وفقاً لدورية Journal of the Academy of Consultation-Liaison Psychiatry التي نشرت تقريراً لها يوم الإثنين 11 يناير/كانون الثاني 2021، فإن رجلاً يبلغ من العمر 30 عاماً، يعاني من الاضطراب ثنائي القطب، لجأ إلى حيلة غريبة؛ في محاولة منه لتخفيف معاناته من المرض النفسي.
الدورية قالت إن الرجل لجأ الى الاعتماد على المواد الأفيونية، من خلال حقن نفسه بـ"شاي الفطر" في مجرى الدم، ولاحظ أفراد عائلته أنه توقف مؤخراً عن الالتزام بتناول أدوية الاضطراب ثنائي القطب الموصوفة له، وكان "يتنقل بين حالات الاكتئاب والجنون".
أزمة صحية واجهت شخصاً بسبب الفطر السحري
لكن ووفقاً للدورية العلمية، فقد انتهى الأمر بالرجل في قسم الطوارئ بعدما نما فطر بدمه، نتيجة حقنه شاياً من "الفطر السحري" في أوردته، حسبما نشر موقع Live Science الأمريكي في تقرير له، الأربعاء 13 يناير/كانون الثاني 2021.
حيث قضى الرجل 22 يوماً في المستشفى، منها 8 أيام بوحدة العناية المركزة، حيث عولج من فشل في عدة أعضاء بجسمه. وعلى الرغم من خروجه من المستشفى، لا يزال يخضع للعلاج بنظام طويل الأمد من المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات.
من ناحية أخرى كتب الأطباء في التقرير، أنَّ هذه الحالة لا تكشف عمّا إذا كان حقن شاي الفطر في الجسم يُخلِّف تأثيرات نفسية دائمة، مثلما يظهر في بعض الأحيان عندما يبتلع الناس الفطر عن طريق الفم.
تطوير اضطراب الإدراك
من ناحية أخرى فقد أشار التقرير إلى أنه وفي حالات نادرة، يمكن للأشخاص المرضى تطوير حالة تسمى اضطراب الإدراك المستمر الناجم عن الهلوسة، حيث تستمر رؤيتهم لمحات من الماضي فترة طويلة بعد تناول الفطر، وفقاً للمعهد الوطني لتعاطي المخدرات.
حيث كتب الأطباء أنَّ هذه الحالة الموجودة تؤكد الحاجة المُلحّة للثقافة العامة بشكل مستمر بخصوص المخاطر المصاحبة لاستخدام هذا الدواء وغيره من العقاقير بطرق أخرى غير الموصوفة، على حد قول التقرير.
في سياق متصل، وبحسب التقرير، كان الرجل قد وجد تقارير على صفحات مختلفة بشبكة الإنترنت تصف الآثار العلاجية المحتملة لمُسبِّبَات الهلوسة، ومنها مادة ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD) وفطر السيلوسيبين؛ مما دفعه إلى غلي الفطر وصناعة "شاي" منه.
لم يتوقف الرجل عن الاطلاع على هذه التقارير، لكنه وخلال أيام قام بحقن نفسه بالخليط، وبعد أيام من ذلك أصيب بالخمول والغثيان، وبدأت بشرته في الاصفرار. وسرعان ما أصيب بالإسهال وبدأ في تقيؤ الدم.
نقل المريض لغرفة الطوارئ
من ناحية أخرى عثرت الأسرة على الرجل المريض وأخذته إلى غرفة الطوارئ، معربة عن قلقها من أنه بدا مضطرباً للغاية، حيث بدأت العديد من أعضائه، بما في ذلك الكبد والكلى، في الفشل ونُقِل الرجل إلى وحدة العناية المركزة. وتبيَّن بعد اختبارات الدم، أنه مصاب بعدوى بكتيرية بميكروب عصوي قصير مُحلِل للكيراتين، وعدوى فطرية من فطر السيلوسيبين؛ مما يعني أنَّ الفطر السحري الذي حقن نفسه به كان ينمو الآن في دمه.
إضافة إلى ذلك وحسبما قال التقرير، فإنه لجأ إلى المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات للعلاج، لكن ذلك لم يكفه؛ بل احتاج الرجل وضع جهاز التنفس الصناعي بعد تعرضه لفشل تنفسي حاد، حيث تراكمت السوائل في الأكياس الهوائية لرئتيه.
فيما قال التقرير، إن الرجل استطاع النجاة من هذه الوعكة الصحية الخطيرة بعد معاناة شديدة مع آثار التجربة.