فقد أدت التوسعة الجديدة لمترو الأنفاق بالقاهرة، والمؤدية إلى الزمالك، إلى إخلاء مبنى مكون من 12 طابقاً في موقع البناء، مع تداول صور على الإنترنت تُظهر تشققات في المبنى.
سبق أن أشار تقرير في وسائل إعلام محلية خلال العام الماضي، إلى أن حي الزمالك التاريخي قد عانى على مر السنين، مع هدم عشرات الفيلات والمباني، تمهيداً لبناء عمارات سكنية وجسر.
يرى سكان الحي الراقي أن مثل هذه المشاريع ستؤدي إلى تغيير معالم المكان، وستجلب الازدحام، وستنتهي الرقعة الخضراء.
لكن رئيس مجلس إدارة "نيو هاواي"، أحمد متولي، لم يتفهم اعتراضات أهالي حي الزمالك، قائلاً إنه سيتم الحفاظ على الرقعة الخضراء، بل زيادتها، وإنه تم إجراء دراسات مختلفة تراعي ما يقولونه، مؤكداً أنه تمت الموافقة على المشروع من كل الجهات المختصة، ومن ضمنها أعلى سلطة في البلد.
مخاوف من انهيار المنظومة الصحية
كذلك، أظهرت لقطات مصورة متداولة على الإنترنت في وقت سابق من هذا الشهر، رفض المستشفيات مرضى بفيروس كورونا رُغم حالتهم الحرجة؛ بسبب نقص أسطوانات الأكسجين، الأمر الذي أثار غضباً لدى البعض.
ولطالما اشتكى أيضاً العديد من الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية من أنهم غير مجهَّزين بشكل مناسب بمعدات الحماية الشخصية (PPE)، وأن زيادة الحالات قد تدفع نظام الرعاية الصحية في البلاد إلى حافة الانهيار.
حتى يوم الخميس 21 يناير/كانون الثاني 2021، أعلنت وزارة الصحة والسكان في مصر أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر للمصابين بفيروس كورونا المستجد هو 159715 حالة، و8801 حالة وفاة.
ووسط انتقادات لطريقة التعاطي مع جائحة كورونا، تقول وزارة الصحة المصرية إنها تواصل رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس كورونا المستجد، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض مُعدية.