سيوقّع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، يوم تنصيبه الأربعاء 17 يناير/كانون الثاني 2021، أوامر تنفيذية، أبرزها إلغاء قرار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي يحظر دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة للأراضي الأمريكية.
قرارات يوم تنصيب بايدن
تتعلق تلك الأوامر التنفيذية التي سيتم توقيعها يوم تنصيب بايدن بالتصدي لجائحة فيروس كورونا، وتدهور الاقتصاد الأمريكي، واللامساواة العرقية، والتغيّر المناخي، وفقاً لما أعلنه رون كلاين، الذي عيّنه بايدن لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض.
كلاين قال في بيان إن "كل هذه الأزمات تتطلّب تحرّكاً عاجلاً"، موضحاً أن بايدن سيوقّع "نحو 12" أمراً تنفيذياً الأربعاء عقب حفل التنصيب، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك أشار كلاين إلى أن "الرئيس المنتخب بايدن سيتّخذ في الأيام العشرة الأولى من ولايته تدابير حاسمة للتصدي لهذه الأزمات الأربع، ولتجنيب البلاد أضراراً طارئة لا يمكن إصلاحها، ولاستعادة أمريكا مكانتها في العالم".
أيضاً سيوقع بايدن أوامر تنفيذية لإعادة الولايات المتحدة إلى اتفاقية المناخ الموقّعة في باريس، ويلغي قرار ترامب بحظر دخول رعايا دول ذات غالبية مسلمة لأمريكا، والتي كان من بينها سوريا، وإيران، وليبيا، واليمن، والصومال، والسودان.
وقال كلاين إن "الرئيس المنتخب سيتّخذ تدابير، ليس فقط لإصلاح أشد أضرار إدارة ترامب جسامة، وإنما أيضاً للدفع بالبلاد قدماً".
تحديات أمام بايدن
بتوليه الرئاسة الأمريكية خلفاً لدونالد ترامب، يرث بايدن مجموعة من التحديات الكبرى، إذ تتّجه الولايات المتحدة سريعاً نحو تسجيل 400 ألف وفاة بجائحة كورونا، وأكثر من مليون إصابة أسبوعياً، مع تفشٍّ للفيروس خارج عن السيطرة.
كذلك يرزح الاقتصاد تحت وطأة تداعيات الجائحة التي تسببت في إلغاء 10 ملايين وظيفة، كما يواجه المستهلكون الأمريكيون والشركات صعوبات معيشية.
كان بايدن قد كشف عن خطة لتحفيز الاقتصاد بقيمة 1,9 تريليون دولار، عبر تقديمات مالية وغيرها من المساعدات، وهو يعتزم تسريع حملة التلقيح المتعثّرة ضد كوفيد-19.
إضافة إلى ذلك، فإن بايدن سيتولى القيادة في وقت تشهد فيه أمريكا انقساماً حاداً على خلفية الانتخابات الرئاسية التي خسرها ترامب، وعززته ادعاءات الأخير -التي لم تستند إلى أدلة- حول حدوث عمليات تزوير كبيرة في الانتخابات.
كان لهذه الادعاءات وتجييش ترامب لأنصاره عواقب سلبية، إذ اقتحم أنصار للرئيس الخاسر مبنى الكونغرس (الكابيتول) في واشنطن، وتسببت أعمال العنف التي قاموا بها في مقتل 5 أشخاص، في حادثة هزّت الولايات المتحدة.
تأهب أمني
ومع اقتراب موعد تنصيب بايدن، تستعد السلطات الأمريكية وتتأهب أمنياً تجنباً لتكرار حادثة اقتحام الكونغرس، وأُوقف الجمعة في واشنطن رجل مسلّح ومدجّج بالذخيرة خلال محاولته عبور إحدى نقاط التفتيش الكثيرة المقامة في محيط مبنى الكابيتول، حيث ستقام الأربعاء مراسم التنصيب.
جاء في تقرير للشرطة أوردته شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، أن ويزلي آلن بيلر المنحدر من فرجينيا، كان موجوداً مساء الجمعة عند نقطة تفتيش على مقربة من مبنى الكابيتول، مقر مجلسي النواب والشيوخ، وكان بحوزته اعتماد مزيّف لحضور مراسم التنصيب.
عثرت الشرطة أيضاً معه على مسدس محشو، وأكثر من 500 طلقة ذخيرة، وقد تم توقيفه.
كانت هناك ملصقات عدة على شاحنته البيضاء تدافع عن الحق في حيازة الأسلحة، كُتب على إحداها "إذا أتوا لأخذ أسلحتك أعطهم الرصاصات أولاً".
كذلك كانت سلطات واشنطن قد حوّلت العاصمة الأمريكية في الأيام الماضية إلى منطقة أمنية تحسباً ليوم تنصيب بايدن، حيث نشرت حواجز إسمنتية وأسلاكاً شائكة في المنطقة المحيطة بمقر الكونغرس، كما تم حشد عناصر من الحرس الوطني في ولايات عدة، ووُضعت أسوار في محيط عدد من البرلمانات المحلية، كما حصل في كاليفورنيا ومينيسوتا.
وغالباً ما تكون مراسم التنصيب مناسبة لتدفّق مئات ملايين الأمريكيين إلى العاصمة لحضور الحفل الذي يقام في الباحة الخارجية لمبنى الكابيتول، لكن ستكون مراسم تنصيب بايدن هذا العام مختلفة؛ إذ ستكون الباحة الخارجية الكبيرة أمام الكونغرس مغلقة أمام العامة، ولن يُسمح إلا لحاملي التصاريح بدخول المنطقة.