انطلق مؤخراً الجزء الثاني في الموسم السادس والأخير من مسلسل Vikings، وفي الحلقة الأولى من المسلسل التي انتظرها مشاهدو ومحبو المسلسل طوال سنة يموت بيورن آيرونسايد (Bjorn Ironside)، القائد الأسطوري للفايكنج، ابن القائد الأسطوري راغنار لوثبروك.
في المسلسل يظهر Bjorn Ironside قائداً أسطورياً تنبّأ له العرّاف أنّه سيكون أكثر شهرةً وأسطوريةً من أبيه راغنار لوثبروك، ولكن هل التزمت قناة History المنتجة للمسلسل بكلّ الحقائق التاريخية حول Bjorn Ironside، أم غيّرت في الكثير من الحقائق لتلائم الخط الدرامي للمسلسل.
اقرأ أيضاً
هل كان Bjorn Ironside ابن المحاربة الأسطورية لاغيرثا أم ابن منافستها؟
كان راغنار لوثبروك محارباً أسطورياً للفايكنج، تغنّت القصص والأشعار باسمه ومآثره في الحروب، وقد كان راغنار محارباً أسطورياً بالفعل، ويمكنك الاطلاع على تفاصيل حياته بشكلٍ مُفصّل من هذه المادة.
وفقاً للمسلسل فقد كان راغنار ملكاً في النرويج، بالتحديد في مسقط رأسه، في ميناء "كاتيغات" وموقعه بين الدنمارك والسويد. في المسلسل حكم ابنه Bjorn Ironside من نفس المنطقة، لكنّ الحقيقة أنّه حكم منطقة في السويد وليس من "كاتيغات".
في المسلسل أعطى راغنار لوثبروك لابنه لقب Ironside؛ أي "ذو الجوانب الحديدية"، وقد أسّس Bjorn Ironside في الحقيقة سلالة باسم سلالة مانسو، ويقال إنّ سلالته تلك حكمت السويد في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين.
في المسلسل تظهر زوجتا راغنار لوثبروك، الأولى هي المحاربة الأسطورية لاغيرثا، التي أنجبت له ابنه بيورن، بينما أنجبت له زوجته الثانية "آسلوغ" أربعة أبناء آخرين. لكنّ الحقيقة أنّ Bjorn Ironside لم يكن ابن لاغيرثا، وإنما كان ابن منافستها آسلوغ!
كما يظهر المسلسل بيورن على أنّه الابن الأكبر لأبيه، وأخوه إيفار هو الابن الأصغر، لكنّ الحقيقة كانت أنّ إيفار أكبر من أخيه بيورن!
في الحكايات المتوارثة عن راغنار لوثبروك فقد حظي بثلاث زوجات، الأولى هي ثورا التي حازها من خلال قتل أفعى سامة، والثانية هي المحاربة الأسطورية لاغيرثا التي كانت رفيقته في المعارك، والثالثة هي آسلوغ (التي تظهر في المسلسل منافسة لاغيرثا).
أنجب راغنار 8 أبناء، بينما يظهر له في المسلسل 5 أبناء فقط. كان آيفار الكسيح أكبرهم، ثمّ بيورن، إضافةً إلى أوبا وفيتسيرك وسيغورد وغيرهم أيضاً. وقد أشبهت هذه الذرية كلها راغنار في بطولاته وحروبه وغاراته على الممالك المجاورة.
فقد شنَّ أبناء راغنار لوثبروك الغارات في جميع أنحاء أوروبا، وتروي "ملحمة راغنار لوثبروك وأبنائه"، كيف واصل بيورن آيرونسايد وإخوته أنشطة الإغارة التي لطالما قام بها والدهم، ليبثوا الرعب في مناطق إنجلترا ونورماندى وفرنسا ولمباردي.
وتقول المصادر إن أبعد نقطة وصل إليها الإخوة لوثبروك كانت "لوني"، وهي بلدة إيطالية كانت تقع على حدود ليغوريا وتوسكانا. وبحسب القصة المروية، فإن الفايكنغ سمعوا بالثروة الموجودة في "المدينة الخالدة/روما" وكانوا عازمين على مداهمتها.
لذلك تعاون بيورن مع زعيم آخر من زعماء الفايكنغ واسمه هاستين، لإطلاق رحلة استكشافية إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد وصل Bjorn Ironside في النهاية إلى ما اعتقد أنّه روما، ونهبها بمجرد سيطرته عليها، لكنّها لم تكن روما، فقد كانت مدينة "لوني" الإيطالية.
كما أبحر الفايكنغ على طول الساحل الأطلسي لشبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال)، غير أن غاراتهم لم تلاقِ سوى نجاح ضئيل في كل من الأراضي المسيحية والإسلامية. وقد أظهر المسلسل بعضاً من هذه الغارات التي قادها بيورن ووصل إلى الأندلس.
