قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الأربعاء 20 يناير/ كانون الثاني 2021، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيترك آليات محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب لمجلس الشيوخ، في أول تعقيب من الإدارة الأمريكية الجديدة على دعوات تزايدت في الآونة الأخيرة لمحاكمة الرئيس السابق، خصوصاً بعد حادثة اقتحام أنصاره لمبنى الكونغرس.
في إفادة بالبيت الأبيض، قالت ساكي في أول تصريح للإدارة الأمريكية الجديدة، إن الرئيس جو بايدن قد ترشح ضد ترامب؛ لأنه كان يعرف أنه غير مناسب لمنصب الرئاسة، مؤكداً ثقتها في أن "مجلس الشيوخ يمكنه أداء واجبه الدستوري مع الاستمرار في إدارة أعمال الشعب الأمريكي".
كما أضافت أن البيت الأبيض "سيترك الآليات والتوقيت والتفاصيل الخاصة بكيفية مضي الكونغرس في إجراءات المحاكمة"، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تتدخل في ذلك.
تصريحات البيت الأبيض المريحة تجاه عدم تدخله في محاكمة ترامب، تزامنت مع سيطرة الحزب الديمقراطي، حزب الرئيس المنتخب جو بايدن، على أغلبية مقاعد مجلس الشيوخ الأمريكي، ليمتلك السيطرة على غرفتي الكونغرس، بالإضافة إلى البيت الأبيض لأول مرة في عقد من الزمن.
حيث أدى عضوان جديدان في مجلس الشيوخ الأمريكي اليمين الدستورية أمام نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وستكون هاريس الصوت الحاسم في أي تعادل خلال أي تصويت داخل مجلس الشيوخ بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين أًصبح كلاهما يمتلك 50 عضواً، ما يجعل الغلبة للحزب الديمقراطي.
حفل تنصيب الرئيس
وأدى الديمقراطي جو بايدن اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة في حفل تنصيب رسمي أقيم، الأربعاء، في مبنى الكونغرس، بحضور شخصيات سياسية ورؤساء سابقين، فيما تغيب عنها دونالد ترامب.
وتم تأمين مراسم الحفل بنشر 25 ألف جندي من الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، لتأمين المنطقة بعد حادثة اقتحام أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس، في وقت سابق من الشهر الجاري.
فيما تعهد بايدن، في خطاب التنصيب، بهزيمة "التطرف السياسي ودعاة تفوق البيض والإرهاب الداخلي" في الولايات المتحدة. كما دعا الأمريكيين إلى التغلب على الانقسام في البلاد، قائلاً إنه "لا سلام من دون الوحدة".
وقال أيضاً: "تعلمنا أن الديمقراطية ثمينة وهشة أحياناً، لكنها سادت في نهاية المطاف". وأضاف: "سأدافع عن الدستور، سأدافع عن ديمقراطيتنا، سأدافع عن أمريكا. وسأبذل كل ما أفعله في خدمتكم، لا أفكر في السلطة، بل بالإمكانات، لا في المصلحة الشخصية، بل بالمصلحة العامة".
كذلك مضى قائلاً: "سنكتب معاً قصة أمريكية عن الأمل، لا الخوف، عن الوحدة لا الانقسام، عن النور لا الظلام. قصة الأخلاق والكرامة، والحب والتعافي، والعظمة والخير".
محاكمة ترامب
لكن يبدو أن محاكمة ترامب بعد انتهاء رئاسته ستمضي قدماً حتى لو تباطأت بانشغال المؤسسات الأمريكية بتسليم السلطة الأصعب في تاريخ البلاد.
إذ رغم انتهاء رئاسة دونالد ترامب من خلال تنصيب جو بايدن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، فإنه من المُقرر أن يحاكم مجلس الشيوخ ترامب، بتهمة ارتكاب جرائم وجنح كبيرة، ويُحتَمَل منعه من تولِّي أيِّ منصبٍ فيدرالي مرةً أخرى.
ووجَّه مجلس النوَّاب إلى دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، تهمة "التحريض المُتعمَّد على التمرُّد"، وهي تهمةٌ خطيرة نبعت من تحفيز الرئيس لمثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير/كانون الثاني الجاري، بناءً على فكرةٍ خاطئة، مفادها أن انتخابات 2020 الرئاسية "مُزوَّرة". وخلَّفَ هذا التمرُّد خمسة قتلى وعدداً لا يُحصَى من الجرحى.
لم يُؤكَّد تاريخ بدء المحاكمة بشكلٍ مُحدَّد بعد، ولم تنقل رئيسة مجلس النوَّاب، نانسي بيلوسي، بنود العزل رسمياً إلى مجلس الشيوخ، وهي خطوةٌ تؤدِّي إلى بدء المحاكمة في اليوم التالي، وفقاً لقواعد مجلس الشيوخ. وقال مندوبو بيلوسي، إنها سترسل البنود "قريباً"، لكنهم لم يقدِّموا جدولاً زمنياً مُحدَّداً.