حث الرئيس الإيراني حسن روحاني، الأربعاء 20 يناير/كانون الثاني 2021، الإدارة الأمريكية القادمة على العودة إلى الاتفاق النووي المبرم في 2015 ورفع العقوبات الصارمة المفروضة على طهران، مرحباً بانتهاء عهد ترامب الذي وصفه بـ"المستبد".
روحاني يدعو بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي
روحاني قال في اجتماع لمجلس الوزراء بثه التلفزيون :"الكرة في ملعب الولايات المتحدة الآن إذا عادت واشنطن إلى اتفاق إيران النووي لعام 2015، فإننا سنحترم أيضاً التزاماتنا تماماً بموجب الاتفاق"، أضاف روحاني قائلاً: "ما ننتظره من الإدارة الأمريكية الجديدة هو العودة إلى العمل بالتزاماتها وفقاً للقانون، وأن تزيل خلال السنوات الأربع المقبلة إن استطاعت، جميع الصفحات السوداء التي خلفتها الإدارة السابقة خلال السنوات الأربع الماضية".
تأتي تصريحات روحاني بعد أن قال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الذي سيتولى السلطة اليوم، إن الولايات المتحدة ستعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي، الذي يفرض قيوداً على أنشطة إيران النووية، إذا استأنفت طهران الالتزام الصارم به.
بدوره أنتوني بلينكن، الذي اختاره بايدن وزيراً للخارجية، أمس الثلاثاء، قال إن الولايات المتحدة لن تتخذ قراراً سريعاً بشأن ما إذا كانت ستنضم مجدداً إلى الاتفاق. وقال روحاني: "انتهت مسيرة المستبد ترامب السياسية وحكمه المشؤوم اليوم وسياسة (الضغوط القصوى) التي اتبعها مع إيران فشلت فشلاً تاماً.. مات ترامب لكن الاتفاق النووي لا يزال على قيد الحياة".
ويرى بايدن على ما يبدو أن العودة إلى الاتفاق تعتبر تمهيداً لمحادثات أوسع بشأن أنشطة إيران النووية وفي مجال الصواريخ الباليستية ونشاطها الإقليمي. لكن إيران تستبعد وقف برنامجها الصاروخي أو تغيير سياستها في المنطقة.
الجنرال المتقاعد لويد أوستن، الذي اختاره بايدن لتولي وزارة الدفاع "البنتاغون"، قال إن إيران تمثل تهديداً للحلفاء في المنطقة وللقوات الأمريكية المرابطة في الشرق الأوسط.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للتلفزيون الرسمي: "الولايات المتحدة ودول غربية أخرى هي من حولت منطقتنا إلى برميل بارود، وليس إيران".
الملف الإيراني يثير القلق
السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، قال الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني 2021، إن "التعيينات البارزة في السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، هي سبب للقلق، عندما يتعلق الأمر بالتهديد النووي الإيراني".
كما أعرب فريدمان عن قلقه في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قائلاً: "أنا قلق على شيء واحد على وجه الخصوص: إيران".
وأشار فريدمان في مقابلته على وجه الخصوص إلى تعيين كبير المفاوضين بشأن اتفاق إيران، ويندي شيرمان، كنائبة لوزيرة الخارجية، وأنتوني بلينكن وزيراً للخارجية، وجيك سوليفان مستشاراً للأمن القومي، إلى جانب وزير الخارجية السابق جون كيري ومستشارة الأمن القومي السابقة سوزان رايس في مناصب عليا في إدارة بايدن ولفت إلى أنهم جميعاً "شاركوا في إبرام الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الدولية"، وقال فريدمان: "فرقة إيران عادت معاً مرة أخرى".
وأعرب فريدمان عن أمله في أن "يدرك المعينون أن الأمور قد تغيرت، منذ توقيع الاتفاق مع إيران"، إذ قال: "في عام 2015 كان الافتراض أن إيران ستعدل نفسها بنفسها، الآن نعلم أنهم لم يفعلوا ذلك، لقد دمروا اليمن، وهاجموا أمريكا في العراق، وهاجموا إسرائيل من سوريا، وموّلوا حزب الله، وهو أكبر خطر لإسرائيل على أي حدود"، مضيفاً: "بعد أكثر من خمس سنوات، نعلم أنهم مخادعون، نحن نعلم أنهم عندما قالوا إنهم لم يكن لديهم أبداً بنية تحتية عسكرية لطموحاتهم النووية، كانوا يكذبون".
وتابع فريدمان: "آمل أن يعرف أي شخص عاقل أننا لا نستطيع العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق الدولي مع إيران.
وتأتي تصريحات فريدمان في وقت يستعد فيه لترك مهامه غداً الأربعاء، بانتظار أن تسمى الإدارة الأمريكية الجديدة السفير الجديد بإسرائيل بعد تسلمها مهامها.
كما أن فريدمان هو من المقربين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واشتهر بمواقفه الداعمة للاستيطان والاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية وتحريضه ضد إيران.
تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران
يشار إلى أن التوتر تصاعد بين طهران وواشنطن منذ 2018 عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الست والذي يهدف إلى الحد من برنامج طهران النووي ومنعها من صنع أسلحة ذرية.
كما أعادت واشنطن فرض العقوبات التي ألحقت ضرراً كبيراً بالاقتصاد الإيراني وردت إيران، التي تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية، على سياسة "الضغوط القصوى" التي ينتهجها ترامب بخرق الاتفاق تدريجياً. وقالت طهران مراراً إن بإمكانها التراجع عن تلك الانتهاكات بسرعة إذا رُفعت العقوبات الأمريكية.