أعلنت الشرطة الإيطالية، الإثنين 18 يناير/كانون الثاني 2021، عثورها على نسخةٍ عمرها 500 عام من لوحة ليوناردو دافنشي "سالفاتور مندي" بشقة في نابولي، وأعادتها إلى متحف لم يكن لديه أدنى فكرة عن سرقتها، كما أكدت أنها اعتقلت صاحب الشقة البالغ من العمر 36 عاماً؛ للاشتباه في احتفاظه بسلع مسروقة، بعد عثورها على اللوحة في خزانة غرفة نومه.
وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني، فإن هذه اللوحة التي تصور يسوع المسيح رافعاً يده اليمنى وحاملاً كرة بلورية في يده اليسرى، نسخة من لوحة ليوناردو التي أصبحت عام 2017 أغلى لوحة بِيعت على الإطلاق، حيث بيعت مقابل 450 مليون دولار في أحد مزادات كريستيز، كما أنها أصبحت جزءاً من مجموعة متحف دوما بكنيسة سان دومينيكو ماجوري في نابولي.
تقول الصحيفة نفسها، إن المتحف كان قد أغلق أبوابه منذ شهور، بسبب قيود فيروس كورونا، ولم يبلّغ أحد عن ضياعها.
في السياق نفسه، أكد جيوفاني ميليللو المدعي العام في نابولي، أن الشرطة "عثرت على هذه اللوحة يوم السبت، بفضل دأبها وبراعتها".
كما أضاف أيضاً: "لم تُقدَّم شكوى عن الأمر وقد اتصلنا بالكنيسة قبلها، ولم تكن على علم باختفائها، حيث إن الغرفة التي تُحفَظ فيها اللوحة لم تُفتَح منذ ثلاثة أشهر".
ميليللو صرح أيضاً بأن الشرطة تحقق الآن في الطريقة التي سُرقت بها اللوحة، حيث لم تعثر على ما يشير إلى حدوث اقتحام.
كما أضاف: "مَن سرق هذه اللوحة أرادها، ومن المرجح أن السرقة تمت لصالح منظمة تعمل في تجارة الفن على مستوى العالم".
ويُشار إلى أن لوحة "سالفاتور موندي" التي رسمها دافنشي لم تظهر علناً منذ بيعها الذي حطم الرقم القياسي، ويشكك بعض الخبراء في أنها أصلية.
في السياق نفسه، ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأربعاء، أن لوحة "سالفاتور موندي" الأصلية دخلت التاريخ عام 2017 عندما تم بيعها بمبلغ 450.3 مليون دولار في "كريستيز" بنيويورك.
الطريف في قصة هذه اللوحة، حسب المصدر نفسه، هو أنها بيعت في خمسينيات القرن الماضي، مقابل 45 جنيهاً إسترلينياً (61 دولاراً) فقط في المملكة المتحدة؛ لاعتقادهم أنها نسخة فقط وليست أصلية.
فبينما عارض بعض المختصين إسنادها إلى ليوناردو، مشيرين إلى أنه تم رسمها جزئياً على الأقل، من قِبل أعضاء ورشته، تمت استعادة اللوحة والتصديق عليها قبل أن تصبح أغلى عمل فني يتم بيعه في المزاد.
كما ذكرت الصحيفة، يُعتقد على نطاق واسع، أن العرض القياسي تم تقديمه نيابة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
مع ذلك، لم يتم عرض "سالفاتور موندي" علناً منذ أن بيعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، فبعدما أعلن متحف اللوفر في أبوظبي أنه سيعرض اللوحة، أرجأ الكشف الكبير عنها عام 2018 دون إعطاء أي تفسير.