مع ذلك، عندما وصل الفايكنج إلى مضيق جبل طارق تغيَّر حظهم، وتورد المصادر أنهم نهبوا عديداً من المدن على ساحل شمال إفريقيا، وكذلك الجزء الجنوبي من إسبانيا.
اقرأ أيضاً
ما لا يُؤخذ بالقوة يؤخذ بالحيلة والخداع
في أحد مواسم المسلسل يذهب راغنار لوثبروك للإغارة على باريس. منعته أسوار باريس العالية من الدخول إليها، وهنا عمد راغنار لوثبروك إلى طريقة مثيرة للغاية ليسيطر على فرنسا. لكنّ القصة الحقيقية كانت لابنه بيورن وليس له، ولم تكن الحادثة في باريس أيضاً.
عندما بدأ الفايكنغ في محاصرة مدينة "لوني" الإيطالية، أدركوا أن تحصينات المدينة قوية وشديدة الإحكام للغاية، فتوقعوا أن يستغرق الحصار وقتاً طويلاً.
مع الوقت أدركوا أنه سيكون من العبث محاولةُ الاستيلاء على المدينة بالقوة الغاشمة، ولهذا لجأ الفايكنغ إلى الحيلة والخداع بطريقة مثيرة للغاية، بالطريقة التي أظهرها المسلسل على يد راغنار لوثبروك.
تحكي الروايات أنّ بيورن قد أرسل رسولاً إلى أسقف مدينة لوني ليبلغه بوفاته، وأنّه قد تحوّل إلى المسيحية وهو على فراش الموت، وكانت رغبته الأخيرة أن يُدفن في "أرض مقدسة".
صدّق الأسقف الرسول، وسمح للفايكنج بإحضار نعش زعيمهم، وما إن دخل رجاله حاملين نعشه إلى شوارع المدينة حتّى انتفض بيورن من نعشه مفزعاً الجميع، منطلقاً لبوابات المدينة ليفتحها لجيشه، وهكذا نهب جيشه مدينة لوني.
في المسلسل قام راغنار لوثبروك بهذه الخدعة المثيرة، لكن في القصص الحقيقية التي تناولها الفايكنج تنسب القصة إلى ابنه بيورن.
بيورن آيرونسايد يعود إلى الشمال
بعد الاستيلاء على مدينة لوني، واصل Bjorn Ironside وجيشه من الفايكنغ طريقهم إلى داخل إيطاليا، حيث أبحروا فوق نهر أرنو. واجتاحوا في طريقهم بعض المدن الإيطالية الأخرى.
ولا يُعرف على وجه التحديد اتجاه حركة الفايكنغ بعد ذلك، غير أنه يُشاع أنهم أبحروا إلى شرق البحر المتوسط.
وبعد فترة، ظهر الفايكنغ أمام سواحل الأندلس مرة أخرى، وتظهر السجلات هزيمتهم على يد قوة مسلمة أثناء عودتهم إلى ديارهم، وربما تكون هذه القوة هي التي ظهرت في المسلسل تحت قيادة الأمير المسلسل "زيادة الله" الذي قام بدوره الفنان المصري خالد أبو النجا.
ويقال إن المسلمين دمّروا 40 سفينة من سفن الفايكنغ في هذه المواجهات، ومع ذلك فقد نجا بيورن، وتمكن من إعادة معظم ما نهبه إلى وطنه.
أخيراً، تذكر "ملحمة راغنار لوثبروك وأبنائه أن بيورن استحوذ على مدينة أوبسالا وعلى وسط السويد وجميع الأراضي التابعة لها. وبناء على ذلك، فقد اعتُقدَ أن بيورن كان ملكاً على السويد، ومؤسساً لسلالة مونسو التي حكمتها خلال القرنين التاسع والعاشر.
وخلال القرن الثامن عشر، عُثر على شاهد قبر في جزيرة مونسو، وادعى أثريون أنه يعود إلى بيورن، ومن ثم أطلقوا على سلالته اسم هذه الجزيرة.
تبقّى أن نذكر أنّ الطريقة الأسطورية التي قتل بها Bjorn Ironside في المسلسل لم تكن حقيقيّة، فغير معروف ما إذا كان أخوه إيفار الكسيح قد هاجمه مع الروس الفايكنج أم لا، كما ظهر في المسلسل. كما أنّ المسلسل قد أراد أن يظهر نبوءة الكاهن أنّ بيورن سيكون أكثر عظمةً وشهرةً من أبيه راغنار لوثبروك، فأعطاه هذه الميتة الأسطورة التي بسببها توحّد شعب الفايكنج ضدّ الروس. بينما يظنّ أغلب المؤرخين أنّه مات بسبب الشيخوخة أو المرض.وللاطلاع أكثر على قصة وأسطورة إيفار الكسيح يمكنك قراءة هذه المادة.